رئيسة حركة مناهضة العنصرية بفرنسا : صورة الإسلام في الإعلام الغربي قاتمة

03 سبتمبر 2009 by: trtr388


في إطار الإعلان عن حزب سياسي جديد بفرنسا يناهض العنصرية والليبرالية والاستعمار‏,‏ كان لـ الأهرام هذا اللقاء مع حرية بوتلجا رئيسة حركة انديجن لمناهضة العنصرية بفرنسا‏,‏ لشرح بعض القضايا التي تنم عن عنصرية المجتمع من منظور مواطنة فرنسية من أصل جزائري‏..‏ أسست حركة لمناهضة العنصرية عام‏2005‏ تحت مسمي انديجن‏..‏ والانديجن كلمة تطلق علي المهاجرين من الأهالي الأصليين للمستعمرات الفرنسية‏.‏وتقول السيدة حرية‏:‏ــ إن الحركة ولدت مع التغيرات السياسية التي طرأت علي المجتمعات بصفة عامة وفرنسا بصفة خاصة‏,‏ حيث تفاقم النظرة العدائية للإسلام وازدياد ظهور الاتجاهات المضادة له‏,‏ ذلك بعد حادث الحادي عشر من سبتمبر‏,‏ وهي ذاتها الفترة التي تواكب فيها الجدل حول حجاب المرأة بفرنسا حتي انتهي الأمر بإصدار قانون يمنع الإشارات الدينية بالمدارس وكل مؤسسات الدولة‏,‏ وإن كان المقصود هو الحجاب‏.‏ثم جاءت الانتخابات الفرنسية الرئاسية عام‏2002,‏ وكان الصراع فيها بين الناخبين حول مشكلة الضواحي وما تعانيه من بطالة وفقر‏,‏ وكيفية تأمين الفرنسيين فيها‏,‏ فضلا عن أن هناك بعدا سياسيا اجتماعيا قد أسهم في تحفزنا لإطلاق حركة انديجن‏,‏ وهي الطريقة التي ينظر إليها الغرب وفرنسا في التعامل مع القضية الفلسطينية ـ الإسرائيلية‏,‏ وما أخذ علي الفرنسيين من ازدواجية واضحة في المعايير‏,‏ كما وجدنا أن الفرنسيين يحل لهم مناهضة الاستعمار بجميع الوسائل‏,‏ فحينما نعود بالتاريخ للخلف‏,‏ نجد أن لهم الحق في مناهضة العدو الألماني بشتي الطرق‏.‏ في حين وصف ما يقوم به الفلسطينيون لمكافحة المحتل الإسرائيلي بأنه يعتبر إرهابا‏!..‏ بل وجدنا أن الإعلام الفرنسي يفسر دفاع الفلسطينيين عن أراضيهم معاداة السامية‏!!‏‏{‏ لكن لو رجعنا للانتخابات الرئاسية عام‏2002,‏ لوجدنا أن الفرنسيين عبروا عن رفضهم في الجولة الثانية لليمين المتطرف المعروف عنه العداء للمهاجرين المسلمين من العرب والأفارقة‏..‏ وهذا الرفض لجون ماري لوبن توالي في عدة حقب رئاسية متلاحقة‏..‏ كيف تفسرين ذلك؟ــ فرنسا ومنذ السبعينيات وهي تحاول ترسيخ فكرة أن العنصرية محصورة في منهج اليمين المتطرف وزعيمه جون ماري لوبن وجعلت منه عدوا لأيديولوجية الدولة والمهاجرين‏,‏ في حين أن الواقع أبعد من ذلك بكثير‏,‏ وأن الفرنسيين بكل أطيافهم الحزبية يسارية أو يمينية يمتلكون عنصرية مقنعة‏,‏ فهم لا يؤيدون اليمين المتطرف‏,‏ بينما كل ما يتمتعون به من امتيازات تفضلهم علي الآخرين‏,‏ وتوجد منهم مجتمعا طبقيا وعنصريا دون الشعور بذلك‏.‏ وتضيف مؤسسة حركة مناهضة العنصرية بفرنسا أن أكبر دليل علي التميز في التعامل بفرنسا هو الزج بالمهاجرين العرب والأفارقة بصفة خاصة من المسلمين في الضواحي مع ازدياد نسبة الفقر والبطالة بين صفوفهم‏.‏كما أننا نلمس بسهولة الازدواجية في التعامل بين المهاجرين أنفسهم‏,‏ فالفرنسيون المنحدرون من أصول أوروبية لا يشعرون بهذا التمييز العنصري نظرا لامتلاكهم ثلاث مقومات أساسية‏,‏ وهي وفي الدرجة الأولي أنهم أوروبيون‏,‏ ثم إنهم مسيحيون‏,‏ وذوو بشرة بيضاء‏.‏‏{‏ وألا تعتقدين أن الفرنسيين لديهم الحق في الحصول علي امتيازات أيا كانت علي كل المستويات‏..‏ فهم أصحاب الوطن الأصليون؟ــ لو نظرنا للموضوع من هذا المنظور‏..‏ فعليهم إذن ألا يتشدقوا بحقوق الإنسان‏,‏ ويتغاضوا عن شعار الجمهورية المساواة والمؤاخاة والحرية‏..‏ كما لا يجب عليهم إعطاء الدروس والعبر وانتقاد البلدان الأخري بالتدخل في شئونهم تحت شعار الديمقراطية وحقوق المواطنة وهي منقوصة لديهم‏,‏ ومادام الوضع كذلك فعليهم أن يكفوا عن القول إن أبناء المهاجرين فرنسيون ولهم الحقوق نفسها وعليهم الواجبات نفسها‏.‏وبرغم أن ساركوزي مهاجر‏,‏ إلا أنه من الذين يتمتعون بالثالوث سابق الذكر‏,‏ الذي يمنحهم الامتيازات‏,‏ فهو من أصل أوروبي‏,‏ أبيض‏,‏ ولا ينتمي للدين الإسلامي‏.‏‏{‏ وكيف تتجسد صورة الإسلام في الإعلام الفرنسي الآن بعد سنوات علي أحداث‏11‏ سبتمبر؟ــ الصورة مازالت قاتمة وقد بزغ بعض المغرضين المهاجمين للإسلام واعتلوا بعض المناصب الأدبية الفكرية علي حساب المسلمين‏,‏ بالرغم من الأفكار المغلوطة وتحليلهم للأحداث بعين خاطئة‏,‏ أمثال الكاتبة والفيلسوفة اليزابت بدتير التي لا تتواري ولو للحظات عن الهجوم علي المسلمين‏..‏ فقد ظهرت علينا أخيرا في أزمة التخوف الفرنسي من انتشار النقاب ـ والجدل الذي أثير في هذا الشأن واعتزام فرنسا إصدار قانون يمنع ارتداء النقاب في الشوارع ـ لتعيد اليزابت علي مسامعنا توجيه أوامرها لمرتديات البرقع بضرورة التخلي عنه أو الرجوع لموطنهم الأصلي‏,‏ بالرغم من أن التقرير الصادر عن الشرطة الفرنسية في يوليو الماضي يجزم أن‏26%‏ من بين المنتقبات وعددهن‏367‏ امرأة من الفرنسيات الأصليات المعتنقات للإسلام‏..‏ وعليها أن تقول لنا أين يذهبن بنات جنسيتها من معتنقي الإسلام؟‏!‏‏{‏ أدانت منظمة العفو الدولية انتهاكات الشرطة الفرنسية في تقريرين سابقين‏..‏ ما تعليقك علي ذلك؟ــ انتهاكات الشرطة الفرنسية للعرب والأفارقة ليس بشيء جديد‏,‏ فقد كانت للآباء في الماضي أثناء احتلال أراضيهم‏(‏ الجزائر‏,‏ المغرب‏,‏ تونس‏,‏ وغيرها‏)‏ واستمرت ضد أبنائهم في الحاضر‏,‏ حينما نزحوا للعمل بفرنسا كمهاجرين‏.‏والجدير بالذكر أن انتهاكات الشرطة الفرنسية كانت منذ الحقبة الرئاسية سواء للجنرال ديجول واستمرت طوال الفترات الرئاسية المتتالية سواء كانت الرئاسة تحت مظلة اليسار أو اليمين‏.‏ففي‏17‏ أكتوبر عام‏1961‏ أثناء رئاسة الجنرال ديجول لفرنسا‏,‏ قامت الشرطة الفرنسية بالزج بـ‏300‏ جزائري وقتلهم في نهر السين لمجرد احتجاجهم علي الجرائم التي تقوم بها قوات الجيش الفرنسي من قتل وتعذيب لذويهم بالجزائر‏..‏ وحتي عندما حصلت الجزائر علي الاستقلال عام‏1962‏ استمرت تجاوزات الشرطة تجاه أبناء المهاجرين من العرب والأفارقة‏..‏ ولدينا أمثلة كثيرة يصعب حصرها‏..‏ ربما نذكر بعضا منها وما حدث خلال الشهرين الماضيين‏,‏ فمنذ شهر يونيو الماضي قامت الشرطة بخمس جرائم قتل لمواطنين من أصول مغاربية وإفريقية‏.‏أما الحادث الأخير‏,‏ فوقع منذ أسبوعين تقريبا في بنيوليه بالضواحي الباريسية بضلوع الشرطة في قتل شاب من أصول إفريقية‏,‏ حينما كان يؤدي عمله بتوصيل البيتزا للمنازل فطاردوه حتي أطاحوا به في جدران مسلح أودي بحياته‏.‏‏{‏ وكيف يمكنكم إذن مكافحة هذه العنصرية الشديدة التي يعاني منها أبناء المهاجرين بفرنسا؟‏.‏ــ نعتزم تأسيس حزب سياسي تكون ركائزه الرئيسية محاربة العنصرية والاستعمار والإمبريالية والصهيونية‏,‏ والدفاع عن حقوقنا كمواطنين فرنسيين‏..‏ وهذا الحزب سيتم إعلانه خلال الأشهر القليلة المقبلة‏.‏


أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: