"الأفيون" يقتل أوروبيين أكثر بـ5 أضعاف من الحرب بأفغانستان

23 أكتوبر 2009 by: trtr388




قال مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة إن الكميات الهائلة من الأفيون الذي يتم إنتاجه في أفغانستان تسبب عددا من الوفيات بين مواطني الدول الغربية أكثر مما تسببه الحرب التي يخوضها حلف شمال الأطلسي في هذا البلد.

وأكد تقرير نشر في فيينا الخميس 22-10-2009 أن أفغانستان التي تنتج 92% من الأفيون الذي يتم إنتاجه في العالم، تغذي سوقا قيمتها 65 مليار دولار، تمول متمردين ومجموعات إجرامية، خصوصا في آسيا الوسطى وروسيا والبلقان.

وذكر أن هذا النوع من المخدرات التي يتعاطاها 15 مليون مدمن، يؤدي إلى وفاة مائة ألف شخص سنويا ويعزز انتشار فيروس الإيدز.

وقال المدير العام لهذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة انطونيو ماريا كوستا إن "مصادرة الأفيون الأفغاني في مكان إنتاجه أكثر فاعلية وأرخص من محاولة القيام بذلك في المكان الذي يستهلك فيه"، داعيا الأسرة الدولية إلى تعزيز وسائلها هناك.

وأوضح أن الأمر "لا يتعلق بتقاسم المسؤوليات بل بمصلحة واضحة" في ذلك.

وللمقارنة ذكر التقرير أن العدد السنوي لضحايا مشتقات الأفيون في دول حلف شمال الأطلسي، حيث يموت 10 آلاف شخص سنويا، أكبر بخمس مرات من الخسائر التي تكبدها الحلف خلال ثمان سنوات من الحرب في افغانستان.

وعلى الرغم من أنه شهد تراجعا طفيفا منذ 2007، قال التقرير إن إنتاج الأفيون في أفغانستان ارتفع بشكل كبير خلال 10 سنوات وبلغ 6900 طن في 2009 مما يفيض عن الاستهلاك العالمي.

ولم تكن مكافحة مهربي المخدرات مدرجة على لائحة مهمات قوات الحلف في أفغانستان حتى وقت قريب.

وأكد كوستا أن "المشاركة المباشرة لطالبان في تهريب الأفيون يسمح لها بتمويل آلة حرب أوسع وأكثر تطورا"، مذكرا بان "الأصوليين لا يترددون في العمل مع المنظمات الإجرامية".

وقالت الأمم المتحدة إن حركة طالبان تحصل على 160 مليون دولار سنويا من هذا التهريب.

وحذر مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة من أن المخزونات المهربة من الأفيون في تزايد كبير. وهي تبلغ 12 ألف طن، اي ما يزيد عن الاستهلاك العالمي بعامين. وقال كوستا "بات ملحا تحديد مواقع هذه المخزونات وإتلافها".

وتابع المكتب أن المقلق هو انتشار تجارة وتهريب المخدرات في باكستان وآسيا الوسطى حيث يمكن ان تستخدم لتمويل "الإرهاب على مستوى واسع بحيث يهدد موارد الطاقة".

وذكّر كوستا بان المناطق القبلية على الحدود بين افغانستان وباكستان التي يمر فيها اكثر من 40% من الافيون الافغاني باتت "منطقة التبادل الحر الأكبر في العالم لكل ما هو غير قانوني؛ من مخدرات وأسلحة ومواد لصنع قنابل، وحتى مهاجرين غير شرعيين".

ويدعو مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة إلى تعزيز الجهود لمكافحة المهربين في دول العبور والاستهلاك، إذ لا يضبط سوى 20% من الأفيون الأفغاني في العالم والقسم الأكبر في إيران.

وختم مكتب الأمم المتحدة بالقول إنه في دول البلقان، وهي محور مهم لعبور المخدرات نحو أوروبا الغربية، وحيث يستهلك 88 طنا من الهيرويين في السنة، يتم ضبط 2% فقط من المخدرات أي النسبة نفسها التي تضبط في افغانستان

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: