نكات أهل حمص تتحول إلى وسيلة آمنة لنقد المجتمع السوري

25 مايو 2009 by: trtr388


صدر في سورية كتاب يسبر الخلفيات التاريخية التي كانت
السبب في بروز ظاهرة النكتة الحمصية، وسيطرتها على المزاج الشعبي في سورية وعدد
كبير من دول العالم.وذكرت وكالة فرانس برس أن الكتاب الذي حمل عنوان "أدب النكتة:
بحث في جذور النكتة الحمصية"
جاء أشبه بمرافعة عن أهالي حمص وقدمت نموذج للنكات التي تطلق على أهالي حمص منها "أجريت لحمصي عملية جراحية ناجحة، فقرر إجراءها مرة ثانية".وتعلق الوكالة إن هذا نموذج عن النكات التي لاحقت أهالي مدينة حمص عبر التاربخ، وتضيف إن الكاتب والإعلامي جورج كدر سبر عبر صفحات الكتاب السباب التي تقف وراء التنكيت عن أهل حمص بين أن صفة "الجنون" لم تكف عن ملاحقة أهل حمص منذ أيام العبادات الوثنية

فالتنكيت على الحماصنة لم يأت من فراغ وإنما كانت له امتدادات تاريخية؟".أما الآن فيأخذ هذا التندر أشكالا مختزلة ومكثفة صارت شبكة إنترنت مجالا خصبا لتناقلها ونشرها. تضيف فرانس برس كان للنكتة الحمصية جذور موغلة في القدم، تصل إلى "عيد المجانين" الذي كان موجودا في العبادات القديمة واندثر، بحسب ما يعرضه الكتاب.كما أن المؤلف يجد أن لها صلات بعبادة اله الشمس في القرن الثالث الميلادي والتي كانت تتم في حمص واتسمت بمظاهر مجون وصخب حتى الهذيان. ونقلت (أ ف ب) عن مؤلف الكتاب أن التندر على الحماصنة والسخرية منهم أخذ في الماضي البعيد شكل نوادر وقصص زخرت بها كتب من زارها من الرحالة مثل ياقوت الحموي والكتاب وأبرزهم ابن الجوزي الذي صنفهم ضمن "الحمقى والمغفلين على الإطلاق. ويعد الكاتب كدر أن النكتة الحمصية تحولت لدى السوريين إلى "وسيلة مأمونة لنقد الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي"، مشيرا إلى أنها "دخلت في الكثير من المحظورات".وحتى الآن يستخدم السوريون في سخريتهم إحالة دارجة على يوم الأربعاء بوصفه "عيد الحماصنة". ومما يورده الكاتب من نكات جمعها من المتداول في إنترنت حول الحماصنة، تلك التي يذهب فيها حمصي إلى ضابط في وزارة الداخلية طالبا الترشح للانتخابات فيجيبه الضابط "هل أنت مجنون؟"، فيرد عليه الحمصي "وهل هذا شرط للترشح؟". ويدعو مؤلف كتاب "النكتة الحمصية" في ختام بحثه التاريخي الاجتماعي إلى إقامة مهرجان عالمي للفكاهة في مدينة حمص التي تعد أكبر المحافظات السورية مساحة، مشيرا إلى أنه صار من الضروري أن تتحول هذه المدينة "عاصمة عالمية للضحك (...) تثور على ما يسود العالم من كآبة وحروب".



المصدر : اربيان بيزنس

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: