اعترافات إسرائيلية:مخـدرات في مصـر وعـمـيـل مـزدوج

06 سبتمبر 2009 by: trtr388


نشر المؤرخ توم سيغف في زاويته الأسبوعية في صحيفة «هآرتس»، والمسماة «درس تاريخ»، واقعة تسويق الاستخبارات الإسرائيلية للمخدرات في مصر بعد أسابيع قليلة من إعلان الدولة العبرية العام 1948. كما نشر المعلق في «يديعوت أحرونوت» ناحوم بارنيع قبل أسبوع، اعتراف أحد كبار زعماء المستوطنين بنحاس فاليرشتاين باحتفال بنيامين بن أليعزر، الذي كان حاكما عسكريا للضفة الغربية، بتفجير سيارات رؤساء البلديات الفلسطينيين، وفي مقدمتهم رئيس بلدية نابلس بسام الشكعة. وأشار سيغف إلى أنه بعد أسابيع قليلة من إعلان الدولة اليهودية، أرسلت إسرائيل عميلا سريا اسمه تيد كروس إلى مصر بهدف اغتيال عدد من الشخصيات المركزية هناك. ومن أجل تمويل هذه العملية، استخدمت رائدا في الجيش البريطاني الموجود حينها في مصر وجعلته ينقل الى القاهرة شحنة من الحشيش كان الجيش الإسرائيلي قد صادرها من مجموعة من المهربين. وكان كروس يهوديا هنغاريا تجند كعميل في شعبة الأبحاث في الخارجية الإسرائيلية وأرسل إلى مصر في مهمة أسميت «عملية نايلون». وبحسب سيغف، فإن المهمة فشلت بسبب وقوع كروس في غرام أميرة مصرية تدعى أمينة نور الدين واضطراره للهرب من مصر. ولكن يبدو أن الاستخبارات المصرية كانت قد وضعت يدها عليه وجندته كعميل مزدوج، وهو ما تبدى لاحقا عندما اعتقلته إسرائيل وأدانته بالتجسس لصالح مصر وبقي في السجن لسنوات معدودة، مات بعدها في العام 1973. ويقول سيغف إن هذه المعلومات ترد في كتاب جديد سيصدر قريبا حول الحركة الصهيونية في مصر باسم «الصهيونية في ظل الأهرامات» لمؤلفته روت كيمحي. وتقارن كيمحي بين «عملية نايلون» و»فضيحة لافون» التي جرت بعد سنوات حينما سعت إسرائيل إلى محاولة تخريب علاقات مصر الدولية بتفجير عدد من الممثليات الأجنبية في القاهرة والإسكندرية. وتشدد كيمحي على أن العنصر المشترك بين العمليتين هو استخدام يهود مصريين انطلاقا من استخفاف «المؤسسة الأشكنازية ـ الاشتراكية بيهود مصر». وتؤكد أن إسرائيل تعاملت مع يهود مصر بفوقية واعتبرتهم بدائيين، رغم أنهم كانوا سكان مدن ومن الطبقات المتوسطة. وتقرر كيمحي في كتابها أن إسرائيل في بداية حياتها أولت اهتماما بجلب يهود أوروبا وليس يهود مصر والمشرق. تجدر الإشارة إلى أن مؤلفة هذا الكتاب هي زوجة دافيد كيمحي الذي كان نائبا لرئيس الموساد الإسرائيلي. ومع ذلك، فإن روت كيمحي، وهي يهودية مصرية، عملت هي الأخرى في الموساد. وفي الجانب الآخر، هناك ما نشره ناحوم بارنيع في 28 آب الماضي في «يديعوت» عن علاقة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بأفعال المستوطنين في الضفة الغربية. وبعد أن يروي قصصا عن دور قادة عسكريين في المشروع الاستيطاني، يشير إلى دور بنيامين بن أليعزر الذي يشغل اليوم منصب وزير البنى التحتية في الحكومة الإسرائيلية، وكان في مطلع الثمانينيات قائدا للقوات الإسرائيلية في الضفة الغربية. ويكتب بارنيع ما سمعه من بنحاس فاليرشتاين وهو أحد كبار زعماء المستوطنين «عندما حاولت منظمة سرية استيطانية اغتيال رؤساء بلديات فلسطينيين مطلع الثمانينات، كان بن أليعزر حاكما ليهودا والسامرة. ودخل فاليرشتاين إلى مكتب بن أليعزر في بيت إيل. أغلق بن أليعزر الباب، وأخرج زجاجة نبيذ وشرب نخب محاولات الاغتيال. وكانت لديه شكوى واحدة. قال بن أليعزر لفاليرشتاين: إن الشخص الذي حاول اغتيال (رئيس بلدية نابلس) بسام الشكعة يستحق الشنق. فبدلا من بتر نصفه الأعلى، بتره من نصفه الأسفل». ومن المعلوم أن الشكعة فقد في محاولة الاغتيال هذه ساقيه، وقال كلمته الخالدة: ان محاولة اغتياله وبتر ساقيه قربه من الأرض التي يحبها. وقد جرت محاولة الاغتيال في 2 حزيران العام 1980 وذلك بتفجير سيارته. وقد تزامنت محاولة اغتيال الشكعة مع محاولتين مشابهتين لتفجير سيارتي كل من رئيس بلدية رام الله كريم خلف ورئيس بلدية البيرة إبراهيم الطويل. تجدر الإشارة إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية لم تهتم باعتراف فاليرشتاين، غير أن البرنامج العربي في القناة الثانية حاول الاتصال ببن أليعزر لأخذ رأيه في ما كتب، فتهرب من الرد. ومعلوم أن بن أليعزر ذاع صيته في قضية قتل الأسرى المصريين في حرب العام 1967 عندما كان قائدا لكتيبة شاكيد. وقد اتصلت القناة الثانية بالمناضل بسام الشكعة فـ«اعترف» هو الآخر بأن أقوال فاليرشتاين «لم تفاجئني. لقد التقيت مع بن أليعزر عندما كان قائدا عسكريا للضفة الغربية. وقام بتهديدي مرات عديدة. قبل الحادث قال لي: سيحدث لك أمر شنيع لن تنساه مدى الحياة». تعرض الشكعة لمحاولة اغتيال وقف وراءها ما عرف بالتنظيم الإرهابي الصهيوني السري. وأدى انفجار عبوة وضعت في سيارته إلى بتر رجليه. أشعلت محاولة اغتياله واثنين من رؤساء البلديات في الضفة الغربية، شرارة انتفاضة استمرت بضعة أشهر وشملت مختلف المدن الفلسطينية


أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: