هيكل :مجلس أمنـاء يضم موسى والبرادعي وزويـل لوضـع دسـتور جديـد وتنظيـم اسـتفتاء عـام

22 أكتوبر 2009 by: trtr388



اقترح الكاتب المصري محمد حسنين هيكل في حوار نادر مع صحيفة «المصري اليوم» المعارضة، تناول فيه الأزمة الداخلية في مصر، ما يبدو انه خطة شاملة لإعادة بناء الدولة المصرية، من خلال مرحلة انتقالية قوامها إنشاء «مجلس أمناء الدولة والدستور»، يضم عددا من أبرز الشخصيات المصرية مثل عمرو موسى، ومحمد البرادعي وأحمد زويل ومجدي يعقوب وآخرين من المؤسسة العسكرية، ويتولى «مد جسر نحو مستقبل» تتسلم فيه «الطاقات الشبابية» قيادة البلاد، مشيرا الى انه من المعيب طرح اسم ابن الرئيس المصري، جمال مبارك مرشحا لخلافة والده.
واعتبر هيكل الذي يتفادى في العادة تناول الشأن الداخلي المصري أن البلد «موجود على قضبان سكة حديد ليس له إلا اتجاه واحد هو المادة 76» من الدستور المصري التي تحدد كيفية ترشيح وانتخاب رئيس الجمهورية، في غياب «حوار حقيقي» هو قوام الممارسة السياسية، مما سيؤدي برأيه إلى «اتجاه يتصور أصحابه أن له نقطة وصول، لكنه في الحقيقة اتجاه إلى لا شيء». وللخروج من هذا الطريق المسدود اقترح هيكل «تشكيل هذا المجلس (أمناء الدولة والدستور) من 12 شخصا، فيهم (مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية المنتهة ولايته محمد) البرادعي، و(العالم الكيميائي أحمد) زويل، و(الأمين العام للجامعة العربية) عمرو موسى، و(رئيس جهاز المخابرات المصري) عمر سليمان» وآخرون بمشاركة «القوات المسلحة باعتبارها حارس السيادة الوطنية».
اما مهمة هذا المجلس، فهي «التفكير» والبحث عن «كيفية الوصول إلى عمل نوع من الاستفتاء العام على دستور جديد، وعقد اجتماعي جديد»، في مرحلة انتقالية تدوم «حوالى ثلاث سنوات». وأضاف هيكل قائلا إنه يريد من «الرئيس المصري حسني مبارك أن يشرف بنفسه على هذه المرحلة الانتقالية، وتكون تلك آخر وأهم خدمة يقدمها للبلد».
كما يتضمن اقتراح هيكل أن «تكون هناك وزارة تعمل مع هذا المجلس يرأسها شخص مثل (وزير الصناعة والتجارة المصري) رشيد محمد رشيد، وفيها (وزير المالية المصري) يوسف بطرس غالي نائبا له». ورأى هيكل أن «رشيد جيد ويوسف بطرس غالي وزير مالية كفء» وأنه «يمكن أن يكون في حكومة انتقالية مع أناس يفكرون في المستقبل لننتقل إلى دولة حقيقية ودستور يحترم»، منتقدا تحول «رجال الأعمال إلى سياسيين» والسياسيين إلى رجال أعمال.

وعند سؤاله عن تصوره لانتخابات العامين 2010 و2011، ودور جمال مبارك فيها، أجاب هيكل «أعتقد أن هذا الشاب ظلم، وتم إقحامه على الناس إقحاما»، مشددا بقوله إنه «ليس من حقه» الترشح، وأضاف «لو لم يكن ابن رئيس الجمهورية ما كان يمكن أن يصبح رئيسا للجنة السياسات... هذا كلام محسوم، وما يتردد غير ذلك عيب».
إلى ذلك، اعتبر هيكل أن تنظيم الإخوان المسلمين لا يشكل أكثر من «قوة بديل... قوة غيبة وليست قوة حضور»، وأنه «لا يستطيع أخذ البلد...لا تقل لي إن هذا البلد بكل تراثه تسلمه في النهاية لرؤية الاستشهاد والآخرة». كما رأى «انهم لا يستطيعون الاعتراف بأنهم اعتمدوا على مساندة السعودية في وقت من الأوقات، وأنهم دخلوا في حركة اغتيالات لم يكن لها مبرر».
وتطرق هيكل في اقتراحه إلى المغتربين المصريين كأداة لإعادة بناء الدولة، بقوله «لديك أكثر من 280 ألفا من هؤلاء النوابغ موجودون في الخارج، وهذا رصيد إنساني مهول»، كما أكد أن «هذا البلد طاقته على الإنتاج مهولة، فيه حيوية مدهشة، وقواه الكامنة الموجودة في القطامية والشيخ زايد والساحل الشمالي، والمجمعات السكنية المغلقة»، في إشارة إلى ما اعتبره «طبقة متوسطة خائفة وضعت نفسها داخل أسوار وأغلقت بحراسة».
وللتأكيد على حتمية الفوضى في حال استمر الواقع المصري على ما هو تساءل هيكل: «هناك مجتمعات ينقصها كل شيء...هل تستطيع تصور شحنة الغضب الموجودة في البلد؟»، وقال ردا على سؤال عن توقعه لتجاوب النظام المصري مع اقتراحاته «هذا النظام لن يقبل مني... يمكن أن يقبل من غيري».

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: