تقرير: واشنطن لا تملك القدرات الكافية على مواجهة خطر القاعدة في اليمن

11 يناير 2010 by: trtr388



بدأت مشاكل الادارة الامريكية تتضح وهي تحاول تعزيز استراتيجيتها في اليمن الذي بات بالنسبة اليها المنطقة الساخنة للتطرف الاسلامي. وتشمل هذه المشاكل قلة المصادر المتوفرة لدعم مشاريع التطوير وغياب الخبرات المحلية وتاريخ البلاد المتشكك من النوايا الامريكية.
وتحول اليمن الى مركز الحرب الامريكية على الارهاب بعد عملية التفجير الفاشلة في عيد الميلاد التي حاول تنفيذها عمر فاروق عبدالمطلب، النيجيري البالغ من العمر 23 عاما. وقامت الولايات المتحدة منذئذ بمضاعفة مساعداتها الامنية والعسكرية لليمن بثلاثة اضعاف منذ عام 2008 وخصصت ما يقرب من 70 مليونا لهذه الجهود هذا العام. وترى تقارير امريكية ان المبلغ يظل قليلا ومتواضعاً وهو نفس المبلغ الذي ترسله الولايات المتحدة لصربيا كل عام مقارنة بتحديات اليمن.
ويرى تقرير لصحيفة 'نيويورك تايمز' المدى الذي تتزايد فيه الضغوط الدولية على صعيد السياسة الخارجية والجبهات التي تحاول امريكا التصدي لها وصعوبة التعامل معها خاصة ان امريكا تقاتل حربين في كل من العراق وافغانستان. فاضافة الى تعزيز الجهود اليمنية لمقاتلة القاعدة وتزويدها بالمعلومات الامنية فواشنطن مطالبة بتطوير خطة لمواجهة الوضع الاقتصادي ومعدلات الفقر التي يرى فيها المحللون اصل مشاكل التطرف في البلاد. وبحسب سفير واشنطن في اليمن في الفترة ما بين 2001 -2004 فواشنطن ليست لديها استراتيجية واضحة حتى الان ولكن لديها بعض الردود كما قال ادموند هيل. وقالت الصحيفة ان الادارة ليس لديها سوى عدد قليل من الخبراء في الشؤون اليمنية، مقارنة مع 30 خبيرا يمثلون اجهزة مختلفة من الدولة يعملون بشكل حصري مع مبعوث الادارة الى باكستان وافغانستان، ريتشارد هولبروك.
وقالت الصحيفة ان مستشار البيت الابيض لمكافحة الارهاب جون اوبرينان، ادهش الجميع عندما اعلن عن دهشته لقدرة القاعدة على تنظيم عملية مثل عملية ديترويت الفاشلة، وهو الذي عمل مديرا لمحطة 'سي اي ايه' في السعودية. وينظر الى اليمن على انه بلد غامض وملغز للادارة. ونقل عن الخارجية الامريكية قولها انها بدأت برنامج اعادة الاستقرار في اليمن قبل العملية الفاشلة عندما وقعت اتفاقية في ايلول (سبتمبر) 2009 التي تهدف الى توفير فرص العمل وتحسين الصحة ومرافقها .ومنذ تفجير المدمرة كول عام 2000 قامت الخارجية بدعم مشاريع صحية وفتح طرق بين العاصمة ومدينة مأرب من اجل التقليل من انتشار القاعدة.
وكانت العلاقات اليمنية ـ الامريكية شابها البرود بعد هروب عدد من ناشطي القاعدة من سجن امني في صنعاء عام 2006 منهم مشتبه بضلوعهم بتفجير كول. وبحلول عام 2008 تراجع الدعم الامريكي للبرامج غير العسكرية الى 20 مليون دولار في العام مقارنة مع 2.7 مليار للاعمار مخصصة لافغانستان و1.5 مليار لباكستان و500 مليون للعراق. وتقول سفيرة واشنطن السابقة في صنعاء باربرا بودين ان المساعدات الامريكية تقدم لليمني الواحد اقل من دولار ونصف الدولار اي لا يمكنه شراء فنجان قهوة وهم من اخترع القهوة.
ومع ان الخارجية تعترف بقلة المصادر المخصصة لليمن الا ان مراقبين يرون ان اهم عقبة للدعم هي الحسابات المتغيرة للرئيس اليمني علي عبدالله صالح، فهو وان عبر عن رغبة لمواجهة القاعدة الا ان حساباته تتغير نظرا للظرف الداخلي. ويظل اليمن جزءاً من معضلة المنطقة اي القرن الافريقي حيث تتداخل المشاكل نظرا لعمليات التهريب والقرصنة ولا يمكن فصل مثلا مشكلة الصومال عن ارتيريا واثيوبيا، كما ان المنطقة تركت اثارها على السياسة العالمية خلال العقود الثلاثة الاخيرة من ناحية المجاعات والحروب الطويلة والاهلية والتشرد. وينظر المسؤولون في الدول القريبة من اليمن الى ان الاهتمام الدولي بالبلد بعد محاولة عيد الميلاد سيترك اثاره على مشاكل الدول الجارة من ناحية تصدير ازمة اليمن لها. ونقلت 'اوبزيرفر' البريطانية عن رئيس وزراء الحكومة الصومالية عمر شارمركي قوله ان تعجل رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الدعوة الى عقد اجتماع دولي حول اليمن لن ينتج الا عن ترحيل المشكلة للصومال.
وقال ان القاعدة وحلفاءها من جماعة الشباب الاسلامي في الوقت الذي يؤكدون على تحول اليمن لمركز انتباه فهم سيقومون من ناحية اخرى باستغلال غياب الاهتمام بالصومال وتحقيق ملاجئ لهم هناك. ولا يستبعد مسؤولون يمنيون وجود علاقات بين الجماعات المرتبطة بالقاعدة في البلدين وان اعدادا كبيرة من اللاجئين الصوماليين لا بد ان يوجد بينها من هو متعاطف مع منظمة الشباب الاسلامي. وبعيدا عن مشاكل القرن والتنافس الارتيري ـ الاثيوبي ودعم امريكا لتدخل الاخيرة في الصومال فمشاكل اليمن الحالية لا تكمن في الالاف من الاتباع للقاعدة حيث تتراوح التقديرات ما بين 200 - 300 عضو ملتزم في التنظيم ولكن في قدرة القاعدة هنا على جر كل من امريكا وبريطانيا الى حرب استنزاف طويلة ببلد يزيد عدد قطع السلاح التي يحملها ابناؤه عن 60 مليون قطعة. ويرى تحليل في صحيفة 'اندبندنت اون صاندي' البريطانية انه كلما انخرطت امريكا وحليفتها البريطانية في اليمن وساهمت في دعم حكومته الضعيفة كلما اصبحتا هدفا لاعدائه ايا كانوا القاعدة، الحوثيين او الحراك الجنوبي وحتى القبائل. وهذا يعني اضعافا للحكومة اليمنية في صنعاء التي سينظر اليها على انها تابع للغرب ومن هنا فالحل الوحيد لعدم الوقوع في خطأ افغانستان والعراق هو تقوية القوات المسلحة بشكل يجعلها قادرة على قلع خطر القاعدة وحدها، لان التدخل الامريكي الواضح سيعطي القاعدة وحلفاءها الفرصة لاستغلال المشاعر المعادية لامريكا لصالحها


القدس العربى

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: