أوباما يزور أحد معاقل "أرستقراطيي" القاهرة قبل زيارة الأهرامات

05 يونيو 2009 by: trtr388





في الوقت الذي اختار فيه باراك حسين أوباما القاعة
الرئيسية لجامعة القاهرة لمخاطبة شعوب العالم العربي والإسلامي، لم يغفل الرئيس
الأمريكي الرابع والأربعون زيارة أبناء الطبقة الارستقراطية المصرية، في أحد أهم
معاقلهم من خلال مروره بنادي الجزيرة الاجتماعي - الرياضي، قبل توجهه إلى أهرامات
الجيزة.ويعد النادي الواقع قرب برج القاهرة في منطقة الزمالك، ملتقى للطبقة
الارستقراطية في العاصمة المصرية، إذ تنتسب إليه العديد من الشخصيات ذات الوزن
الاجتماعي الرفيع من سياسيين ومفكرين وأدباء وفنانين ومشاهير.




وجاءت ولادة النادي على يد البريطانيين عام 1882، حيث اقتصرت عضويته حينها على رجال الجيش الذين احتلوا مصر في ذلك الوقت، قبل أن يتم السماح لأبناء البلد المتعاونين مع الحامية البريطانية بالانتساب إليه. ومع جلاء القوات البريطانية، طالب المصريون حكومتهم بوضع يدها عليه وتعيين مجلس إدارة محلية، الأمر الذي واجهته الحكومة بالرفض لسنوات، قبل أن تضع حركة التأميم التي - أطلقها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر - يدها على النادي وتحوله إلى مؤسسة عامة للشعب عام 1954.

ورغم التحول الكبير في طبيعة أعضائه وتفاوت خلفياتهم الاجتماعية، لاتزال ساحات نادي الجزيرة شاهدة على الاجتماعات المصيرية التي عقدها قادة النظام المصري في العهد الناصري واتخذوا خلالها العديد من القرارات المصيرية ذات الطابع المجابه للغرب الذي نادى به عبدالناصر.والغريب أن نادي الجزيرة "الارستقراطي" لم يشتهر إلا من خلال برج القاهرة الشهير المطل عليه، ومجاورته للنادي الأهلي الذي كان أول ناد وطني يؤسسه المصريون واعتبروه نادياً للشعب.ومع تقلّد الرئيس الراحل أنور السادات مقاليد الحكم، بدأ دور نادي الجزيرة الاجتماعي يختفي لانشغال الناس بالحرب مع إسرائيل واستخدام أجزاء من أراضيه لإنشاء طرق سريعة جديدة، لكن الهدف الذي أسسه البريطانيون لخدمته ما لبث أن عاد في السنوات الثلاثين الأخيرة، حيث استعاد مكانته كأهم الأندية الاجتماعية التي تقتصر عضويتها على الصفوة.نادي الجزيرة الذي شهد تاريخه الطويل محافل كرست للطبقية الاجتماعية تارة، ولمجابهة الغرب تارة أخرى، قد يتناقض إلى حد كبير مع سياسات الرئيس الأمريكي وأفكاره الداعية للمساواة، إلا أن اختيار أوباما للجزيرة دون غيره جاء حكيماً دون شك.إذ لم يشأ الرئيس الأمريكي المبشّر بإتاحة الفرصة للجميع في دعم أحد جيران الجزيرة - الأهلي والزمالك - على حساب الآخر، بل اختار زيارة نادي الجزيرة البعيدة ألوانه عن الأحمر والأبيض ليؤكد حياديته.. حتى في المجال الاجتماعي - الرياضي.






أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: