الإيموز تستنفر الأمن وسط القاهرة - يلجأ إليها الشباب هرباً من التقاليد الصارمة

26 أبريل 2009 by: trtr388



رسومات هندسية غريبة على الجدران، وملصقات تحمل كلمة
«أَوَنطة» (أي «الإيهام بغير الحقيقة») فاجأت المارة في شوارع القاهرة منذ أيام.
ويبدو أن الجهاز الأمني رأى في هذه الملصقات ما يستدعي أخذ الحيطة والحذر فأزالها،
وقام ببعض الإجراءات الأمنية.

اكتشف جهاز الأمن أن جماعة جديدة تطرح أفكاراً غريبة هي من ألصق هذه الرسومات. إنها جماعة «الإيموز»، التي أعلن أعضاؤها أنهم نشروا هذه الرسوم، وهي عبارة عن رجل بلا رأس يحمل مكنسة ويرسم باللونين الأسود والأخضر.
إذا تتبعنا تاريخ «الإيموز»، نجد أنها بدأت كتيّار في موسيقى الـ{هارد روك} في أوائل الثمانينات، لتتحوّل في بداية الألفية الجديدة مع انتشار أفكار نهاية العالم إلى جماعات «الإيموز» الراهنة، والتي بدأت في الظهور على شكل جماعات في واشنطن، ثم انتشرت في أميركا وأوروبا، لتدخل بعد ذلك إلى العالم العربي.
ينضم إلى هذه الجماعة عموماً المراهقون، لأن أحد مبادئ «الإيموز» إطلاق المشاعر حتى لو تعارضت مع تقاليد المجتمع. ويتميز الأعضاء بملابسهم السوداء الضيقة جداً أو الفضفاضة جداً، وبإسدال الشعر على إحدى العينين، كذلك تضع فتيات «الإيموز» كميات كبيرة من الكحل.
وللإيموز صفات شائعة تتلخّص في الحزن والتشاؤم والاكتئاب والصمت، التي تجعلهم يميلون إلى تعذيب النفس بأدوات حادة، وربما الانتحار في حالات كثيرة. فالألم الجسدي بالنسبة إليهم طريقة سهلة للتخلّص من الألم النفسي، بالإضافة إلى حساسيتهم العالية في التعامل مع الآخرين، فهم لا يألفون إلا أقرانهم من الجماعة نفسها، ويستمعون إلى موسيقى خاصة بهم، عبارة عن مزيج من موسيقى الروك والميتال وتتميز بإيقاعها وكلماتها الكئيبة.
رفض قاطع
رفض كثر هذه المجموعة في مصر، وبدت ردود الفعل السلبية واضحة من خلال موقع «الفايسبوك» حيث مجموعتي «معاً ضد الإيموز في مصر»، و{لا للإيموز في مصر».
يُعتبر شريف حسني أب الإيموز الروحي في مصر، وقد تحدث إلى أحد البرامج التلفزيونية عن «الإيموز»، قائلاً: «لا تتوافر مبادئ معينة ونهج معين لجماعات الإيموز، فكل البشر لديهم عاطفة، لكن نحن لا نخجل من الاعتراف بها أمام الجميع. انضممت إلى الإيموز عندما أصابتني نوبة من الاكتئاب. آنذاك قرأت على الإنترنت عن مجموعة الإيموز وأُعجبت بفكرة تعبير الشباب فيها عن مشاعرهم، لذا قررت تشكيل مجموعة للإيموز على «الفايسبوك»، فانضم إليها أكثر من 150 شخصاً».
 يؤكد حسني أن مبادئ «الإيموز» تتعدى الملبس إلى اتباع منهج معيّن في الحياة: «نحن لا نملك قاعدة، وقد اكتشفت من خلال «الفايسبوك» أن في مصر من يقلد ما يفعله أعضاء جماعة «الإيموز» في الغرب، من تعذيب للتخلص من الألم النفسي بالألم الجسدي. وفوجئت بوجود أعضاء على «الفايسبوك» مكتئبين جداً، ولم يجدوا من يفهمهم ويساعدهم، لهذا قررت عقد اجتماع معهم».
يتابع حسني: «نحن في مصر لا نتبع أسلوب «الإيموز» في الغرب. لا نقطع أيدينا ولا ننتحر، علماً أن ثمة من يقلد الغرب، لكن ليس بهذه الطريقة البشعة. نحن لسنا جماعة، بل شباب يفصحون عن مشاعرهم ليس أكثر».
في هذا السياق يتحدث أستاذ طب النفس في جامعة الزقازيق د. أحمد عبد الله عن الأسباب والدوافع النفسية التي تذهب بهؤلاء المراهقين إلى تشكيل جماعات غريبة أو الانضمام إليها، ويقول: «عدم التوافق مع الأسرة وتسفيه بعض الآباء لآراء أبنائه، وغيرها من عوامل اجتماعية كثيرة، تؤدي إلى ابتعاد الشباب عن دائرة الأسرة والاتجاه إلى جماعات أخرى أكثر تحرراً ولا تفرض شروطاً وتقاليد، وتقدّم مساحة واسعة من الحرية، وتبتعد تماماً عن المعايير أو الضوابط السائدة التي يجد بعض المراهقين والشباب أنها تكبل حريته ورغباته».


أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: