البدون في الكويت وقصة التيه....

12 ديسمبر 2009 by: trtr388



في الكويت، واحدة من أغنى البلدان في العالم، يعيش حوالي 100 ألف شخص بلا جنسية. يعتمد الكثير منهم على المساعدات الخيرية، ولا يستطيعون السفر بحرية، وغالباً ما يعيشون في أوضاع سيئة ، فعبدالله، البالغ من العمر 34 عاماً، في الكويت بدون جنسية. يقول عبدالله: "عائلتي في الأصل من العراق. منذ أكثر من مئة عام انتقلوا إلى الكويت. في تلك الأيام لم يكن هناك حدود وبطاقات هوية". حالياً، يتمتع عبدالله بالجنسية الهولندية. عاش في هولندا تسع سنوات، وعاد مؤخراً إلى الكويت بسبب مرض والده
 بما أنني الآن لم أعد من البدون (بعد الحصول على الجنسية الهولندية)، على الأقل أستطيع العمل في الكويت، ويمكنني شراء بطاقة هاتف وتسجيل سيارة باسمي". يقول عبد الله. "لقد حان الوقت ليعيش البدون الآخرون أيضاً حياة طبيعية".
يقول مظفر راشد، مدير الإعلام في البرلمان: "لقد أعلنت الحكومة عن عزمها على حل لهذه المسألة، ومنح المواطنين البدون حقوقهم الإنسانية".


امتيازات
يحصل المواطنون الكويتيون على الرعاية الصحية والتعليم مجاناً. ويحصل الرجال الذين يتزوجون على منحة وقرض بفائدة منخفضة لشراء منزل وأرض. الكويتيون لا يدفعون الضرائب، ويمكنهم التقاعد في سن الأربعين. كل هذه الامتيازات لا تنطبق على عدد يتراوح بين 90 إلى 130 ألف شخص من حوالى ثلاثة ملايين ونصف المليون كويتي . فهم لا يتمتعون بالرخاء الذي تتمتع به هذه الإمارة الغنية بالنفط، ويدعون "بدون"، اختصاراً لمصطلح 'بدون جنسية'.


في المظهر واللغة والثقافة، لا يمكن تمييزهم عن المواطنين الكويتيين. الكثير من أجداد البدون ينحدرون من قبائل بدوية متنقلة بين صحراء الكويت والعراق وإيران والمملكة العربية السعودية وسوريا. بعد استقلال الكويت عن بريطانيا في عام 1961، لم يرَ البعض حاجة لطلب الجنسية الكويتية. وآخرون لم تكن لديهم الوثائق المطلوبة.


العمال المهاجرون الفقراء
يتمتع البدون بحقوق أقل بكثير من العديد من العمال المهاجرين الفقراء، وبشكل خاص الذين من أصل آسيوي. ولهذا غالباً ما يشتري البدون جوازات سفر أجنبية مزورة أو يحاولون الهجرة. يقول عبدالله: "حاولت كثيراً السفر إلى الخارج، لأنه لم يكن لي مستقبل هنا". ويلاحظ أن وضعه لا يزال شبيها بأقرانه البدون. "لم أوفق بعد في العثور على وظيفة عادية. من الواضح أن ذلك يعود إلى أن أصلي من البدون".
ما زال على البدون مراجعة اللجنة التنفيذية لشئون المقيمين غير القانونيين من أجل شئونهم الإدارية. ويقع هذا المبنى البسيط في حي نائي مغبرّ. يقول متحدث باسم اللجنة، لا يرغب في الكشف عن اسمه: "من يسمى بالبدون يدون كذبا بأنهم ليست لديهم جنسيات. وهم يأتون إلى الكويت للحصول على المال، وحقوقهم مصانة جيدا."


العيون المكحولة
مها في الخامسة والعشرين من عمرها، وتأتي إلى اللجنة لتجديد البطاقة الأمنية الخاصة بالبدون. وتبدو مثل أية فتاة كويتية نموذجية بمعطف أسود طويل وغطاء وجه وعينين كحلاويتين. تقول: "لدي جواز سفر من جمهورية الدومينيكان. "واللجنة تدرك أنه مزيف، لكنها تسمح به. والدي عسكري متقاعد. قاتل من أجل الكويت، واليوم يسألونه عن أصله. إن هذا مهين للغاية". مثل غيرها من البدون، تريد إخبارنا بقصتها، لكنها تخشى أن تواجه مشاكل بسبب ذلك.


يقول عبد المحسن مظفر من الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان: "تعطي المادة 15 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لكل فرد حق التمتع بجنسية ما. ولكن ذلك الأمر معقد في الكويت". معظم السياسيين والناشطين الكويتيين يعتقدون بوجوب منح البدون حقوقهم الأساسية في أسرع وقت ممكن، ولكنهم يرون أن أمر حصولهم على الجنسية الكويتية لا يزال بعيداً. الكويتيون أقلية في بلدهم، ويريدون الاحتفاظ بمستوى المعيشة الذي يتمتعون به.


وفقاً لمنظمة اللاجئين الدولية، هناك اثنا عشر مليون شخص بلا جنسية في العالم. وهناك بدون أيضاً في دول خليجية أخرى، ولكن عددهم ليس كبيراً كما هو الحال في الكويت. ففي البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة، تم منح الجنسية للمزيد من البدون خلال السنوات القليلة الماضية

الهدهد

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: