المخاطر الرئيسية في الشرق الأوسط في 2010

20 ديسمبر 2009 by: trtr388



سيؤثر النزاع النووي لإيران مع الغرب والخفض المزمع في القوات الأمريكية في العراق بشدة على الشرق الأوسط في عام 2010، مثلما ستؤثر المتاعب المالية لدبي وعدم الاستقرار في اليمن والجمود الذي أصاب عملية صنع السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.


الطموحات النووية لإيران:
يبدو أن إيران التي تشهد اضطرابات سياسية منذ الانتخابات المتنازع عليها في يونيو/حزيران، لن تلتزم بالمهلة التي حددها لها الغرب وتنتهي في نهاية العام الحالي لكي تقبل اتفاقاً ترسل طهران بموجبه اليورانيوم منخفض التخصيب إلى روسيا وفرنسا لإعادة معالجته قبل إعادته إلى إيران، والذي يهدف إلى تهدئة مخاوف دولية بشأن الهدف من برنامجها النووي.


وهذا سيمهد الساحة لكي تضغط الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون لكي تفرض الأمم المتحدة عقوبات أكثر صرامة على طهران، وإن كانت روسيا والصين اللتان تتمتعان بحق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي قد تواصلان الاعتراض.


وتقول إيران إنها ستتحدى العقوبات الأكثر صرامة، لكن الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" الذي يحرص على تجنب حرب جديدة بينما جيشه ما زال يقاتل في أفغانستان والعراق، قد يراها أفضل وسيلة لمنع أي هجوم إسرائيلي على المواقع النووية الإيرانية
وتوجيه ضربة إسرائيلية بينما ستؤخر على الأرجح ولن تدمر الإمكانات النووية الإيرانية، فإنها يمكن أن تزج بالولايات المتحدة في حرب إقليمية قد تهدد إمدادات النفط العالمية.


أشياء يجب متابعتها..
*قرار الغرب بشأن العقوبات في أوائل العام القادم إذا مضت روسيا قدماً وحذت الصين حذوها.
*النضال السياسي مع المعارضة والانقسامات في المؤسسة الحاكمة ومصير خطة الحكومة لرفع الدعم عن الوقود.


الانتخابات العراقية وخفض القوات الأمريكية:
تلمس الطريق نحو مستقبل بدون القوات الأمريكية وتوجه العراق نحو انتخابات برلمانية في السابع من مارس/آذار، سينذر على الأرجح بشهور من المشاحنات السياسية بشأن تشكيل حكومة جديدة وسط نزاعات لم تحل بشأن الأراضي والموارد والطاقة.


واتفاقات النفط التي وقعت هذا الشهر فتحت رؤى بأن العراق سيتفوق في نهاية الأمر على كل المنتجين باستثناء السعودية.


تراجع العنف في الثمانية عشر شهراً الأخيرة لكنه قد يزداد في الفترة السابقة على أول انتخابات عامة منذ عام 2005، والتفجيرات الكبيرة في الآونة الأخيرة لأهداف حكومية التي ألقي باللوم فيها على تنظيم القاعدة وأطراف أخرى تشير إلى حجم التحديات التي تنتظر قوات الأمن العراقية الناشئة.


تهدف واشنطن إلى خفض مستويات القوات إلى 50 ألف فرد بحلول 31 أغسطس/آب 2010 لإنهاء العمليات القتالية وسحب كل قواتها التي تبلغ الآن 115 ألف جندي بحلول نهاية عام 2011، وتركت الخيار مفتوحاً بشأن القيام بدور عسكري متفق عليه يتجاوز هذا الأمر.


التوترات العربية الكردية التي تركزت على مدينة كركوك المتنازع عليها، والتي تسيطر عليها الآن قوات أمريكية، قد تعيد العراق إلى الحرب وربما تجتذب دولاً مجاورة مثل تركيا أو إيران.


أشياء يجب متابعتها..
*نتيجة الانتخابات والقرار الذي تتخذه الكتل المتنافسة وهي الشيعة والسنة والأكراد إذا بقي "نوري المالكي" رئيساً للوزراء.
*هل الجمود السياسي بعد الانتخابات سيغري الأطراف التي لديها ميليشيات أو وحدات جيش/شرطة على بدء القتال؟، خفض القوات الأمريكية: هل المسلحون ينتظرون فرصة مناسبة أم سيسببون ضرراً متعمداً.
*عودة العراق إلى نظام حصص أوبك مع زيادة قدراته.


أزمة ديون دبي:
انتهت جهود دبي الدؤوب لتحويل نفسها إلى مركز تجاري ومحور مالي وسياحي متألق إلى فوضى ديون وأسعار عقارات متدنية، فهل تتمكن الإمارة من التخلص من ولعها بالمشروعات العملاقة التي تشد الأنظار إلى نموذج عمل مستقر؟.


فشلت المساعدات التي قدمتها أبوظبي بمبلغ عشرة مليارات دولار في تهدئة المخاوف بشأن كيف يمكن لدبي سداد ديون تراكمت خلال سنوات التوسع، وإن كانت أنقذت شركة "نخيل العقارية" التابعة لها من العجز عن سداد صكوك إسلامية قيمتها 4.1 مليار دولار كانت مستحقة هذا الشهر.


وكانت مجموعة "دبي العالمية" وهي شركة قابضة تتبعها شركة "نخيل"، سعت إلى تجميد سداد دين يبلغ 26 مليار دولار في نوفمبر/تشرين الثاني لمدة ستة أشهر مما سبب صدمة للدائنين والأسواق العالمية لفترة وجيزة، ولم يقبل الدائنون بعد التجميد أو الاتفاق على الشروط.


ويبلغ إجمالي ديون دبي 120 مليار دولار وفقاً لبنك "جولدمان ساكس" الاستثماري، حيث يستحق سداد 55 مليار دولار على الأقل في السنوات الثلاث القادمة، ومجموعة "دبي العالمية" وحدها مدينة بمبلغ 40 مليار دولار.


أشياء يجب متابعتها..
*سندات نخيل: 3.6 مليار درهم (980 مليون دولار) يحين موعد سدادها في مايو/أيار عام 2011، و750 مليون دولار في يناير/كانون الثاني عام 2011.
*الآثار على بورصات الخليج وبنوك تصنيف الائتمان المعرضة لمجموعة "دبي العالمية" وتحويلات العاملين الأجانب من دبي.
*استعداد أبوظبي لمساعدة جارتها في المستقبل وما هو الثمن السياسي أو الثمن الآخر الذي ستأخذه.


أزمة اليمن تشد السعودية"
يواجه اليمن تمرداً في الشمال ودعوات انفصال في الجنوب إضافة إلى المتشددين من تنظيم القاعدة وأزمة مياه حادة وفقر وتراجع عائدات النفط.


القتال الشرس مع المتمردين الحوثيين منذ أغسطس/آب زاد المخاوف من انزلاق اليمن إلى الفشل وأن يصبح ملاذاً للمتشددين.


وهاجمت قوات سعودية الحوثيين بعد غارة للمتمردين عبر الحدود في نوفمبر/تشرين الثاني، لكن الصراع الذي أدى إلى نزوح نحو 170 ألف مدني مستمر، ويتهم اليمن إيران بدعم التمرد، ويقول مسؤولون أمريكيون إنهم ليس لديهم أدلة على ذلك.


وأعلن اليمن الذي يحرص على إظهار قوة جهود مكافحة الإرهاب للحلفاء السعودية والغربيين، إن قواته قتلت ما يصل إلى 30 متشدداً من القاعدة في غارات وهجمات جوية يوم 17 ديسمبر/كانون الأول.


أشياء يجب متابعتها..
*المشاركة السعودية المكثفة وتقديم مزيد من المساعدات إلى اليمن من دول خليجية أخرى لمنع انهيار الدولة أو انفصال الجنوب.
*التراجع الاقتصادي رغم بدء صادرات الغاز في نوفمبر/تشرين الثاني 2009 في بلد عربي يستشري فيه الفساد.


تضاؤل آمال السلام الإسرائيلي الفلسطيني:
إمكانات تحقيق تقدم نحو السلام تبدو قاتمة حيث تسود الانقسامات القيادة الفلسطينية الضعيفة بالإضافة إلى وجود حكومة يمينية متشددة في إسرائيل ومؤشرات قليلة على مشاركة حاسمة للولايات المتحدة.


رفض الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" الذي فشلت مفاوضاته على مدى سنوات العودة إلى المحادثات ما لم توقف إسرائيل بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة.


خفف الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" من مطالبه السابقة بتجميد الاستيطان وقبل عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" لتجميد جزئي يستمر عشرة أشهر للبناء في المستوطنات في الضفة الغربية.


وهذا التدهور أكد الفجوة المتسعة بين الجانبين رغم أن الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين ما زالوا يضغطون من أجل عملية سلام غير محتملة بدرجة متزايدة.


وربما حصلت إسرائيل على مهلة من هجوم مباشر من حركة حماس وحزب الله بشن هجمات مدمرة على قطاع غزة منذ نحو عام ولبنان في عام 2006، لكن مخاطر العنف مرتفعة نظراً لمشاعر الإحباط بين الفلسطينيين والنشاط الاستيطاني الإسرائيلي.


أشياء يجب متابعتها..
*المبادلة المحتملة بوساطة من مصر وألمانيا للجندي الإسرائيلي الذي تحتجزه حماس مقابل نحو 1000 سجين فلسطيني.
*الصراع على السلطة الفلسطينية بين "عباس" الذي يسيطر على الضفة الغربية وحماس التي تسيطر على غزة.
*الجهود من جانب المستوطنين وحلفائهم في الائتلاف الحاكم في إسرائيل على إفساد أي تقييد فعال للبناء في المستوطنات



اربيان بيزنس

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: