دار نشر أميركية تسحب صورة "النبي في الجحيم " والكاريكاتيرات الدنماركية من كتاب أكاديمي

01 سبتمبر 2009 by: trtr388


اثارت دار نشر اميركية تنوي اصدار كتاب عن الجدل الذي تسببت به الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد، ردود فعل حادة بعدما قررت عدم ادراج الرسوم ال12 في الكتاب خشية ان يثير ذلك موجة عنف جديدة على غرار تلك التي اندلعت قبل بضعة اعوام.

فريد زكريا أستحسن فكرة سحب الصور المسيئة
ويركز كتاب "الرسوم الكاريكاتورية التي هزت العالم" الذي سيصدر في تشرين الثاني/نوفمبر عن دار "يال يونيفيرسيتي برس" على رد فعل العالم الاسلامي على الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها في 2005 صحيفة "يلاندز بوستن" الدنماركية. وبعد تردد وممانعة، وافقت المؤلفة جيت كلاوسن الدنماركية المولد والاستاذة المحاضرة في العلوم السياسية في جامعة براندايس في ماساتشوستس على سحب الرسوم الكاريكاتورية من كتابها قيد الطباعة. وقالت كلاوسن لوكالة فرانس برس في مقابلة عبر الهاتف "انا شخصيا حزينة لانني اشعر بان نشر الكتاب من دون صور خسارة له. من المؤسف كذلك ان يكون لدينا ظرف يرغم دار نشر اكاديمية على سحب هذه الصور". واضافة الى الرسوم الدنماركية، سحبت من الكتاب كذلك صور اخرى تتناول النبي محمد بينها صورة لوحة تعود للقرن التاسع عشر للرسام غوستاف دوري من مجموعته حول ملحمة "الكوميديا الالهية" للشاعر الايطالي دانتي. وتصور اللوحة النبي محمد في الجحيم. وصدر قرار سحب كل هذه الصور عن مدير دار "يال" للنشر جون دوناتيتش بعد مشاورة "نحو عشرين" من الخبراء الدبلوماسيين والجامعيين وفي مجال الاستخبارات. وقال دوناتيتش لوكالة فرانس برس "لم اشعر بأن الامر يتعلق بالرقابة وانما تحول الامر الى مألة امنية"، مضيفا انه كان قلقا على سلامة موظفي دار النشر. واوضح "شعرت ان الرسوم الكاريكاتورية والصور التي نتحدث عنها لا تمثل معلومات جديدة، وليس من الضروري اعادة نشرها اذا كانت مثيرة للمشاكل. ثمة اشخاص متأكدون من انها ستتسبب باعمال عنف". وكانت الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية التي تصور النبي محمد ظهرت في الاصل في ايلول/سبتمبر العام 2005، واثارت سلسلة طويلة من التظاهرات والاحتجاجات العنيفة في ارجاء العالم الاسلامي. وتسببت موجة العنف بمقتل خمسة اشخاص في باكستان في تظاهرات نظمت في شباط/فبراير 2006. لكن كلاوسن غير مقتنعة بالحجج التي ساقها مدير دار النشر لسحب الرسوم من كتابها. واوضحت ان "طلب المشورة وجه الى خبراء الامن من دون ان تتوفر بين ايديهم نسخة من الكتاب، ومن دون ان يتسنى لهم الاطلاع على السياق الذي سيعاد نشر الرسوم فيه". واضافت "اعتقد ان من الخطر جدا ازالة الرسوم في حين لم يحتج مسلم واحد على الكتاب، وقد عرض على بعض المراجعين المسلمين". وكانت جامعة "يال" المرموقة كشفت في منتصف شهر آب/اغسطس ان بين الخبراء الذين استشارتهم نائب وزير الخارجية السابق جون نيغروبونتي والمؤلف والكاتب فريد زكريا. ونقل بيان اصدرته الجامعة لشرح الاسباب خلف سحب دارها للرسوم تحذيرا من مساعد الامين العام للامم المتحدة ابراهيم غمبري، جاء فيه "توقعوا اعمال عنف اذا ما نشرت اي رسوم للنبي. اتوقع بان ذلك سيسبب اعمال شغب من اندونيسيا الى نيجيريا". واضاف البيان ان العنف الذي اثارته الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية لا يزال مستمرا، مشيرا الى انفجار سيارة مفخخة خارج مقر السفارة الدنماركية في العاصمة الباكستانية اسلام اباد في حزيران/يونيو 2008، ما اسفر عن مقتل ثمانية اشخاص. وتابع البيان "في اليوم التالي، اعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن التفجير واصفا اياه بأنه انتقام من الرسوم المهينة". لكن كلاوسن ترد هذه الحجج معتبرة انه "من السخف الاعتقاد بأن كتابا اكاديميا مخصصا للطلاب كدراسة حالة تتعلق بتأزم العلاقات الدولية يمكن ان يثير حربا اهلية في نيجيريا". وقد اثارت خطوة "يال" موجة استياء في الاوساط الادبية. ووصفها كريستوفر هيتشينز كاتب العمود في مجلة "فانيتي فير" بأنها "ربما تكون الحلقة الاسوأ في مسلسل الاستسلام المتواصل للتطرف الديني، وخصصا الاسلامي، الذي يتفشى في ثقافتنا".

رضا اصلان سحب كلمته التقريظية عن الغلاف الأخير
من جهته، عمد رضا اصلان الكاتب الخبير في الشؤون الاسلامية ومؤلف "لا اله الا الله: جذور الاسلام تطوره ومستقبله"، الى سحب تعليقه المشيد بالكتاب والمنشور على غلافه الخلفي في محاولة غير مجدية لاقناع "يال" بالعدول عن قرارها. وقال اصلان ان خبراء "يال" اساءوا فهم الجدل الاصلي، فالامر "لم يكن متعلقا بالرسوم الكاريكاتورية فقط، بل كان محاولة متعمدة من قبل الصحيفة الدنماركية لاستفزاز الاقلية المسلمة في الدنمارك، بهدف اجراء نوع من اختبار مواطنية عليهم. لقد نظر الى الرسوم الكاريكاتورية من قبل الجانبين على انه نوع من الجدال حول ما اذا كانت اوروبا مصابة برهاب الاسلام، وحول ما اذا كان للمسلمين مكان في اوروبا". وتابع المفكر الاسلامي ان "الغضب تفجر بسبب العنصرية التي برزت في الرسوم واستفزازها المدروس للاقلية المسلمة والطريقة التي تم بها التلاعب بالرسوم لتقول ان اوروبا عنصرية. وانه لمن الخطأ الاعتقاد ان هذه الرسوم تملك القوة بمفردها للتسبب بهذه الازمة العالمية". لكن زكريا اكد انه "على يقين ان نشر الكتاب مرفقا بالصور كان من شأنه اثارة العنف". واوضح "اعتقد ان القرار صعب دائما عندما يتعلق الامر بتقييد حرية التعبير، لكنني اظن كذلك ان القرار الذي اتخذته +يال+ هو الصائب".


أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: