هجمة معمارية وعمرانية دولية لتغيير محيط الكعبة

11 مايو 2009 by: trtr388


نشرت صحيفة "ذي صنداي تايمز" البريطانية في عددها
الصادر اليوم الاحد تقريرا قالت فيه ان المهندسين البريطانيين الشهيرين السير
نورمان فوستر والعراقية الاصل زها حديد يخططان ويقومان بتغيير معالم المواقع حول
مكة المكرمة، من اجل انشاء مبان مرتفعة في المدينة وخط سريع للسكة الحديد للحجاج.
ويقوم العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بمراجعة التصاميم الهندسية التي تحافظ على موقع المسجد الحرام في موقع القلب من مكة المكرمة التي ستتسع لخمسة اضعاف حجمها الحالي لاستقبال 5 ملايين حاج في موسم الحجيج.
ومن المتوقع ان يزال الكثير من المباني القائمة بما في ذلك الجبال العتيقة حتى يمكن اقامة فنادق سبعة نجوم ومبان سكنية تناطح السحاب تحتوي على شقق فاخرة. ويقول مسؤولون سعوديون ان برنامج التطوير الذي يمتد لعشرين عاما، سيجعل المدينة تضاهي احدث المدن العصرية.
يجدر بالذكر ان زها حديد وهي مهندسة عراقية المولد قامت بتصميم المركز المائي لاولمبياد لندن العام 2012 ويعتقد انها قدمت مقترحات لتوسيع محيط المسجد الحرام. ورغم ان خطط حديد تظل طي الكتمان، فانها في السابق وضعت تصاميم جريئة لمشاريع مساجد اخرى، احداها في ستراسبورغ يبدو فيه السقف بشكل رائع مستوحى من الخطوط الاسلامية. كما ان من المعتقد ان حديد معنية باعادة تصميم جزء من المنطقة الوسطى لمكة المكرمة.
اما المهندس فوستر الذي صمم برج غيركين في لندن ومطار بيجين، فقد اوكل اليه تصميم اربع محطات على امتداد طريق السكة الحديد السريع الجديد الذي يتكلف 3.5 بلايين جنيه استرليني والذي يربط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وسيتحرك القطار السريع الذي اطلق عليه اسم "اكسبريس الحجاج" بسرعة 186 ميلا في الساعة بين المدينتين جيئة وذهابا كل ساعتين ونصف الساعة. كما انه سيمر بمدينة جدة ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية.
وقال مكتب فوستر وشركاؤه الذي يعتقد ايضا بانه معني باعادة تخطيط مركز الحرم ان كل محطة للقطار ستعكس موقعها. وتصاميم احد المحطات الذي تسرب حتى الان اظهر سقفا محدبا به ثقوب صغيرة تعد بالمئات، لتمرير اضاءة منقطة مشابهة لاحد الاسواق العربية.
ولما كان لا يسمح لغير المسلمين دخول مكة، فان هذا يعني ان على فوستر ان يرسل مهندسين معماريين مسلمين لدراسة الموقع، والعمل على التصاميم عن بعد.
ويقوم باداء فريضة الحج حوالي ثلاثة ملايين شخص وهو ما يخلق تزاحما مزمنا ادى الى الاف الوفيات.
وتقول السعودية ان برنامج التحديث وهو المرحلة الاولى التي يمكن ان تتكلف 13 بليون جنيه استرليني، ستوفر مرافق محسنة لحجاج بيت الله الحرام.
وقد أحجم كل من فوستر وحديد عن الحديث عن خططهما. الا ان تصاميم مهندسين معماريين اخرين ومؤسسات هندسية، بما فيها عائلة اسامه بن لادن، التي تخضع للمراجعة امام العاهل السعودي القت الضوء على الحجم الكبير للمشروع. وبعضها يظهر مسجدا جديدا تحيط به طريق للسيارات وناطحات سحاب منتظمة بحيث تواجه الكعبة المشرفة.
والخطط التي تسربت لشركة "اتكنس" البريطانية تظهر قطاعا يعود للعصر العثماني من المسجد الحرام وقد استبدل بقاعة صلاة متعددة الطوابق تتسع لـ3 ملايين مصل بعد ان كانت تتسع لـ900 ألف. واقتراح للمرحلة الثانية من التطوير يدعو الى ازالة المسجد القديم واحلال مبنى على شكل دائرة مفرغة من الوسط بدلا منه بحيث تستطيع استيعاب اكثر من 5 ملايين حاج. اما الكعبة المكرمة فتظل في مكانها.
وقال مؤسس مؤسسة ابحاث التراث الاسلامي في لندن عرفان العلوي التي تراقب عمليات تطوير مكة المكرمة "لا يدرك غالبية المسلمين ما الذي يجري في مكه لان السعودية تتكتم كثيرا على خططها، الا انهم يدمرون مهد الاسلام.
"اذ يجري حاليا تدمير الموقع الى قطع صغيرة. ويفجرون الجبال ويزيلون المباني التراثية لبناء 130 ناطحة سحاب حول المسجد الحرام. ولقد خسرت مكه الكثير من سحرها وروحانيتها".
بينما قال ناطق بلسان السفارة السعودية في لندن ان الملك عبد الله لا يزال يدرس المقترحات جميعها ولم يصدر بعد قرار نهائي بشأن الخطة الرئيسة.


أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: