حملة إعلامية ضد هيكل تتهمه بالسعي إلى قلب نظام الحكم

22 أكتوبر 2009 by: trtr388




لم يكد يمر 24 ساعة على دعوة الكاتب الصحافي محمد حسنين هيكل إلى تشكيل قيادة جماعية انتقالية لإدارة مصر على مدى ثلاث سنوات لتعديل الدستور وضمان انتقال آمن للسلطة، حتى بدأت أقلام حكومية في تدشين حملة هجوم عدوانية تجاه شخصه وضد دعوته، وهي حملة أكدت مصادر إعلامية أنها ستتصاعد خلال الأيام المقبلة. يأتي ذلك في الوقت الذي فجرت الدعوة جدلاً كبيراً بين ألوان الطيف السياسي المصري.

وأوضح مصدر وثيق الصلة بالكاتب لـ'الجريدة'، أن هيكل يطرح اقتراحه على قوى المعارضة التي تركز في تحركاتها على رفض الدور السياسي المتزايد لجمال مبارك نجل الرئيس، دون أن تدرك أن احتمال صعوده إلى منصب الرئيس يكاد يكون منعدماً، وأن الأقرب هو أن المؤسسات التي تملك القوة الفعلية وتحظى بالاحترام لدى الشعب والنخبة هي التي ستمسك بالسلطة حال حدوث فراغ، وبالتالي فالأفضل هو طرح بديل واقعي لترشيد السلطة المقبلة من خلال إشراك أكبر عدد من الشخصيات محل القبول العام وصولاً لإجراء انتخابات حرة بناء على دستور جديد.

وذكر المصدر أن هيكل يدرك أن اقتراحه سيواجه بتجاهل في الوقت الحالي، ولكنه سيكون مطروحاً للتدارس الجدي إذا حظي بقبول معلن من القوى السياسية.

يذكر أن الرئيس مبارك لم يعين نائباً له وهو ما فتح جدلاً يتزايد كل يوم حول المستقبل السياسي لمصر، التي يفترض أن تشهد انتخابات رئاسية في خريف عام 2011.

وخرجت صحيفة مصرية حكومية صباح أمس، بمقال هجائي ضد هيكل يتهمه صراحة بأنه 'يقود انقلاباً ضد نظام الحكم وأنه يسعى إلى إعادة إنتاج النظام الإيراني في مصر ويتناسى أنه ليس فوق القانون والدستور'.

موقف القوى السياسية

وبشأن موقف القوى السياسية المختلفة من دعوة هيكل وصف عضو مكتب إرشاد جماعة 'الإخوان المسلمين' ورئيس الكتلة البرلمانية للجماعة محمد سعد الكتاتني، هيكل بأنه كاتب 'يُغرد في فضاء نظري غير واقعي'، لأن الحزب الوطني يحكم البلاد بـ'القبضة الأمنية' ولن يتيح مطلقاً فرصة لتداول وانتقال مرن للسلطة، مؤكداً أنه في حال وجود إرادة سياسية وشعبية صلبة وقوية ترغب في التغيير فإن جماعة 'الإخوان' توافق على أي مبادرة تُخرج البلاد من مرحلة الجمود إلى مرحلة المرونة والسيولة.

أحمد عبدالجوادـ المنسق الإعلامي للمعارض المصري أيمن نورـ رحَّب باقتراح هيكل بما يحتويه من أسماء والتي وصفها بـ'الجديرة بالاحترام'، لافتاً إلى أن زعيم حزب 'الغد' أيمن نور أول من بادر بمثل هذا الاقتراح خلال برنامجه الانتخابي عن طريق دعوته إلى مجلس انتقالي يعيد هيكلة البلاد دستورياً وسياسياً واقتصادياً.

وقال رئيس تحرير جريدة 'العربي' الناصري عبدالله السناوي، إن دعوة هيكل ستلقى قبولاً لدى القوى المعارضة والحركات الاحتجاجية الشبابية، مشيراً إلى أن الدعوة أقرب إلى التنفيذ في حال خلو مقعد الرئاسة.

وأشار القيادي البارز في الحزب الحاكم جهاد عودة إلى أن اقتراح هيكل 'مخالف تماماً للدستور'، مشيراً إلى أنه 'يسعى من خلاله إلى محاولة جذب الأضواء إليه واستعادة مكانته السابقة'، لافتاً إلى أن الدولة لديها قانون تلتزم به.

وأكد عودة أن الدستور المصري نصّ على أن مَنْ يتولى منصب الرئاسة يجب أن يأتي من خلال الانتخابات الرئاسية التعددية التي يتم إجراؤها، مشيراً إلى أن 'أي اقتراحات مخالفة للدستور هي مجرد آراء لأصحابها ولا يمكن تنفيذها'.


أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: