العراق تتهم إيران بالتسبب بكارثة بيئية كبرى في شط العرب

04 سبتمبر 2009 by: trtr388


اتهمت السلطات العراقية إيران بالتسبب بحدوث كارثة بيئية في شط العرب، إثر قيامها بتحويل مجرى نهر الكارون وإلقاء مخلفات أدت إلى تلوث مياهه وارتفاع نسبة الملوحة فيها بشكل كبير.
وقال مدير إدارة الموارد المائية في العراق، عون ذياب إن "السلطات الإيرانية بدأت منذ العام 2002، بإقامة سدود على نهر الكارون ما أدى إلى تدفق المياه بشكل قليل، ثم ما لبثت أن أغلقت النهر بشكل كامل العام الحالي، وتحويل مجراه إلى نهر بهمن شير".
وتابع "إنها تستخدم شط العرب حاليًا مكبًا لنفايات المصافي ومياه الصرف الصحي ما يسفر عن تلوث كبير وارتفاع نسبة الملوحة". وحذر ذياب من "كارثة بيئية" في شط العرب.
ويتلقى شط العرب الذي يمتد مسافة 200 كليومتر بين العراق وإيران، المياه من نهري دجلة والفرات إضافة لنهر الكارون الذي ينحدر من مناطق جبلية في إيران ليصب في الضفة الشرقية لهذا المجرى المائي الاستراتيجي. وينبع نهرا دجلة والفرات من الجبال التركية. ويعبران العراق من الشمال إلى الجنوب قبل أن يشكلا شط العرب الذي يصب في مياه الخليج.
أزمة بيئية كبيرة:
وأكد المسؤول أن "انخفاض منسوب المياه في نهري دجلة والفرات بسبب إقامة سدود في تركيا حيث منابعهما ساهم في ارتفاع نسبة الملوحة". وقال إن ما يحدث لمياه شط العرب هو "أزمة بيئية كبيرة".
ويسفر تحويل مجرى نهر الكارون البالغ طوله 890 كيلومترًا عن عواقب كبيرة بالنسبة لسكان مدينة البصرة. يشار إلى أن نسبة تدفق المياه من نهر الكارون باتجاه شط العرب كان يتراوح بين 1200 و1800 متر مكعب في الثانية.
من جهته، قال رئيس بلدية منطقة السيبة في البصرة نعمة غضبان منصور "كانت فضلات مصفاة عبادان الإيرانية التي تلقى في شط العرب لا تؤثر على المياه والبيئة في السابق لأن مياه نهر الكارون تدفع بها إلى الخليج، لكن تحويل مجراه أسفر عن تراجع نسبة المياه وتراكم النفايات". ويبدو أن صيادي الأسماك هم من أوائل الضحايا.
صيادو السمك أول الضحايا:
وقال أحدهم واسمه فاخر عبد الإمام (45 عامًا) إن "الصيد أصبح أمرًا مستحيلاً العام الحالي في شط العرب". وأوضح ان "معظم الاسماك نفقت والباقي رائحته نفط".
وأضاف عبد الامام وهو أب لخمسة أطفال ويعمل على قاربه "الصفا" منذ عشرين عاما: إن "الوضع ازداد سوءًا خلال الأشهر الأخيرة" ما دفعه إلى العمل في ميناء الفاو على الخليج.
ويتقاسم آلاف الصيادين المنتشرين في الميناء الذي كان ميدانًا للمعارك خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، الخوف من المستقبل.
بدوره، أكد عماد صادق (35 عامًا) "عدم إمكانية الصيد في شط العرب بسبب ارتفاع الملوحة وفضلات تكرير النفط القادمة من إيران، نحن مرغمون على الذهاب الى الخليج رغم التنافس الكبير هناك".
كما قال عدنان علي قاسم (38 عاما): "في الماضي، كنا نصطاد أكثر من عشرة أطنان من السمك في اليوم، ونتمنى الحصول على نصف الكمية الآن".
وأكد قاسم وهو أب لثمانية أطفال أن صيد اليوم لا يؤمن أكثر من 300 دولار في الشهر فيما كان ثلاثة أضعاف ذلك في السابق.
أضرار كبيرة على المزارعين:
ونجم عن ارتفاع نسبة الملوحة في شط العرب أضرار كبيرة للمزارعين العراقيين إثر فقدانهم المياه العذبة لنهر الكارون. وقال أحد المزارعين مطالبًا بدعم من الحكومة: "نشهد هجرة سكانية وبعض الناس غادروا منازلهم بعد ارتفاع نسبة ملوحة مياه الزراعة".
من جهته، يرسم المستشار الزراعي لمحافظ البصرة محسن عبد الحي لوحة قاتمة قائلاً: إن "التدهور الذي بدأ منذ نحو عام ألحق أضرارًا بالغة بمياه الشرب والري كما أدى إلى هلاك الأسماك ونفق بعض الحيوانات".
وأشار إلى "إغلاق نحو 30 حوضًا لتربية الأسماك" بسبب التلوث ونسبة الملوحة المرتفعة.

مفكرة الاسلام

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: