دراسةا أميركية : أرض الإسلام الضحايا من المسلمين 98%مقابل 2% من الاجانب

07 ديسمبر 2009 by: trtr388



كشفت دراسة حديثة أعدها باحثو 'مركز مكافحة الإرهاب' في جامعة 'ويست بوينت' العسكرية الأميركية في تشرين الاول/ أكتوبر الماضي ، أن النسبة الأعظم من ضحايا تنظيم 'القاعدة' خلال الفترة من 2004 إلى 2008 كان معظمهم من المسلمين والقاطنين في الدول الإسلامية، بينما شكل الأجانب الغربيون نسبة هامشية في جملة الضحايا الذين سقطوا على يد العمليات التي نفذتها عناصر القاعدة في أنحاء متفرقة من العالم.
وقالت الدراسة التي أعدها الباحثون سكوت هيلفشتاين وناصر عبدالله ومحمد العبيدي، إن نسبة تصل إلى 85 في المئة من مجمل ضحايا 'القاعدة' كانوا من المسلمين على الأراضي العربية والإسلامية، بينما لم تتجاوز نسبة الأجانب القتلى جراء عمليات القاعدة، 15 في المئة، بل زادت الدراسة بأن هناك أعواما في الفترة محل الدراسة، وبالتحديد في الفترة من 2006 و2008 لم تتجاوز فيها نسبة ضحايا 'القاعدة' من الأجانب الغربيين 2 في المئة بينما حصدت العمليات المسلحة أرواح المسلمين بنسبة 98 في المئة من إجمالي الضحايا الذين جرى رصدهم استنادا إلى ما أوردته وسائل الإعلام العربية، في اتجاه جديد تبنته الدراسة للاستدلال على الحياد والدقة والبعد عن اتهامات الانحياز والمغالاة باللجوء إلى مصادر إعلامية غربية لدى إعداد الدراسات المتعلقة بالإرهاب والمنطقة العربية والإسلامية.


في عام 2007 ومن أحد منتديات شبكة الإنترنت تم توجيه عدد من الأسئلة إلى الرجل الثاني في تنظيم القاعدة (أيمن الظواهري) بشأن استخدام التنظيم للعنف خصوصاً ضد المسلمين. وقد دافع الظواهري وغيره من القادة عن استخدام تنظيم 'القاعدة' للعنف، مجادلين بأن المسلمين لم يموتوا في عمليات إلا في حالات نادرة، ومثل هؤلاء الأشخاص هم إما مرتدون وإما شهداء.


ومنذ قيام تنظيم 'القاعدة'، زعم هذا التنظيم مسؤوليته عن تمثيل مصالح المسلمين في شتى أنحاء العالم، معلناً نفسه طليعة الإسلام الحقيقي والمدافع عن الشعوب المسلمة، ولكن لسوء حظ 'القاعدة' فإن أصوات أعمالها وأصداءها تفوق كلماتها. وحقيقة الأمر، فإن الأغلبية الساحقة من ضحايا 'القاعدة' هم من المسلمين؛ ويظهر التحليل والدراسة التالية أن 15 في المئة فقط من قتلى هجمات 'القاعدة' خلال الفترة من 2004 إلى 2008 كانوا من الأجانب الغربيين.


وقد استخدم هذا التقرير مصادر الإعلام العربية لدراسة قضية ضحايا عنف تنظيم 'القاعدة' من خلال مؤشر غير غربي، وهو ما يتيح للباحثين تفادي الاتهامات المتعلقة بالتحيز المرتبط بأجهزة الإعلام الغربية أو قواعد البيانات المستندة إلى مصادر أميركية.


الدقة والمصداقية


إن كل بيانات الحوادث الإرهابية الرئيسية تقريباً تستخدم التقارير الواردة باللغات الغربية أو الإنكليزية كمصدر رئيسي للمواد الإخبارية. ويدّعي تنظيم 'القاعدة' وأنصاره أن شبكات الإعلام الغربية ليست أكثر من أبواق دعاية، وبالتالي فإن أي تقارير أو معلومات تنقلها تشوه الحقائق أو تفتقر إلى الدقة. كما أن مصادر الأخبار باللغة الإنكليزية تفتقر إلى المصداقية في أنحاء معينة من العالم. وبغية ضمان دقة ومصداقية التحليل واستنتاجاته اعتمد هذا التقرير، بصورة حصرية، على مصادر إعلامية عربية لدى استعراضه لأعداد القتلى. إن جميع المصادر المستخدمة في هذا التقرير متاحة كملحق للتقرير لضمان سهولة استخراج هذه النتائج من قبل الباحثين.


