التشوهات الخلقية والإعاقة تفتك بأطفال مصر

20 ديسمبر 2009 by: trtr388



فجرت الدكتورة علا عبد المنعم الزيات مدرس علم الاجتماع البيئي بكلية الآداب جامعة المنوفية قنبلة من العيار الثقيل حين كشفت النقاب عن التزايد المستمر في عدد الأطفال المصريين الذين يولدون بتشوهات خلقية وخلل في عضو أو أكثر من أعضاءهم وأن هذه التشوهات تؤدي لوفاة الأطفال حديثي الولادة و تجعل من يعيش منهم معاقا مدي الحياة وأرجعت ذلك لتلوث البيئة بمكوناتها الماء والهواء والتربة .


وأشارت في كلمتها أمام مؤتمر(البيئة في المجتمعات العربية عبر العصور ) الذي عقدته كلية دار العلوم بجامعة المنوفية إلي أن التلوث احدث خللا في مكونات النسق البيئي الذي انتج ارتفاعا ملحوظًا في الإعاقات التكوينية للأجنة وامتد ليحصد الأجنة في أرحام الأمهات و أن تلك الإعاقات التكوينية هي السبب في الزيادة المطردة في وفاة الأطفال حديثي الولادة .وإصابة من يعيش منهم بالتشوهات .
وكشفت عن أن الإحصاءات الصادرة عن المستشفى الجامعي بمحافظة المنوفية تشير إلى أن معدلات الأطفال المولودين بإعاقات تكوينية في تزايد مستمر، فقد بلغ عددهم 667 طفلا عام 2004م، مقابل 472 طفلا عام 2003، وأن المواليد الجدد يعانون من نقص الوزن والتشوهات المختلفة.
وأكدت أن البحث الميداني توصل إلي أن البيئة التي تحيا فيها الحوامل أصبحت غير مناسبة لإنجاب أطفال أسوياء؛ لهذا يجب السعي توفير بيئة نقية للجنين، وتتمثل هذه الإجراءات في الممارسات التي يقع جزء منها على عاتق المجتمع، ويقع الجزء الآخر على عاتق الحامل.
وشارك الدكتور أحمد عبد الله محمد الشريف الأستاذ بمعهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة التابع لمركز البحوث الزراعية في التحذير من عواقب تلوث البيئة فقال إن أهم مصادر تلوث البيئة تكمن في عوادم السيارات ووسائل النقل الجو ومخلفات المصانع وحرق النفايات وإلقاء المخلفات الناتجة عن معيشتهم رميا مباشرا في المجارى المائية التي يعتمد عليها في الشرب والزراعة .
وأشار إلي أن تلويث الأراضي الزراعية يتم بشكل واسع وفي العديد من القرى بواسطة استخدام الأسمدة الكيماوية وري تلك الأراضي بمخلفات الصرف الصحي ومياه الصرف الزراعي الملوثة ببقايا المبيدات والأسمدة المعدنية.


وأوضح الشريف أن ري الأراضي الزراعية بالصرف الصحي والصناعي يؤدي إلي زيادة تركيز العناصر الثقيلة عن الحد المسموح به في كل من أوراق النباتات أو الثمار أو الأسماك التي يتغذى عليها الإنسان مما يسبب له تأثيرات سامة شديدة الخطورة .
ولفت إلي انه يمكن حماية البيئة الزراعية من التلوث وذلك بمعاقبة كل من يروي أرضه بالمياه الملوثة وإتباع أساليب الزراعة النظيفة التي تعتمد علي التسميد الحيوي والسماد العضوي كبديل للأسمدة المعدنية واستخدام بعض المركبات الطبيعية كبدائل للمبيدات وحماية المصادر المائية من التلوث ويتم ذلك بمعالجة كل من مياه الصرف الصحي والصرف الصناعي، وتنقيتها من الملوثات قبل إلقائها في المجاري المائية أو استخدامها في الزراعة .


وكان المؤتمر قد بدأ بكلمة للدكتور فريد عوض حيدر وكيل كية دار العلوم بجامعة الفيوم لشئون المجتمع والبيئة أوضح فيها أن الله تعالي خلق الأرض وجعلها بيئة صالحة لعيش الإنسان وأمره بالإصلاح فيها ونهاه عن الفساد فقال تعالي (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ) وكرر ذلك بالنص في موضعين تأكيدا .


وأضاف بأنه إذا كانت مشتقات مادة الإفساد وردت في القرآن كله خمسين مرة فإن مادة الإصلاح وردت مائة وثمانين مرة مما يدل علي أن الأرض لايستقيم حالها إلا إذا غلب الخير فيها علي الشر ولا يهنأ للإنسان بال إلا إذا استمرت مسيرة الإصلاح علي الدوام بلا توقف .


ومن جانبه أوضح الدكتور خليل عبد العال خليل عميد كلية دار العلوم جامعة الفيوم أن كلية دار العلوم منذ تأسيسها كانت معنية بدراسة كل العلوم التجريبية والنظرية حيث كانت تدرس علم الحساب والكيمياء والأحياء والفلك إلي جانب العلوم العربية والإسلامية .
ولفت الانتباه إلي أن قراءة النص القرآني يؤكد انه لم تخل سورة من سور القرآن الكريم من دعوة إلي العناية بالبيئة والحفاظ عليها وتحميل الإنسان مسئولية تخريبها مصداقا لقوله تعالي ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) سورة الروم الآية 41، كما أن السنة النبوية مملؤة بالنصوص إلي تدعونا إلي المحافظة علي البيئة وحمايتها مما يهددها من مخاطر .
وفي ورقته بعنوان (حماية البيئة في الحضارة الإسلامية) أشار الدكتور عبد الباري محمد الطاهر أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية المساعد بكلية دار العلوم جامعة الفيوم إلي أن الحضارة الإسلامية وضعت ضوابط عامة لحماية هذا العنصر الحيوي المؤثر في البيئة وهو [الإنسان] أولا، لتؤهله بسنن الفطرة، وغيرها من السلوكيات التي تعينه على حماية نفسه، وتؤهله للتعامل مع عناصر البيئة الأخرى المتمثلة في الأرض، وما عليها من حيوان وطير ونبات وماء وجماد.
واضاف بأن القيم الاسلامية تدفع الانسان لحماية الحياة الفطرية والجمادات كالمنشآت والمرافق العامة، ودعته إلى توفير الهدوء والسكينة لنفسه ولمن حوله، وارتفعت به لتلفت اهتمامه بالهواء الجوي الذي يتنفسه.كل هذا معزز بنصوص قرآنية وأحاديث نبوية صحيحة، وسلوك نبوي راقٍ.
وحول " دور المحتسب في حماية البيئة" أوضحت الدكتورة آمال محمود عوض الأستاذ المساعد بقسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب- جامعة سوهاج إن كل فساد يؤدي إلى تلوث البيئة يعد إفسادًا في الأرض وهو منهي عنه شرعا .
وأشارت إلي أن تقطيع الأشجار،وحرق الغابات،والإسراف في الماء،وإلقاء النفايات السامة في البحار والأنهار،وإلقاء القاذورات في الطرقات، والتبول في الظل وأماكن جلوس الناس كل هذا من تلويث البيئة المنهي عنه شرعا، وهذه الأعمال الشائنة التي يقوم بها الإنسان وما ينتج عنها من تلوث وإضرار وأخطار هي ما عبر عنه القرآن بالفساد.


وأضافت بأن السنة النبوية الشريفة تذخر بأحاديث عدة تحث على حماية البيئة وتحذر من التلوث أياً كانت درجته وعلى رأس ذلك النص على أن حماية البيئة من شعب الإيمان فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم " الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق" .
ولفتت إلي ان هناك أحاديث أخرى تنهي عن بعض صور التلوث والاعتداء على المكونات البيئية مثل النهي عن تلويث المياه بالمخلفات فنهى النبي { عن التغوط في موارد المياه والطريق، كما نهى أيضاً عن التبول في الماء الراكد وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله {: "اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، وفي الظل" .


وقالت الدكتورة أمال إن الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة توضح عظم الثواب لمن يمتنع عن الممارسات الضارة بالبيئة وكل من يصلحها مثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم : "ما من مسلم يغرس غرساً، أو يزرع زرعاً؛ فيأكل منه طير، أو إنسان، أو بهيمة، إلا كان له به صدقة .


وقد لعبت وظيفة المحتسب في الحضارة الإسلامية دورا مهما في إيجاد البيئة الصالحة وحالت دون انتشار الأوبئة والآفات،ووضعت حاجزا كبيرا أمام من تسول له نفسه الإفساد والإضرار بالآخرين، والدارس للكتب المؤلفة عن الحسبة في الإسلام لا يملك إلا أن يقف إجلالا واحتراما لذلك النظام البيئي الدقيق الذي لم يهمل صغيرة ولا كبيرة من حسبانه في سبيل إيجاد الطمأنينة والسعادة للأفراد والأمة بأسرها.


وحول " الإسلام وقضايا البيئة" قال فرج حسنين عبده عيسى موجه بالصحافة والإعلام التربوي بالقاهرة وعضو جمعية لسان العرب إن الله خلق الكون متوازنًا ولكن الإنسان بسعيه هو الذي أحدث الخلل البيئي. الإفساد من أجل المحافظة على الموارد الطبيعية ليظل تعمير الأرض يقول الله تعالى (هو الذي أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها) سورةهود الاية 61.لذا ينبغي أن يتبني علماء المسلمين مهمة التوعية الدينية في هذا المجال فى خطبهم ومحاضراتهم والتعاون مع الإعلام والتعليم، وتفعيل العقوبة في القوانين ضد المخالفين والمعتدين على البيئة..


وحول (تأثير البيئة الإسلامية والعربية على بناء المعجم الإنجليزي ) أوضح المهندس عبد المنعم حسين الغروري أن علم البيئة يهتم بعدد من المجالات منها على سبيل المثال تأثير البيئة العربية والإسلامية على جميع معاجم العالم وخاصة المعجم الإنجليزي.


وضرب مثلا بتأصيل بعض مصطلحات علم البيئة واثبت أنها في الأصل كلمات عربية تم اقتباسها في المعجم الانجليزي مثل كلمة ECOLOGY حجه لموقع = علم الموقع أي علم البيئة (مصطلح إنجليزي) فقد استعار المعجم الإنجليزي هذا اللفظ بالمزجية من أصلين عربيين طبقا للمعادلة اللغوية التالية:


ECOLOGY = [ حجه ـ هـ OGYح، لموقع ـ ع LMEOC ]
أ – وهنا دمج الأعجمي حرفي الجيم والحاء لأن العربي يكتب الجيم والحاء والخاء برسم واحد بدون تنقيط، ثم أسقط الهاء لغيابه عن لهجته، والحجة في المعاجم العربية هي الدليل والبرهان.
ب – ثم أسقط حرف الميم العربي للتخفيف كما فعل في عشرات الألفاظ مثل ـ تكلم ـ كتبه ونطقه ـ TALK ـ وعند إعادة حرف الميم ـ TKALM ـ وكذلك في لفظ ـ يغنم ـ كتبه ـ WINE وبإعادة إرجاعه إلى العربية يصبح ـ NEMغ WI ـج– ثم أسقط حرف العين لغيابه عن لهجته، والذي يؤكد التحليل السابق اللفظ الفرنسي DEMECOLOGIE ـ وبتأصيله إلى العربية يصبح ـ حجه لموقع آدمي ـ أي بيئة سكانية، والتأصيل الآتي يؤكد ذلك [ حجه ـ هـ OGIEح، لموقع ـ ع LMEO، آدمي ـ EDME]وهذه النتيجة تؤكد أن معظم الكلمات الانجليزية هي عربية الاصل .







محيط

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: