فتنة بين النخبة السعودية على العرش

29 يوليو 2009 by: trtr388


تحتفل السعودية يوم الجمعة القادم، بعيد ميلاد الملك عبد الله بن عبد العزيز، كما تحتفل السبت بالذكرى الرابعة لتنصيبه ملكاً على البلاد، وتشير صحيفة فورين بوليسى إلى أن المقيمين خارج وداخل المملكة العربية السعودية يأملون فى عملية تحرير سياسى واجتماعى عميقة وواسعة، ولقد حمل عهد الملك عبد الله الكثير من الأمور الطيبة والسيئة.

إنجازات الملك عبد الله
على الجانب الإيجابى شهدت الفترة الماضية من عهد عبد الله إصلاحاً، وقد نشطت الدعوة إلى حوار الأشقاء مع قادة المسيحية واليهودية والبوذية والكونفوشيوسية وغيرها من الديانات، وقد تم استبعاد العديد من المتشددين من مواقعهم فى السلطة، كما شجع حكم عبد الله النساء من العائلة المالكة السعودية لحملة علنية تطالب بالمزيد من حقوق المرأة، وشاهدنا بعدها تعيين أول امرأة فى موقع نائب وزير وهذه الإنجازات لم تتحقق بسهولة ولا يجب أن نتجاهلها.

السلبيات التى شابت عهده
أما الجانب السلبى من حكم عبد الله فلقد حمل الإصلاح على نحو بطئ للغاية، فحوار الأديان لم يأتِ بأى ثمار عن الحرية الدينية فى المملكة، والمرأة لا تزال محرومة من الحقوق الأساسية التى تتمتع بها أمثالهن فى البلدان العربية الأخرى، كما أن الجهود المبذولة لكبح جماح ما يسمى بلجنة تشجيع الفضيلة ومنع المنكر تلك الميليشيا الدينية التى تستخدم العنف الجسدى لفرض المبادئ الوهابية على اللباس والسلوك، لم تحرز سوى تقدم يكاد لا يذكر.

إحباطات محاولات الإصلاح
وتشير الصحيفة إلى اثنين من الانتكاسات التى قد توجه المملكة فى الاتجاه المعاكس، فعلى الرغم من الدعم المباشر التى لاقته دور السينما من الملك عبد الله لإعادة فتحها بعد ثلاثين عاماً من القطيعة، إلا أن الأمر قوبل بالإحباط، فلقد تم إلغاء مهرجان سينمائى فى جدة منذ أسبوعين، أيضاً تم إطلاق النار على رئيس تحرير صحيفة سعودية رائدة فى يونيو بعد أن أساء مراسل للصحيفة وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز بانتقاده لجنة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.

علاوة على ذلك فلا يوجد جديد بشأن الرقابة على الإنترنت فى السعودية، وتشير بعض الشائعات التى تبدو صادقة، إلى أن الحكومة السعودية ستقوم قريبا بتركيب شريحة فى كل كمبيوتر تسمح للسلطات بتعقب كل نشاط داخل البلد، وكما هو الحال فى مشروع السد الأخضر المثير للجدل فى الصين، فقد تدعى الحكومة السعودية أن غرضها منع المواد الإباحية، من قبل مسئولى الدولة الذين يرصدون جميع الحركات والمواد، فإنه من غير المرجح أن يتجاهلوا المحتوى الذى يطرح تحديات سياسية أو اجتماعية لأسرة آل سعود.

ويجسد الأمير نايف الأخ غير الشقيق للملك عبد الله رد فعل المحافظين، ويبدو أن نفوذه قد تزايدت مع تعيينه النائب الثانى لرئيس الوزراء، ذلك الموقع الذى يخشى البعض من أن يصبح الملك بعد عبد الله، وقد تزايدت هذه التكهنات مع الشكوك الكثيرة حول صحة الأمير سلطان بن عبد العزيز الرجل المرجح أن يحل محل عبد الله إذا عاش طويلاً.

فتنة بين النخبة السعودية على تولى العرش
وهذه الهزائم التى واجهها الإصلاح تشير بإنذار مبكر لارتفاع مستويات الفتنة بين النخبة السعودية، وربما القلق بين كبار أعضاء العائلة المالكة إذ أنهم بدأوا فى التفكير بشكل أكثر جدية فى عملية الخلافة.

وعلى المدى القريب فإن الاقتتال من شأنه أن يقوض الجهود المتواصلة لتنويع الاقتصاد السعودى، وعملية الإصلاح السياسى والإجتماعى، أما على المدى الطويل، فإنه إذا ما توفى سلطان قبل عبد الله، فإن أبطال الإصلاح داخل وخارج المملكة سينتابهم القلق من تولى نايف عرش البلاد يوماً ما.

اليوم السابع

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: