انتقادات عالمية لاختيار هتلر وستالين وصدام في حملة توعية صحية عن «الايدز»
11 سبتمبر 2009 by: trtr388أثارت حملة توعية انطلقت في ألمانيا للوقاية من مرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) انتقادات في أنحاء العالم بوصفها عديمة الذوق واللياقة، لأنها تصور هتلر يمارس الجنس مع امرأة. ولكن منظمي الحملة لا يرون أين تكمن المشكلة. المشهد معتم ومن يتابعه لا يرى بوضوح الرجل والمرأة اللذين يبدو واضحًا أنهما يمارسان الجنس. ثم يطل وجه الرجل على المشاهد واذا به أدولف هتلر ومعه شعار يعلن «الايدز قاتل بالجملة».
وتجري حملة التوعية الصحية ضد الايدز بمبادرة من جمعية «قوس قزح» Regenbogen الخيرية الالمانية لتثقيف الالمان بالوقاية من المرض مستخدمة قتلة وسفاحين معروفين في التاريخ بينهم ادولف هتلر وصدام حسين وجوزيف ستالين. وأنتجت الجمعية الخيرية سلسة من الملصقات وافلام الفيديو بالتعاون مع احدى شركات الاعلان. وفي الحقيقة ان مواد الحملة كانت متاحة على الانترنت حتى قبل انطلاقها رسميا وتعرضت منذ ذلك الوقت الى انتقادات واسعة لا تقل عن نقرات الدخول على الموقع لمشاهدة أبطال التوعية الصحية على ما يُفترض.
واتسعت دائرة المنتقدين لتشمل الولايات المتحدة وبريطانيا اللتين شهدتا تعليقات على اعلانات الحملة وما تتسم به من ابتذال بنظر المنتقدين. وقال ناطق باسم مؤسسة مكافحة الايدز البريطانية التي تتولى تنظيم اليوم العالمي ضد الايدز في بريطانيا لصحيفة «الديلي تلغراف» ان هناك العديد من المنظمات المعنية بمرض الايدز، تقوم بحملاتها الخاصة ضد المرض. ولكنه اضاف ان الاعلان الذي يظهر فيه هتلر ينطوي على وصمة بحق المصابين الذين عليهم ان يعيشوا مع الايدز أو فيروس المرض، والذين اصلاً يواجهون الكثير من التغيير بمصابهم والتمييز ضدهم نتيجة الجهل بطبيعة الفيروس والمرض.
وتخشى المؤسسة البريطانية ان مثل هذه الحملات لن تشجع المواطنين على الخضوع للاختبار والفحص الطبي للتأكد من سلامتهم من المرض لأنهم قد يشعرون وكأنهم هم أنفسهم «قتلة وسفاحون بالجملة». يضاف الى ذلك ان افلام الفيديو التي انتجها منظمو الحملة الالمان تعرضت الى النقد لأنها لا تتضمن أي معلومات حقيقية عن طرق الوقاية من المرض، بحسب موقع «شبيغل اونلاين» الالكتروني.
على الرغم من ذلك لا يفهم منظمو الحملة سبب الضجة على حملتهم. وهم يعتبرون ان ما اثارته الحملة من اهتمام ومشاهدة اشرطة الفيديو آلاف المرات على «يو تيوب»، دليل نجاح يؤكد فاعلية الحملة وجدواها. يقول المنظمون على موقع الحملة الالكتروني ان 28 مليون انسان لقوا حتفهم حتى الآن وكل يوم يسجل 5000 اصابة جديدة. ولهذا السبب يُعد مرض الايدز «واحدًا من أشد القتلة الجماعيين فتكًا في التاريخ».
ويوضح ديرك زيلتس من شركة الاعلانات التي انتجت افلام الحملة وموادها الأخرى انهم ارادوا ان يعطوا فيروس الايدز وجهًا، وليس ضحاياه. واضاف انهم كانوا يتوقعون ان الحملة قد تتمادى في تصوير القضية بهذه الطريقة ولكنهم كانوا يريدون لفت الانتباه اليها. وتابع زيلتس في حديث لموقع «شبيغل اونلاين» انه شعر ان حملات سابقة نظمتها جهة حكومية بتصوير خضراوات يصاحبها شعار «لا تعطوا الايدز فرصة»، لم تؤد الغرض المنشود منها.
ويرفض زيلتس الاتهامات القائلة ان شريط الفيديو لا يتحدث بصراحة كافية في تقديم التعليمات الداعية الى اتخاذ اجراءات وقائية ضد الايدز. وهو يقول ان الاعلان ينصح المواطن بحماية نفسه. «وكل من لا يعرف ان الموانع المطاطية قادرة على توفير وقاية ضد الايدز ما زال يعيش في العصر الحجري».
وحرص الناطق باسم جمعية «قوس قزح» الخيرية يان شفيرتنر على التشديد على ان منظمته ليست أول من ربط بين موضوع الايدز والحكام الدكتاتوريين. ويعني هذا ان الطريقة التي اختارتها الجمعية في توصيل رسالتها ليست جديدة «ولكن من الواضح ان الحملة كان يُراد لها أن تصدم وكان من المتوقع ان تثير حنق البعض». واضاف ان منظمي الحملة يعملون بتوظيف «مؤثر الصدمة». من وجهة نظر جمعية «قوس قزح» حققت الحملة نجاحًا باهرا. وعلى رأي القول المأثور، «ليس هناك شيء اسمه دعاية ضارة».