القدس: تصاعد الخلاف حول مواقيت الفجر والمغرب
13 سبتمبر 2009 by: trtr388حديث الناس في شهر رمضان في القدس حول دراسة فقهية وزع منها أكثر من خمسين ألف نسخة تحذر من خطأ في موعد اذاني الفجر والمغرب.
وقد انكر رجال الاوقاف صحة الدراسة واعتبروا المواقيت أو التوقيت الدهري صحيحة وأن الخطأ ربما يكون لدقيقة أو دقيقيتن فقط .
وأكد صاحب الدراسة الشيخ صلاح الدين أبو عرفة أن اذان الفجر يرفع في الليل أي في العتمة وهذا مخالف لسنة الرسول، والاصل حسب رأيه هو اعتراض الشفق الاحمر في الصباح.
واعتمد أبو عرفة على الحديث الصحيح (كلوا و اشربوا حتى يعترض الاحمر ) وقول الصحابة لمؤذن الرسول ابن ام مكتوم -وكان أعمى- "أصبحت أصبحت"، والاية القرآنية "وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر" والتي فسرها الرسول بـ (بياض النهار و سواد الليل) .
سألت مفتي الديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين عن صحة الدراسة فقال "جاءت هذه المواقيت مئة بالمئة استنادا للايات والاحاديث الشريفة وبعد مطالعة ومراقبة أهل الخبرة من علماء الشريعة ومن أهل الخبرة الذين لهم معرفة بالنجوم وبشروق الشمس ومغيبها".
قال أبو عرفة إن الناس حديثو عهد بالتقويم الجديد
والتقيت بابو عرفة في مقر مؤسسة أهل القران في القدس وسالته عن الاستعانة بالآلات الفلكية فقال "أعدل وأقسط الآلات ما كان عليه عين النبي وأصحابه فما رأوه نراه، وهذه الرزنامة حديثة عهد بالناس وتخالف صراحة مواقيت الله ورسوله ".
لقد اعتمد الفريقان على الاحاديث الصحيحة لكن الخلاف هو على تفسيرها وتطبيقها على الواقع، سواء بالعين كما يرى أبو عرفة أو باستشارة الفلكيين كما يرى المفتي.
هناك خلاف ايضا على اذان المغرب الذي يؤخر لعدة دقائق كما أشارت دراسة أبو عرفة، فقد رفض المفتي التشكيك بوجود فرق قائلا "أنا لا أعتقد، بالنسبة للمغرب وجود دقيقة (فرق دقيقة) إن وجدت، لا يوجد فرق عشر دقائق لا في المغرب ولا في الصبح، يعني اذا كان (هناك فرق) فالانسان يجتهد ويرصد."
أرصد بنفسي
يبدو أن الامر سيعود إلى رصد الفجر أو موعد اذان صلاة الصبح بالعين المجردة، والصبح في كتاب لسان العرب هو الابيض الذي تخالطه الحمرة.
لهذا قمت برصد الفجر بنفسي من على قمة جبل الطور وراقبت الفجر في الصحراء كي لا تكون أنوار المدينة عائقا.
في الساعة الخامسة إلا خمس دقائق رفع اذان الصبح لكنني لم ارى الشفق الاحمر لا بالعين المجردة ولا بعدسة الكاميرا التي كانت معي، وكان في الأفق ظلام دامس، فقد رفع أذان الفجر بالليل وفي العتمة. وبعد مرور خمسة و ثلاثين دقيقة بدأت أرى الشفق الاحمر يعترض.
الخلاف حول صلاة المغرب
الخلاف كان أيضا على اذان صلاة المغرب، فغياب قرص الشمس باتفاق الجميع علامة دخول وقت المغرب. واقع الحال ان الاذان يرفع بعد بضع دقائق وليس عند لحظة مغيب القرص بالكامل من الافق.
الامر يتدرج ليدخل الناس في خطأ أخر وهو أن يصلوا المغرب بعد غياب الشفق الاحمر أي الصلاة في العتمة والتي هي وقت صلاة العشاء لا المغرب كما جاء في الدراسة .
وأكد أبو عرفة أن تأخير اذان المغرب خطأ ويعارض السنة التي تطالب بتعجيل الافطار فقال "يبقى القول الفصل قول نبينا عليه الصلاة والسلام اذا غربت الشمس أفطر الصائم. فمن جاء وقال نحتاط فقد تنطع، فما لا يحتاط به نبينا فلا يحل لأحد أن يحتاط فيه".
الاعلام الفلسطيني يتابع الخلاف
وقد استمر السجال بعد نشر الدراسة بين رجال الدين ولكن ليس على طاولة البحث الفقهي في أحد المؤسسات الدينية، بل كان من خلال الاعلام المحلي دون الدخول في حوار علمي وانما نفي الدراسة أو التأكيد عليها.
وكتب أحدهم في صحيفة القدس مقالا طويلا ولكنه لم يذكر حديث الاحمر واكتفى بالدفاع عن الهيئات الرسمية.
أما الشاب سامر محمود دماطي وهو موظف في وزارة الاوقاف فقد خرج عن صمته بعد قراءة دراسة أبو عرفة ووجه رسالة الى وزير الاوقاف والشؤون الدينية ومفتي الديار المقدسة قدم فيها شرحا تفصيليا حول الأخطاء الموجودة في التقاويم والدهريات وأرسل نسخة إلى أحد أهم المواقع الالكترونية الاخبارية الفلسطينية .
الرسالة كانت أقرب إلى دراسة معمقة واعتمد أحاديث الرسول وأقوال علماء كثر من أزمنة متعددة سواء الجدد من القرن الماضي أو من القرن الثاني و الثالث الهجري.
المفتي رد على التشكيك بالمواقيت بفتوى نشرت على نفس الموقع الالكتروني تؤكد على صحة المواقيت وبلزوم العمل بها لانها معدة من قبل جهات رسمية معتمدة.
اختلف علماء الدين المسلمين على اعتماد الفلك أو العين المجردة في تحديد بداية الاشهر القمرية أي تحديد الاعياد وبداية شهر رمضان، والخلاف الجديد القديم هو في تحديد مواقيت صلاتي الفجر والمغرب أي في الافطار والامساك. السؤال هل باعتماد الفلك أم بالرؤية بالعين المجردة .
العلماء اختلفوا في أكثرمن دولة عربية مثل السعودية والاردن حول المواقيت ايضا، وبعض التعديلات حدثت بالفعل في السعودية، أما في فلسطين ودول اخرى فالخلاف واضح وبعض الناس تركوا المواقيت الدهرية واعتمدوا على المراقبة فأخروا السحور وعجلوا الفطور وقالوا إنها السنة والبعض الاخر بقي على ما تعود