وتكشف النتائج التي خلصت إليها الدراسة أن الرعايا غير الأجانب تعرضوا بقدر أكبر للقتل في هجمات تنظيم 'القاعدة'. وأن ما نسبته 15 في المئة فقط من مجموع الضحايا الذين سقطوا في الفترة ما بين 2004 و2008 والذين بلغ عددهم 3010 ضحايا، كانوا من الأجانب، وخلال الفترة التي شملتها الدراسة أخيراً أخذت الأرقام بالتغير بشكل أكبر.


ففي الفترة ما بين 2006 إلى 2008 بلغت نسبة الضحايا الأجانب 2 في المئة (12 من أصل 661) بينما كان البقية (98 في المئة) من سكان دول ذات أغلبية إسلامية. وخلال هذه الفترة، كانت احتمالية أن يُقتل شخص من أصول غير أجنبية بواسطة هجمات 'القاعدة' أكثر بـ54 مرة من احتمالية أن يُقتل شخص أجنبي. إن الغالبية القصوى لضحايا 'القاعدة' كانوا من المسلمين المقيمين في دول إسلامية، خصوصاً العراق الذي عانى أكثر من غيره من البلدان، والفضل في ذلك يعود إلى أتباع 'القاعدة' في العراق.


أخطاء منفرة


ومن اللافت إلى النظر أن نسبة الضحايا من غير الأجانب ارتفعت في الآونة الأخيرة، وفي الوقت نفسه يعرب علماء متطرفون وأشخاص مؤيدون للتطرف ومتعاطفون مع التيارات المتطرفة عن قلقهم بشأن استخدام العنف من دون تمييز واستهداف المسلمين. ويؤكد قادة 'القاعدة' أن هؤلاء الأشخاص ليسوا أعضاءً رسميين في التنظيم الذي يعترف مع ذلك بشرعيتهم كعلماء ومثقفين.


وكان أحد أبرز شخصيات الحركة ويدعى أبومحمد المقدسي قد تخلى عن تأييده للتكفير وندد بتنظيم 'القاعدة' بسبب عمليات القتل من دون تمييز. وحتى العلماء الذين استمروا في تأييد رؤية 'القاعدة' للجهاد واعتماد التكفير لايزالون يحذرون من التأثيرات العكسية لاستهداف المسلمين. وعلى سبيل المثال فإن العالم الجهادي البارز 'نجد الراوي' يحذر من أن الإعلان المفرط للتكفير قد يولد 'عداء المسلم لديانته'، كما نصح الشيخ حامد بن عبدالله العلي السكرتير العام السابق للحركة السلفية في الكويت الجهاديين بالاعتراف بحرمة دماء المسلمين. وحتى 'أبو يحيى الليبي'، وهو أحد كبار قادة تنظيم القاعدة قد لمَّح إلى أخطاء عملياتية قد تنفر الشريحة الأوسع من الناس، وأنحى باللائمة على علماء المسلمين بسبب ضعف إرشادهم وتأييدهم.


منهجية إعداد الدراسة: الاعتماد بشكل أساسي على المصادر العربية


أحد أهم سمات هذه الدراسة هي طريقة البحث المطبقة لاستخراج جداول المعلومات التي جرى استخدامها في التحليلات. وكما أشرنا سابقاً، فإن العديد من التحليلات التي تمت من قبل الجهات الأكاديمية والحكومية على الحوادث الإرهابية، اعتمدت بشكل رئيسي على المصادر المتاحة باللغة الإنكليزية.


يشار إلى أن إعداد هذه الدراسة اعتمد على مصادر عربية أملاً في أن تضفي نزاهة وأمانة إلى الاستنتاجات التحليلية المتعلقة بضحايا 'القاعدة' والأشخاص الذين تستهدفهم.


منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر عمدت مختلف الحكومات والمؤسسات الأكاديمية إلى الاستثمار في تطوير شامل لمصادر المعلومات حول الحوادث الإرهابية في شتى أنحاء العالم.


إن إعداد دراسة شاملة لمصادر المعلومات المختلفة هي خارج نطاق هذه الدراسة، لكن من المهم فهم بعض الصعوبات التي تنجم عن مثل هذا الجهد والتي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:


أولاً: هناك جدال قائم حول الحوادث التي يجب اعتبارها حوادث إرهابية إذ إن مصادر المعلومات المختلفة لديها معايير مختلفة لإدراج الحوادث الإرهابية. بعض مصادر البيانات تسرد الحدث في الوقت الحقيقي الذي حصل فيه، والبعض الآخر يذكر الحدث كسرد تاريخي أو بأثر رجعي.


ثانياً: غالباً ما يكون للمصادر الرئيسية للمواد سرد مختلف للحدث نفسه، وقد يختلف عدد القتلى والمواقع أو مرتكب الجريمة من مصدر إلى آخر بالرغم من أن ذلك الفارق يكون طفيفاً عادة بين المصادر الموثوقة، ومع ذلك فإن التغيير البسيط يمكن أن يعقّد عمل الباحث، حيث يوجب على الباحث أن يطابق الأرقام استناداً إلى عدد من المصادر لكي يكون واثقاً من معلوماته.


ثالثاً: يظل تحميل المسؤولية عن هجوم ما مسألة صعبة ويكون ذلك أسهل عندما يعلن الجناة مسؤوليتهم عن العملية (بالرغم من أنه في بعض الحالات تعلن عدة مجموعات مسؤوليتها عن هجوم ناجح).


وأخيراً، فإن المعايير المختلفة لإظهار المعلومات التي تم استخدامها بواسطة المؤسسات الإعلامية المختلفة جعلت من الصعوبة بمكان دمج كل هذه المعلومات من المصادر المختلفة، فمثلاً: تعتبر إحدى الجهات الإعلامية حادثاً معيناً أنه حادث إرهابي، في حين قد لا تعتبره كذلك جهة أخرى نتيجة استخدامها لقواعد مختلفة في عملها، إن هذا يعقد عملية التحليل لكل جداول المعلومات ويساعد على تبرير استخدام هذه المصادر المختلفة كل مصدر على حدة بدلاً من محاولة الدمج بينها.


رصد الإرهاب


لقد استخرجت البيانات والأرقام التي جرى استخدامها في جداول المعلومات المرفقة مع الدراسة بشكل أساسي من مصادر الأخبار العربية، لكن من الجدير بالذكر هنا ان فريق البحث قام بإيجاد قائمة الحوادث أساساً من موقع 'نظام تتبع الحوادث في جميع أنحاء العالم'Worldwide Incident Tracking System أو المعروف اختصاراً (WITS)، وموقعه على الإنترنت: http://wits.nctc.gov/، وهو موقع معني برصد الحوادث الإرهابية التي يسجلها 'مركز مكافحة الإرهاب الوطني'. ويذكر الفريق المسؤول عن حفظ البيانات على موقع 'نظام تتبع الحوادث في جميع أنحاء العالم' على نحو تفصيلي الطرق المتبعة لاستخراج المعلومات في محاولة منه لضمان الشفافية في هذه العملية. ولابد هنا من الإشارة إلى أن موقع 'نظام تتبع الحوادث في جميع أنحاء العالم' تم الاعتماد عليه في هذه الدراسة فقط لاستخراج القائمة الأولية لعمليات 'القاعدة' من حيث (تاريخ الحدث ومكان وقوعه)، ولم يتم استخدام هذا الموقع لاستخراج أعداد الضحايا، وهي الأرقام التي جرى الاعتماد عليها في هذه الدراسة.


لقد تم إنشاء الـ(WITS) على شبكة الإنترنت عام 2004 إذ قام بتغطية الأحداث للفترة من 2004- 2009 عن طريق إدخال المعلومات كل أربعة أشهر. ولغرض التأكد من أن الأهداف التي استهدفتها 'القاعدة' خلال الفترة من 2004 إلى 2008 بقيت مترابطة بشكل معقول مع عمر التنظيم الافتراضي، قام الباحثون بفحص مجموعة صغيرة من العمليات الكبيرة للفترة منذ نهاية التسعينيات حتى بداية العقد الحالي، حيث ستتم مناقشة هذه المعلومات الإضافية بشكل أكبر لاحقاً.


الحماية بالقتل


بالرغم من صدور العديد من التحذيرات والجدال المتواصل حول استخدام العنف من دون تمييز فإن تنظيم 'القاعدة' ظل ملتزماً بتكتيكاته الحالية كما يتكشف ذلك في ثبات معدل ضحايا المسلمين نتيجة عمليات 'القاعدة' في الفترة ما بين 2006 و2008. وقد نجح 'القاعدة' بصورة هامشية في مهاجمة الأجانب الغربيين في 2004 و2005 ونجم ذلك إلى حد كبير عن هجمات مدريد ولندن. وعلى أي حال فقد تراجعت تلك الهجمات بشكل كبير في عام 2006 ولم تسجل أي ضحايا بين الأجانب نتيجة عمليات 'القاعدة' في تلك السنة.


وفي عامي 2007 و2008 وصلت الهجمات إلى 30 و29 على التوالي ولكن تقريباً لم تقع وفيات بين الأجانب الغربيين (12 من مجموع 571 ضحية). وبغض النظر عن التصريحات الصادرة عن الظواهري وغيره، فإن الأرقام المأخوذة بشكل حصري من مصادر إخبارية عربية تظهر أن المسلمين الذين تدعي 'القاعدة' حمايتهم كانوا عرضة للاستهداف من قبل عنف 'القاعدة' بقدر يفوق مواطني القوى الغربية التي تدّعي المنظمة محاربتها.


القدس

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: