باريس تحل مشكلات مشرديها بأسلوب مبتكر
14 ديسمبر 2009 by: trtr388لا تعدو حياة المشرد المتجول مختزلة في مجرد حقيبة أمتعة وحقيبة كتف وبعض الأكياس البلاستيكية إنه ولا شك متاع بسيط مقارنة بما يمتلكه الإنسان ذو السكن الثابت، ولكنه متاع يكثر على من يقضي نهاره متجولا بين الأحياء في العاصمة الفرنسية باريس
و لربما كان من الصعب تصور ثقل هذا المتاع البسيط ولكن المشرد الفرنسي جان لوك (38 عاما) يعبر عن سعادته عندما استطاع لأول مرة في حياة التشرد أن يتخلص من هذا المتاع نهارا من خلال وضعه في الصناديق المخصصة لأمتعة المشردين قائلاً: "يا للسماء، لقد كان شعورا جميلا أن أتخلص من هذا المتاع للمرة الأولى، شعرت بالارتياح البالغ".
أصبح بوسع المشرد الفرنسي منذ عدة أشهر استخدام هذه الصناديق المخصصة لأمتعة المشردين بالقرب من منطقة لي هال وهي الصناديق الوحيدة من نوعها في باريس والتي تفتح أبوابها طوال العام نهارا وليلاً.
وعن المغزى من هذه الفكرة الجديدة يقول المتشرد فيليب: "سرعان ما يوصم من يحمل أمتعة وحقيبة كتف بأنه متشرد.. لا يستطيع حامل هذه الأمتعة الدخول في أي مكان بأمتعته بحثا عن الدفء من برد الشتاء القارس بل لا يستطيع دخول أحد فروع مطاعم ماكدونالدز.. إنه لأمر مجهد أن يضطر أحدنا لحمل جميع متاعه طوال الوقت".
وأكد فيليب ذو السن المتقدم نسبيا صعوبة العثور على مكان للعمل، بل استحالة ذلك إذا لم يجد المتشرد مكانا يضع فيه متاعه.
وقبل أن يتم تخصيص مكان رسمي للأمتعة حمل اسم "كن طليق اليد" كان فيليب يتعاون مع أقرانه في حراسة الأمتعة بالتناوب ولكن طالما سرقت أشياء من هذه الأمتعة حسب فيليب الذي يضيف:"لا يمكن لأحدنا أن ينام قرير العين إذا كان خائفا من ضياع متاعه".
هناك خمسون صندوقاً في هذا المكان المخصص لحفظ أمتعة المشردين التابعين للحي بالدرجة الأولى.
وتقول السيدة اليزابث بورجوينا المسؤولة عن المكان: "نريد من خلال هذه الفكرة إعطاء الناس حرية الحركة.. بعضهم يأتي إلى هنا مرتين يوميا فهم يسلمون الكيس الذي ينامون فيه صباحا ويسلمون ممتلكاتهم القيمة مساء".
وهناك غرفة صغيرة مجاورة لمكان الصناديق يستطيع المشردون فيه تغيير ملابسهم ونقل متاعهم من حقيبة لأخرى في هدوء تام.
واستخدم نحو 100 مشرد هذه الخزانات منذ الإعلان عن بدء تشغيلها عام 2007 وليس هناك حد زمني أقصى لاستخدام هذه الصناديق.
وعن ذلك تقول بورجوينا: "لن تكون الفكرة مجدية إذا ألزم هؤلاء باستخدام الصناديق فترة قصيرة فقط.. هناك الكثير من قصص النجاح التي تحققت ومازالت تتحقق بفضل هذه الفكرة حيث حصل على سبيل المثال 30 مشردا على عمل أو عثروا على مسكن ثابت بعد أن أصبح بإمكانهم التخلص من أمتعتهم نهارا للبحث بحرية أكبر عن عمل".
السيد باسكال هو أحد أصحاب هذه القصص.. انه يبلغ من العمر 39 عاما وفقد قبل عام ونصف عمله و مسكنه وأصبح منذ ذلك الحين يبيت في مطار شارل دي جول في باريس. واستطاع باسكال العثور على عمل متقطع منذ أن أصبح "طليق اليد".
وقال باسكال تعلو وجهه ابتسامة: "إذا سار كل شيء على ما يرام فسأوقع عقد عمل غدا.. عندها يمكنني العثور مرة أخرى على سكن ثابت".
يستطيع القائمون على هذه الصناديق تدبير أمرها بميزانية ضئيلة للغاية.. إنهم يفتحون بابها يوميا من الساعة السابعة وحتى التاسعة صباحا ومن الساعة الثامنة وحتى العاشرة مساء.
أما المكان فقد حصلوا عليه من البلدية. وهناك تبرعات لهذه الفكرة من وقت لآخر. ويقتصر العمل في هذا المكان على متطوعين من بين المشردين أنفسهم يظلون بعض الوقت في المكان بعد أن يسلموا متاعهم الشخصي.
ويستغل هؤلاء هذا الوقت في "شحن الجسم ببعض الدفء" وتناول قدر من الطعام واحتساء القهوة قبل بدء الصراع مع الحياة. يسود في المكان جو من السعادة لا يخلو من المزاح.
الفكرة بسيطة ولكنها ذات فائدة عظيمة حسب السيدة بورجوينا التي تضيف:"لسنا جهة تابعة للشئون الاجتماعية، كل ما نفعله هو تقديم خدمة محددة وبعض الدفء الإنساني.. هذا وحده يفعل الكثير
الهدهد
و لربما كان من الصعب تصور ثقل هذا المتاع البسيط ولكن المشرد الفرنسي جان لوك (38 عاما) يعبر عن سعادته عندما استطاع لأول مرة في حياة التشرد أن يتخلص من هذا المتاع نهارا من خلال وضعه في الصناديق المخصصة لأمتعة المشردين قائلاً: "يا للسماء، لقد كان شعورا جميلا أن أتخلص من هذا المتاع للمرة الأولى، شعرت بالارتياح البالغ".
أصبح بوسع المشرد الفرنسي منذ عدة أشهر استخدام هذه الصناديق المخصصة لأمتعة المشردين بالقرب من منطقة لي هال وهي الصناديق الوحيدة من نوعها في باريس والتي تفتح أبوابها طوال العام نهارا وليلاً.
وعن المغزى من هذه الفكرة الجديدة يقول المتشرد فيليب: "سرعان ما يوصم من يحمل أمتعة وحقيبة كتف بأنه متشرد.. لا يستطيع حامل هذه الأمتعة الدخول في أي مكان بأمتعته بحثا عن الدفء من برد الشتاء القارس بل لا يستطيع دخول أحد فروع مطاعم ماكدونالدز.. إنه لأمر مجهد أن يضطر أحدنا لحمل جميع متاعه طوال الوقت".
وأكد فيليب ذو السن المتقدم نسبيا صعوبة العثور على مكان للعمل، بل استحالة ذلك إذا لم يجد المتشرد مكانا يضع فيه متاعه.
وقبل أن يتم تخصيص مكان رسمي للأمتعة حمل اسم "كن طليق اليد" كان فيليب يتعاون مع أقرانه في حراسة الأمتعة بالتناوب ولكن طالما سرقت أشياء من هذه الأمتعة حسب فيليب الذي يضيف:"لا يمكن لأحدنا أن ينام قرير العين إذا كان خائفا من ضياع متاعه".
هناك خمسون صندوقاً في هذا المكان المخصص لحفظ أمتعة المشردين التابعين للحي بالدرجة الأولى.
وتقول السيدة اليزابث بورجوينا المسؤولة عن المكان: "نريد من خلال هذه الفكرة إعطاء الناس حرية الحركة.. بعضهم يأتي إلى هنا مرتين يوميا فهم يسلمون الكيس الذي ينامون فيه صباحا ويسلمون ممتلكاتهم القيمة مساء".
وهناك غرفة صغيرة مجاورة لمكان الصناديق يستطيع المشردون فيه تغيير ملابسهم ونقل متاعهم من حقيبة لأخرى في هدوء تام.
واستخدم نحو 100 مشرد هذه الخزانات منذ الإعلان عن بدء تشغيلها عام 2007 وليس هناك حد زمني أقصى لاستخدام هذه الصناديق.
وعن ذلك تقول بورجوينا: "لن تكون الفكرة مجدية إذا ألزم هؤلاء باستخدام الصناديق فترة قصيرة فقط.. هناك الكثير من قصص النجاح التي تحققت ومازالت تتحقق بفضل هذه الفكرة حيث حصل على سبيل المثال 30 مشردا على عمل أو عثروا على مسكن ثابت بعد أن أصبح بإمكانهم التخلص من أمتعتهم نهارا للبحث بحرية أكبر عن عمل".
السيد باسكال هو أحد أصحاب هذه القصص.. انه يبلغ من العمر 39 عاما وفقد قبل عام ونصف عمله و مسكنه وأصبح منذ ذلك الحين يبيت في مطار شارل دي جول في باريس. واستطاع باسكال العثور على عمل متقطع منذ أن أصبح "طليق اليد".
وقال باسكال تعلو وجهه ابتسامة: "إذا سار كل شيء على ما يرام فسأوقع عقد عمل غدا.. عندها يمكنني العثور مرة أخرى على سكن ثابت".
يستطيع القائمون على هذه الصناديق تدبير أمرها بميزانية ضئيلة للغاية.. إنهم يفتحون بابها يوميا من الساعة السابعة وحتى التاسعة صباحا ومن الساعة الثامنة وحتى العاشرة مساء.
أما المكان فقد حصلوا عليه من البلدية. وهناك تبرعات لهذه الفكرة من وقت لآخر. ويقتصر العمل في هذا المكان على متطوعين من بين المشردين أنفسهم يظلون بعض الوقت في المكان بعد أن يسلموا متاعهم الشخصي.
ويستغل هؤلاء هذا الوقت في "شحن الجسم ببعض الدفء" وتناول قدر من الطعام واحتساء القهوة قبل بدء الصراع مع الحياة. يسود في المكان جو من السعادة لا يخلو من المزاح.
الفكرة بسيطة ولكنها ذات فائدة عظيمة حسب السيدة بورجوينا التي تضيف:"لسنا جهة تابعة للشئون الاجتماعية، كل ما نفعله هو تقديم خدمة محددة وبعض الدفء الإنساني.. هذا وحده يفعل الكثير
الهدهد