"الصحة العالمية": عطلوا الدراسة أو أغلقوا المدارس
13 سبتمبر 2009 by: trtr388التربية دشنّت عيادات مدرسية لاحتواء الإصابات بالوباء بين الطلبة
كتب - عبدالرحمن الشمري والوكالات:
دخلت قضية انفلونزا الخنازير مرحلة جديدة من "العولمة المرضية" مع اطلاق منظمة الصحة العالمية تحذيرات شديدة من خطورة التأخر في اغلاق المدارس حول العالم للحد من تفشي الوباء, وتأكيدات المنظمة ان توقيت الاغلاق يرتدي "أهمية حاسمة" لدرء تفشي الانفلونزا على نطاق التجمع السكاني.
هذه التحذيرات الصحية تأتي بالتزامن مع الاستعدادات العالمية للموجة التالية من الوباء خلال موسم الخريف والشتاء ومع الاستعدادات المحلية لاطلاق العام الدراسي للتعليم العام في 27 الجاري بعدما اطلق التعليم الخاص صافرة قطار الدراسة قبل اسبوعين, وأحصي على مدى تلك الفترة أربع اصابات في صفوف الطلبة وعدد من حالات الاشتباه التي استوجبت العزل سواء بين الطلبة او معلمات الخاص والعام.
واستنادا الى دراسات متخصصة اعلنت منظمة الصحة العالمية في بيان لها من جنيف امس ان "اغلاق المدارس يؤتي افضل النتائج عندما يحصل في وقت مبكر جدا من تفشي الوباء ويكون توقيت هذا الاغلاق مثاليا قبل اصابة واحد في المئة من السكان به", علما انه في ظل "ظروف مثالية يمكن ان يؤدي اغلاق المدارس الى الحد من الطلب على الرعاية الصحية بنسبة تتراوح بين 30 و50 في المئة, عند بلوغ الوباء ذروته, لكن اذا اغلقت المدارس بشكل متأخر جدا اثناء تفشي المرض على نطاق التجمع السكاني فإن الحد من انتقال العدوى سيكون محدودا على الارجح".
ولفتت الى انه من المهم جدا خفض عدد الاشخاص الذين يحتاجون الى الرعاية الطبية عند مكافحة الانفلونزا نتيجة ضغوط الاعداد الكبيرة من المرضى التي ستنهال على المستشفيات داعية الطلبة والمدرسين الى المكوث في منازلهم اذا شعروا بالاعياء, وضرورة تخصيص المدارس اماكن لعزل اي شخص يشتبه باصابته بالوباء.
وفي مؤشر اخر خطير على سرعة تفشي الوباء اشارت المنظمة الدولية الى ان 76.01 في المئة من الاصابات الجديدة بمرض الانفلونزا في العالم هي اصابات بفيروس "اتش 1 ان 1" (الخنازير) علما ان هذا المعدل كان قبل اسبوع لا يتجاوز نسبة 61 في المئة.
محليا اعتبر وكيل وزارة الصحة د. ابراهيم العبدالهادي ان دعوة منظمة الصحة العالمية التي صدرت بعد اجتماع دول السبع لجهة اغلاق المدارس لها خصوصية تتعلق بنسبة انتشار هذا الوباء في الدول السبع ونسبة الوفيات فيها, وبالتالي فإن الدعوة الى اغلاق المدارس لا تنسحب على كل دول العالم.
وقال ل¯ "السياسة" ان تعميم هذه الدعوة الى الاغلاق هو كلام غير منطقي, موضحا ان الكويت اتخذت اجراءات وقائية بما يضمن منع انتشار الوباء ويتيح متابعة الوضع الصحي داخل المدارس.
من جهته, أوضح مدير ادارة الصحة العامة الدكتور راشد العويش ان المكتب الاقليمي لشرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية سيعقد 15 الجاري اجتماعا في القاهرة لبحث اجراءات مكافحة الوباء والاجراءات المتعلقة باغلاق المدارس, مبينا ان الاجتماع سيحضره عدد من مندوبي وزارتي الصحة والتربية وجامعة الكويت حيث سيصدر توصيات خاصة بمنطقة الاقليم ومستوى انتشار المرض فيه والحالات التي تستدعي اغلاق المدارس جزئيا او بشكل كامل", مطمئنا الى ان انتشار الوباء في شرق المتوسط "مازال أقل من مناطق اخرى كثيرة حول العالم".
وعلى وقع تحذيرات "الصحة العالمية" دشنت وزارة التربية امس اولى دفعات العيادات الصحية ال¯ 120 المقرر افتتاحها في المدارس, حيث افتتحت بالفعل 9 عيادات في مدارس منطقة حولي التعليمية على ان تتبعها 11 أخرى يوم الاثنين المقبل.
وتشرع الوزارة اعتبارا من اليوم في انهاء تجهيز باقي العيادات المدرسية في مختلف المناطق التعليمية, اذ سيتم تزويد منطقة الجهراء بتجهيزات 10 عيادات اليوم على أن تستكمل 10 أخرى مخصصة للمنطقة ذاتها غدا الاحد وكذلك في جميع المناطق بواقع 20 عيادة لكل منها.
من جانبها قالت مديرة منطقة حولي التعليمية خلال جولة على عدد من العيادات المدرسية الجديدة خصت بها "السياسة" ان "وجود العيادات في المدارس يبعث على الطمأنينة في نفوس اولياء الامور والهيئات التعليمية والادارية", موضحة انه تم تجهيز تلك المرافق ب¯ "الأوكسجين وخزنات للأدوية ومواد استهلاكية طبية وعربة 3 طبقات وعلبة ستيل وسرير فحص وحوض كلوي.
وبينت ان العيادات التسع افتتحت في مدارس جاسم الابراهيم وانجفة والفضل بن عباس وعبدالله الدحيان واسماء بنت زيد والبابة وبنت الحارث وفيلكا وعثمان العثمان.