جدل جزائري بشأن نية سعدان الاستقالة

23 يناير 2010 by: trtr388







 أصيب الرأي العام الجزائري بصدمة في أعقاب نشر تصريحات صحفية لمدرب الفريق الوطني رابح سعدان يعلن فيها رغبته في الاستقالة عقب المشاركة في مونديال جنوب أفريقيا.
وتعرض سعدان لانتقادات حادة من جانب بعض الخبراء الكرويين والكتاب بعد أداء المنتخب في الدور الأول لأمم أفريقيا بأنغولا، الأمر الذي عزز رغبته في الخلود إلى الراحة مدعوماً بطلب من عائلته التي تريد رفع كافة الضغوط عنه وعنها في آن واحد.
وبينما اعتبر البعض أن القرار يخص سعدان وحده، اقترح البعض الآخر أن يكلف بمهام جديدة تخدم الكرة الجزائرية.


ويرى المدرب الأسبق للفريق الوطني للشباب مراد وردي أن سعدان أدرى بظروفه وهو صاحب القرار، وقال للجزيرة نت إن الجزائريين لم يكونوا يحلموا بما يتحقق اليوم من إنجازات بعد الخروج المتكرر وغير الموفق من تصفيات المونديال على مدى 23 عاماً، وغياب لمرتين متتاليتين عن نهائيات الأمم الأفريقية، مشيرا إلى أن سعدان نجح في تحقيق الهدفين على المستويين العالمي والقاري.

ولم ينف وردي وجود بعض العثرات، لكنه أشاد بنجاح سعدان في الخروج بتوليفة من اللاعبين المحليين والمحترفين في الخارج الذين يشكلون أغلبية قوام الفريق الوطني.

"
الهزيمة القاسية  للفريق الجزائري أمام نظيره المالاوي 0-3 في الدور الأول لأمم أفريقيا بأنغولا فتحت الباب لتوجيه انتقادات حادة إلى سعدان
"
انتقادات حادة
وكانت الهزيمة القاسية للفريق الجزائري أمام نظيره المالاوي 0-3 في الدور الأول لأمم أفريقيا بأنغولا مناسبة فتحت الباب لتوجيه انتقادات حادة إلى سعدان.
وانصبت الانتقادات على سوء إعداد الفريق واختياره فرنسا مقراً لهذه الاستعدادات ببرودة جوها المختلف عن أجواء أنغولا. كما عاب البعض عدم خوض الفريق مباريات ودية قبل البطولة، فضلاً عن سوء تشكيلة الفريق في مباراته أمام ملاوي.
ونبه وردي إلى أن هذه الهزيمة جاءت في أعقاب سلسلة طويلة من الانتصارات، كما أن سعدان نجح في إعداد فريق قوي يعمل له ألف حساب، الأمر الذي يجب مراعاته عند توجيه النقد.
ودعا إلى ضرورة تكاتف المدرب والاتحادية الوطنية لكرة القدم ووزارة الشباب والرياضة. كما طالب في حال إصرار سعدان على الاستقالة بعد المونديال، بالاستفادة من خبراته في أي موقع جديد يفيد منظومة كرة القدم الجزائرية.
استعادة الروح
من جانبه اعتبر المدرب السابق للمنتخب الجزائري علي فرجاني أن الهزيمة الثقيلة أمام ملاوي دقت جرس الإنذار للفريق الوطني.

وقال إن تشابه المناخ في فترة الإعداد لا يفيد بالضرورة، والدليل على ذلك أن فريق مالي أجرى استعداداته في قطر، ورغم ذلك تعرض للخسارة أمام الجزائر.
وذكّر فرجاني بأن الفرق الكبيرة كثيراً ما تتعثر في الأدوار الأولى في كأس العالم، لكنها سرعان ما تستعيد مستواها في الأدوار التالية.

أما عن المباريات الودية وأهميتها قبل البطولات الرسمية، فقد أوضح فرجاني أن هناك من يؤديها ويخسر وهناك من لا يؤديها ويكسب، فهي ليست شرطاً لازماً في تحقيق الفوز أو الوقوع في الخسارة. واعتبر أن نجاح سعدان في استعادة اللاعبين للروح المعنوية من أهم إنجازاته مع الفريق الوطني.

أما مدرب فريق جمعية الخروب والمدرب الأسبق لنادي وفاق سطيف عز الدين آيت جودي فامتدح سعدان، وقال إن لديه قدرات تدريبية عالية.
ونبه جودي في حديثه للجزيرة نت إلى ضيق الفترة الزمنية الفاصلة بين التصفيات المؤهلة لأمم أفريقيا ومونديال جنوب أفريقيا، وهو ما تطلب من سعدان جهداً إضافياً لتجنب تبعات هذا الوضع على المستويين الذهني والبدني والنفسي.
ورأى أن أي مدرب في العالم معرض للنقد، والمهم أن يكون النقد جاداً وصادقاً وموضوعياً بعيداً عن الاعتبارات الشخصية، ودعا إلى عدم التوقف طويلاً أمام الانتقادات مع ضرورة احترام الرأي والرأي الآخر.

الجزير

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: