الزواج مدني بقبرص يجنب اللبنانيين تعقيدات الطوائف

09 يناير 2010 by: trtr388



أصبح الزواج المدني في جزيرة قبرص تجارة رابحة في لبنان. من المستحيل أن تبرم عقد زواج مدني في هذا البلد الذي لا يعترف إلا بالزواج حسب الشرائع الدينية. ولتجنب تدخل الأطراف الدينية مسيحية كانت أو مسلمة يلجأ الكثير من اللبنانيين للزواج في قبرص, جزيرة آلهة الحب والجمال أفروديت حسب الأسطورة اليونانية
 مبيعات الزفاف في وكالات السفر اللبنانية مزدهرة هذه الأيام. رحلة زفاف كاملة تكلف 1500 يورو في مكتب سفر نادية في بيروت، كما يقول مدير المكتب غنادي راجي : "نقوم بترتيب كل شىء. من وثائق السفر وتأشيرات الدخول, الشهود, سيارة لنقل العروسان، وحتى باقة ورود العروس عند استقبالها في المطار. الزبون لا يضطر لعمل أي شىء".


ويضيف: "إذا لم يكن لديك الكثير من الوقت بإمكانك أن تسافر إلى قبرص للزواج والعودة في اليوم نفسه. رحلة السفر إلى العاصمة لارنكا تستغرق عشرين دقيقة فقط".


وحسب مدير الوكالة فإن المئات من اللبنانيين سنويا يتزوجون بهذه الطريقة وأن مكتبه يرتب أحيانا ثلاثة أو أربعة حفلات زفاف كل يوم.


غير متدينون
نيكولين كيخلز، عالمة الأنتروبولوجيا الهولندية المقيمة في لبنان، قررت هي أيضا عقد قرانها مع صديقها اللبناني بالطريقة نفسها. "أردنا حفل زفاف غير ديني". تقول نيوكولين. كلانا غير مؤمن ولذلك اخترنا زواجا مدنيا.


وتوضح نيكولين أنه من المستحيل أن تكون غير متدين حسب السجلات الرسمية في لبنان: "حتى لو لم تكن مؤمنا بديانة معينة فأنت دائما مسجل أنك تنتمي إلى ديانة معينة في سجل الأحوال الشخصية ولهذا يتوجب عليك أن تقوم بالإجراءات وفقا لإنتمائك الديني. والد زوجي مسلم سني ولذلك كان علينا أن نتزوج حسب القوانين الإسلامية.


المسجد والكنيسة
يبلغ عدد سكان لبنان أربعة ملايين نسمة موزعين بين ثمانية عشر طائفة دينية. إذا لم يتقاسم العروسان الديانة نفسها يستحيل اقترانهم ببعضهم البعض إلا إذا قرر احدهم اعتناق ديانة الآخر.


وحتى بعض الأزواج الذين يتقاسمون الديانة نفسها يفضلون الزواج المدني وتجنب أي تدخل من الكنيسة أو المسجد. ولهذا الزواج ميزة أخرى وهو أنه نهاية الأمر تعترف الحكومة اللبنانية بالزواج المدني المبرم في الخارج.


تعقد هذه الزيجات في مبنى قديم مرمم في العاصمة لارنكا. بعض الأزواج جالسين في القاعة استعدادا للحفل. "إذا اتصلت بنا أسبوع قبل العرس فإن هذا وقت كاف لترتيبه" تقول أندريه زيوني كاتبة الدولة المكلفة بعقد القران هنا، والتي توضح أن الجزيزة تستفيد من هذه الخدمات بشكل جيد. فالحفل الذي يستغرق ربع ساعة فقط يدر على الجزيرة 300 يورو.


تجارة
تقول الهولندية كيخلز: "إنه أشبه بخط الإنتاج. عندما تأتي للزواج يعرفون بالضبط الإجراءات المتبعة. إنها تجارة, ومعظم الناس يسافرون في الصباح لقبرص، يتزوجون هناك ومن ثم يعودون في اليوم نفسه إلى لبنان. في أثناء ترتيب أوراق الزواج عقد ثلاثة أزواج آخرين قرانهم ونحن ننتظر".


تاكيس فوفيداس يعقد لأكثر من عشر سنوات عقود القران في لارنكا، يقول: "إنها جزيرة أفروديت آلهة الحب والجمال فهل من مكان آخر أكثر جمالا للزواج فيه. أفضل ألا اتحدث عن الطلاق لكن إذا لم تسر الأمور على ما يرام وقرر الزوج الطلاق فبإمكانهم الطلاق في بلدهم، هذه الأمور مرتبة أيضا".


انفصال
ومع أن الكثير من اللبنانيين يأملون في المستقبل أن يعقد الزواج المدني في لبنان إلا أن راجي من مكتب سفر نادية يرى أن الفرصة ضئيلة جدا.


فالمقترحات التي قدمت حتى الآن قوبلت بالرفض: "المسألة ليست سياسية بل دينية. إذا طُبق الزواج المدني سيختار نصف اللبنانيين هذا الطريق مما يعني أن المؤسسات الدينية ستفقد دخلا كبيرا من معاملات الزواج والطلاق. الأمر ليس في صالح مكتب سفري أنا أيضا. أفضل أن تبقى الأمور على ما هي



الهدهد

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: