السعودية تحذر: الفيسبوك وسيلة لترويج الجنس ودعوة إلى الطائفية والعقائدية

28 يناير 2010 by: trtr388



في الوقت الذي باتت فيه مواقع مثل facebook و netlog والمواقع المشابهة لهما ملتقى يجمع بين ملايين الأشخاص من مختلف الأطياف والأجناس والثقافات والمراكز الاجتماعية، بدأت تلوح في الأفق مخاطر لم تكن واردة في الحسابان، ففي ظل انفتاح هذه المواقع وعدم انضباطها أصبحت محط أنظار المتربصين وخاصة بالشباب السعودي الذي يواجه حملات منظمة من قبل مجموعات مشبوهة تستغل كافة الوسائل لبث سمومهم لدى أبناء المجتمع.
وبحسب مراقبون وعدد من المشتركين أنفسهم في هذه المواقع فإن الحملات التي تروج للجنس وتستخدم فتيات من جنسيات عربية مختلفة أصبحت تخترق صفحات المشتركين في الموقع من السعوديين عنوة تحت غطاء طلب الصداقة ومن ثم الترويج السافر للجنس والدعارة والصور الخليعة بهدف الزج بهم في علاقات مشبوهة ومن ثم ابتزازهم ماديا. وبالرغم من متابعة مثل هذه الصور من قبل إدارة الموقع إلا أن الرقابة لم تكن محكمة بالشكل الذي يسهم في حماية المشتركين من سهوم هذه المجموعات.
ولم تكن هذه المجموعات الخطر الوحيد المحدق بل هناك مئات المجموعات ولكل أهدافه وأساليبه فمن حملات ترويج السلع، والتواصل الاقتصادي الذي لا يخضع لأي رقابة رسمية، هناك مجموعات تحاول بث أفكارها المشبوهة في عقول النشء من الترويج العقائدي والدعوة إلى الطائفية والقيام بمظاهرات والدعوة لمساندة ونصرة بعض التوجهات الفكرية وبعض الأشخاص الذين تدور عليهم الدوائر والتشهير بالآخرين دون حسيب ولا رقيب، ومن هذا المنطلق بدأت وزارة الثقافة والإعلام في التحرك للتوعية بمخاطر هذه المجموعات المشبوهة على وحدة المجتمع وأخلاقيات أبنائه وعقيدتهم الإسلامية.


حجم التردد اليومي
وأشار سفير موقع الفيس بوك في السعودية والمبادر مع فريق مطوري الفيس بوك في السعودية للمساعدة على ترجمة الأيقونات والرسائل الرئيسية في كافة شبكة الفيس بوك ضمن أكثر من 3000 مترجم متطوع قاموا بالترجمة والتصويت على الترجمات الأخرى بندر المطلق أنه بنهاية عام 2009 بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في السعودية حوالي العشرة ملايين مستخدم 65% منهم ذكور و35 % إناث، بينما تعدى عدد الفيسبوكيين في العالم 350 مليون مستخدم بنهاية 2009م وبلغ عددهم في السعودية حوالي 1.240 مليون ومائتين وأربعين مستخدم، 66% منهم ذكور 34% منهم إناث ومن جميع المراحل العمرية ولكن أكبر شريحتين هما مابين 18-24 بنسبة 37% ، و 25-34 سنة بنسبة 34% و، و 13% أقل من 17 سنة و 16% أكبر من 35 سنة، كما أشار إلى أن 50% من الفيسبوكيين يزورون بيتهم على الفيس بوك مرة على الأقل يومياً، وهناك من يزوره أكثر من مرة لمتابعه الأصدقاء ومشاركاتهم.
وعن كيفية التعامل مع المجموعات المشبوهة أشار المطلق إلى أنه يمكن رفع تقرير لإدارة الفيس بوك عن نوع مخالفتهم، وأحيانا يتطلب ذلك عمل مجموعات للتصويت ضدها، ولكن المشكلة تكمن في الأصدقاء أصحاب الأسماء المستعارة أو المزيفة الذين قد يستدرجون الصغار أو ضعاف النفوس إلى ما لا تحمد عقباه.
وقال أنصح بعدم إضافة أناس مجهولين و كذلك التأكد من مصداقية صاحب الإضافة كون الشخص معروفا من قبل إضافته أو بعدها فوراً، وعن أثر تفعيل الجوانب الإيجابية للفيس بوك أشار إلى أن الفيس بوك أحد سبل التواصل مع الأصدقاء والمقربين كل على درجة خصوصية معينة، وأرى أن يتم تفعيل المشاركات الإيجابية بإلقاء الضوء عليها في كافة وسائل الإعلام وبرامجها المتعددة لتكون مثالاً يحتذى به، لتفعيل المواهب الإبداعية في شبابنا في جميع المجالات، لتشارك بمشاريع تنموية وتطوعية يتم دعمها بشكل متكامل من الفكـرة إلى المنتج النهائي ونأمل أن يكون الإعلام المرئي والمكتوب الجديد كفيل بذلك، لرفع الوعي العام من خلال المشاركة المجتمعية في كافة النشاطات الثقافية والفكرية والترفيهية.


سلاح ذو حدين
ويقول نائب رئيس فرع الجمعية السعودية للإدارة بنجران أحمد محمد السعدي وهو أحد المشتركين بفاعلية على موقع الفيس بوك إن الفيس بوك موقع تعارف عالمي وهو سلاح ذو حدين، إذا استخدم في الخير له فوائد عديدة وإذا كان عكس ذلك تكون هناك أضرار، مشيرا إلى أنه ساهم في خلق جو من الحوار والتقارب بين أفراد المجتمع بمختلف الفئات الثقافية والاجتماعية وأصبحت الفكرة سريعة الانتشار والتفاعل، وساهم بشكل كبير في الجمع بين فئات المجتمع المختلفة ثقافيا وفكريا في موقع واحد فهو حلقة اتصال رائعة تجمع الجميع كملتقى فكري وحواري وأدبي من خلاله يمكن المساهمة في خلق جو من الحرية الفكرية التي تقودنا إلى تطور المجتمع وقال :" لدي أصدقاء من كل أنحاء العالم وكل الفئات الثقافية والاجتماعية ونتناقش ونتحاور فقد خلق الفيس بوك جوا رائعا من الحوار صعب أن يوجد على أرض الواقع حيث إن الحوارات التي على أرض الواقع دائما تجدها تأخذ الطابع الرسمي في التحاور وهذا لن يساهم في الحوار وتقارب وجهات النظر0
وبين أن "الفيس بوك" يمكن أن يساهم مساهمه فاعلة في خدمة مستشهدا بما حدث إبان كارثة جدة، حينما قام أحد الأعضاء بعمل مجموعة ساهمت في دعوة وجمع المتطوعين والمتطوعات من الشباب الذين ساهموا في مساعدة وإنقاذ المواطنين في جدة ونشر المساعدات الغذائية مما لا تستطيع أي وسيلة أخرى عمله، وكذلك مجموعة (كلنا من أجل صحفي في السجن) التي أطلقت لمساعدة أحد الصحفيين المسجونين في دين ونجحت في إخراجه من السجن.
وعن إيجابيات الموقع في الجانب العقدي والديني أشار إلى أنه أصبح حلقة التواصل مع العلماء والمشايخ من خلال صفحاتهم ومن خلال نشر الكتب والمقالات المفيدة والاستفسارات وغيرها.
أما من ناحية خطورته فهناك من يسعى إلى إشاعة الفاحشة من خلال الإعلان عن مواقع تدعو إلى الدعارة ومواقع جنسية ومواقع تثير الطائفية وهذا يتطلب من الإدارة أن توجد نوعا من الكنترول على المشاركات المسيئة .
وبين أن الفيس بوك موقع عالمي وليس موقعا خاصا بالمسلمين لذلك من الطبيعي أن يكون هناك من يروج لمعتقده ودينه من خلال هذا الموقع، لذلك ينبغي أن ندرك مسؤوليتنا من خلال نشر مبادئ الدين العظيم.
وعن إساءة بعض المشتركين للآخرين من خلال التشهير بهم دون حسيب ولا رقيب قال ينبغي على إدارة الموقع أن تتعامل مع هؤلاء بإيجاد كنترول كما أسلفت كما ينبغي أن نحصن أنفسنا وشبابنا من الانقياد لما يروج له الآخرون وأن يكون لنا تواجد مميز في نشر كل ما يفيد الآخرين فسوف يبقى الجيد أما الغثاء فسوف يذهب بلا شك.


المشاهير يغرون النشئ
ويرى فواز الغامدي – تربوي- أن نسبة المشتركين في موقع الفيس بوك من الناشئة والطلاب عالية جدا، فلم يعد الأمر مقتصرا على فئة معينة من المجتمع تعي إيجابياته وسلبياته، مشيرا إلى أن وجود المشاهير من الفنانين والإعلاميين ولاعبي الكرة، دفع بالكثير من المشتركين إلى الاشتراك للتواصل مع هؤلاء الذين لا يمكن التواصل أو الوصول إليهم إلا عبر هذا الموقع، وأشار إلى أن المسؤولية تكبر أمام هذا الإقبال ويقترح أن يثري التربويون والإعلاميون والأدباء والمثقفون والعلماء صفحات الفيس بوك بكل ما هو مفيد لكي يجد المشترك نفسه في واحدة من الأفكار المفيدة والمشاركات الهادفة لتغنيه عما يروج له المغرضون.


أخلاق الشباب مستهدفة
وقال المستشار القضائي الخاص بالديوان الملكي الشيخ عبد المحسن بن ناصر العبيكان إن الحملات المشبوهة والمستهدفة للشباب السعودي تستخدم كافة الوسائل المتاحة لها لتحقيق أهدافها، واستهداف الشباب السعودي يأتي ضمن إطار الحملة الشرسة على الإسلام والمسلمين، فاستهداف أخلاق الشباب والقيم الإسلامية والتركيز على المرأة وجعلها وسيلة لإثارة الفتن ومحاولة إخراج المسلمين من عاداتهم وتقاليدهم الإسلامية وإيقاعهم في الرذيلة وإخراجهم من المعتقد الصحيح من أبرز أهداف الحملات المغرضة والتي يجب الحذر منها، كما ينبغي الحذر من أي وسيلة إعلامية مشبوهة.
وعن سر استهداف الشباب السعودي عن بقية الشباب في الدول العربية الأخرى أشار العبيكان أن المملكة العربية السعودية دولة التوحيد والإسلام ومهبط الوحي ومهد الرسالة، والمسلمون من جميع أنحاء المعمورة يتوجهون إليها ويعتدون بعلمائها ويجعلونهم رمزا للإسلام والمسلمين، كما يُرى أن الشاب السعودي قوي بدينه وعقيدته ومن هذا المنطلق يريد المستهدفون التركز على الشاب السعودي فإذا انحلت أخلاقه وتخلى عن قيمه الإسلامية ضعف دور المملكة وشبابها وشعبها وقادتها أمامها وتأثيرها، وبهذا الاستهداف يكون الضربة القوية على الإسلام والمسلمين.
جريمة التشهير
وعن تجريم التشهير بالآخرين قال المحامي والمستشار القانوني محمد بن عبد الله السالمي: "ظاهرة التشهير بالآخرين سواء كانت على موقع (الفيس بوك) أو غيره من الوسائط ظاهرة منبوذة، ومحرمة شرعاً وقانوناً، وقد نص عليها كجريمة في كافة النظم القانونية المختلفة القديمة والمعاصرة وبالتالي لا تختلف عن كونها جريمة من الجرائم وإن كانت ذات طابع خاص لأنها تحمل بعض السمات والمميزات التي تجعل منها جريمة مبتكرة وبالتالي كان لا بد للنظم القانونية أن تقابل هذا التطور المذهل في عصر المعلوماتية والجرائم الالكترونية" وأشار إلى أن صدور نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية السعودي يعد حماية للمصلحة العامة والأخلاق والآداب العامة وأضاف " وقد آثر المشرع النص على ذلك بصورة مباشرة وبصورة أكثر دقة وإن شاب النص بعض العموم لضروريات التطبيق حيث ورد ذلك في المادة الثالثة الفقرة (5) وهو (التشهير بالآخرين وإلحاق الضرر بهم عبر وسائل تقنيات المعلومات المختلفة)".
أما فيما يخص تعقب هؤلاء المجرمين وإعمال النظام الإجرائي الجزائي عليهم خاصة وأنهم يدخلون على هذه المواقع بأسماء مستعارة، فذكر السالمي أن التحدي الوحيد الذي يواجه الجهات العدلية هو مسألة (الإثبات) أي كيفية نسبة هذه الجريمة لهذا الشخص أو ذاك ؟؟ وهو تحد لا يزال صامداً حتى إشعار آخر !!! لأن شبكة الإنترنت وعاء واسع يصعب السيطرة عليه وهو ليس حصراً على دولة معينة وربما كان هذا المجرم من بلاد تفصل بينك وبينها آلاف الأميال وبالتالي حتى وإن تم التعرف على المجرم تكون من الصعوبة مقاضاته إن لم تكن مستحيلة وقال السالمي " من وجهة نظري المتواضعة أن من قام بتصميم هذه المواقع قادر على أن يضع الحلول الناجعة والوسيلة المناسبة لتعقب مثل هؤلاء المجرمين ولكن لنكن أكثر واقعية إن مخافة الله تعالى هي المبدأ الأساس وأن الله هو الرقيب على العباد " وأضاف " نوصي كل من تضرر من جرائم المعلوماتية التقدم بشكوى فورية لدى الجهات المختصة ومن ثم تظهر أهمية هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات وهي التي تقوم بتقديم الدعم والمساندة الفنية للجهات الأمنية المختصة خلال مراحل الضبط والتحقيق ومن ثم المحاكمة.


أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: