رجل دين سعودي يتهم الشيعة بتأسيس الفكر التكفيري

11 يناير 2010 by: trtr388



في اطار'حرب الفتاوى' والتصريحات 'التكفيرية' المستمرة بين علماء السنة بالمملكة العربية السعودية من جهة وبين العلماء الشيعة في العراق ولبنان وايران انتقد رجل الدين السعودي الدكتور محمد بن يحيى النجيمي، الخبير في مجمع الفقه الإسلامي، الأستاذ بكلية الملك فهد الأمنية، رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وحزب الله اللبناني، على خلفية ردودهم على وصف الداعية السعودي الدكتور محمد العريفي آية الله السيد السيستاني في احد خطبه بمدينة الرياض بـ'الزنديق والفاجر'. وقال الدكتور النجيمي لموقع 'سبق' الاخباري السعودي 'إن هؤلاء الذين يتهمون علماء المملكة ومشايخها بالتكفير، هم مؤسسو التكفير على وجه الأرض ومثيرو الفتن بين المسلمين، الذين أعمت أبصارهم الأحقاد'.
وأكد أن رد المفتي العام ورئيس هيئة كبار العلماء بالسعودية على (رئيس الوزراء العراقي) المالكي، 'أفحم هؤلاء المغالطين وكشف زيف كلامهم عن علماء المملكة'.
وطلب النجيمي من رئيس الوزراء العراقي وحزب الله ومن يسلك نهجهم، أن يراجعوا الموقع الإلكتروني لمرجعهم الشيعي علي السيستاني، ومراجعة ما فيه من أقوال 'التكفير الصريح لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم ومن لم يؤمن بالعقيدة الشيعية'.
وضرب مثالاً بما جاء في الموقع من قول السيستاني: 'من لم يؤمن بالأئمة الأحد عشر بأنهم معصومون، ولا يعرف إمام زمانه (الإمام الثاني عشر) فهو على حد الشرك بالله، وإذا مات فإنه من الهالكين الخالدين في نار جهنم'.
وقوله: 'لا تعجب أنه ارتد 70 ألفا من بني إسرائيل، بسبب عبادتهم العجل، فلا تعجب ان ارتد بعد وفاة رسول الله 70 ألفا من الصحابة'.
وتساءل النجيمي قائلاً: 'من هو المكفِّر، هل هو الذي يكفر أشخاصا بضوابط شرعية محددة بالكتاب والسنة أم من يكفرون المسلمين كافة، بمن فيهم الصحابة الكرام ما عدا أربعة أو سبعة فقط؟!'.
وقال: 'إن علماء المملكة سلفيون لا يكفرون إلا إذا توافرت الشروط وانتفت الموانع، وهذه الضوابط تضيق التكفير إلى درجة العدم'.
وطالب النجيمي 'حزب الدعوة' الشيعي في العراق و'حزب الله' في لبنان، أن يراجعوا كتب 'المفيد' و'الكليني' و'نعمة الله الجزائري' وغيرهم الذين تفصح كتبهم بـ'التكفير'، وكذلك كتب وأشرطة آية الله الشيرازي، على حد تعبيره.
وأضاف: لقد كفر السيستاني ثلثي الصحابة، فعدد الصحابة كما ورد عن الحافظ ابن زرعة بلغ 114 ألفا، وهو يكفر 70 ألفا منهم.
وحول تصريحات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي و'حزب الله' اللبناني حول علماء السعودية، قال النجيمي: 'لأنهم فضحوا أساليبهم التكفيرية، وكشفوا أفكارهم الداعية لإثارة الفتن والبغضاء بين أبناء الأمة، من واقع كتبهم ومواقعهم، وسبهم ولعنهم لصحابة رسول الله، والافتراءات والأكاذيب التي يروجونها، هذا سبب عدائهم لعلماء المملكة'.
وقال: لقد فضح علماء ودعاة ومشايخ المملكة الحوثيين، وكشفوا مخططاتهم، وهو الأمر الذي أغضب حزب الدعوة في العراق ونوري المالكي، وحزب الله في لبنان، وهذان الحزبان يريدان التغطية على جرائمهما، ولعل ما يحدث من حزب الدعوة في جنوبي ووسط العراق من جرائم ضد أهل السنة في العراق، معروف للجميع، وما ارتكبه حزب الله في 7 أيار (مايو) معروف.
جاء ذلك رداً على ما جاء على لسان نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي الذي اتهم المؤسسة الدينية السعودية بأنها 'تحمل فكرا تكفيريا حاقدا وعدائيا'.
وقد ردَّ مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ على المالكي ووصف كلامه بـ'المغالطات'، وقال: 'علماء السعودية أهل اتزان فيما يقولون، وليسوا أهل تكفير أو تبديع، ولكنهم متبعون للكتاب والسنة، فهم يتعاملون مع كل شيء حسب ما دل عليه الكتاب والسنة'.
وكان 'حزب الله' اللبناني قد أصدر بيانًا الخميس الماضي هاجم فيه علماء السعودية ووصفهم بأنهم 'ينفخون في الفتنة'.
من جهته ندد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني (البرلمان) علي لاريجاني امس الأحد بتهجم أحد رجال الدين السعوديين على الشيعة، واصفا ذلك بأنه مشروع لإثارة الفتنة بين المسلمين.
ونقلت وكالة 'مهر' الإيرانية شبه الرسمية عن لاريجاني قوله أمام البرلمان امس ان'التصريحات المسيئة لواعظ البلاط الوهابي في الرياض تجاه سماحة آية الله السيد السيستاني تكشف عن وجود مخطط شيطاني جديد يهدف الى إذكاء النزاعات المفتعلة بين المسلمين'. وقال لاريجاني ان 'الكلام السفيه والمليء بالإساءة لإمام جمعة الرياض تجاه المذهب الشيعي وإساءته الأدب الى مقام المرجعية الكبير عند الشيعة يمثل مؤامرة شيطانية تكشف عن تواطؤ بعض الجهات في المنطقة مع القوى الاستكبارية '.
وطالب المسؤولين السعوديين 'باتخاذ إجراءات رادعة حيال هكذا أفراد أساءوا الى المذهب والشعب العراقي' .
وقال لاريجاني 'على المسؤولين السعوديين ان يعلموا بأن هكذا حركات سخيفة لن تنال من مقام الأبرار، وان المسلمين سيحكمون على تصرفاتهم هذه فبدلا من ان يقدموا الدعم الى الشعب الفلسطيني في مواجهته للكيان الصهيوني يقومون بإثارة الخلافات بين المسلمين'.
وندد اعضاء مجلس الشورى الاسلامي الايراني في بيان امس الاحد باساءة خطيب الجمعة في الرياض للتشيع وآيه الله السيستاني.
ووقع 240 من اعضاء المجلس على هذا البيان الذي تلي امس الاحد في الجلسة العلنية للمجلس، وذلك حسبما ذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية 'إرنا'.
وجاء في البيان 'مرة اخرى انطلق الصوت الامريكي المشؤوم والمثير للفرقة من حنجرة شبه رجل دين وهابي سعودي ومن على منبر صلاة الجمعة في الرياض وفي وقت تعتبر الامة الاسلامية بأمس الحاجة الى الانسجام والاتحاد هاجم فيه التشيع ووجه اسوأ الاهانات الي المرجع الديني الفذ والشخصية البارزة في العالم الاسلامي ايه الله العظمى السيستاني دام ظله'.
وجاء في البيان انه اذا كان عالم البلاط السعودي هذا قد قرأ كتب اهل السنة بما فيها تفسير الطبري ومئات الكتب الاخرى لعلماء السنة لوجد مئات الروايات المحكمة في بيان فضائل الامام علي ولكان فهم بان الشيعه تشكل جزء مهما من الامة الاسلامية وقد اضطلع علماء الشيعة بدور بارز في بناء الحضارة الاسلامية'.
ودعا النواب الحكومة السعودية الي التصدي بشكل جاد للشخص المذكور وذلك حفاظا على وحدة الامة الاسلامية.
وكان رجل الدين السعودي محمد العريفي هاجم السيستاني المرجع الديني لشيعة العراق خلال إحدى خطب الجمعة واصفا إياه بـ'الزنديق والفاجر '. كما تهجم على الشيعة قائلا ان مذهب التشيع 'أساسه المجوسية'، وهي ديانة كانت سائدة في إيران قبل الإسلام، واصفا أتباع هذا المذهب بأنهم من 'أهل البدع الذين يرفع بعضهم الأئمة من آل البيت الى مراتب النبوة بل الإلوهية'. والعريفي إمام وخطيب جامع البواردي في الرياض.


القدس العربى

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: