ذكور في ثياب إناث ... زواج الأقارب في جباليا وصعوبة تحديد جنس المولود

29 يناير 2010 by: trtr388

تصوري أن تعيشي طفولتك وأنت تعتقدين أنك فتاة، لكن عند البلوغ تتفاجئين بأنك لست فتاة، ولست شابا في الوقت نفسه. هذه هي قصة نادر عبد ربه، أو نيفين سابقا، من قرية جباليا شمال قطاع غزة قرر نادر وابن عمه أحمد الذي يعاني من الحالة نفسها أن يتركا حياتهما كأنثيين، وأن يخلعوا الحجاب ويتركوا مدرسة الإناث التي كانا يلتحقان بها ليحولا نفسيهما إلى شابين بين ليلة وضحاها. هذا على الأقل من ناحية المظاهر الخارجية حتى يتسنى لهما إجراء عملة تغيير الجنس


يسبب هذا الخلل الوراثي نقصا في تكوين هرمون التستوستيرون مما يعطل 
نضوج الأعضاء التناسلية الذكرية
يسبب هذا الخلل الوراثي نقصا في تكوين هرمون التستوستيرون مما يعطل نضوج الأعضاء التناسلية الذكرية
يعاني نادر (17 عاما) من خلل وراثي منذ ولادته تسبب بتعطيل التطور الجنسي للجنين قبل الولادة. في هذه الحالة يتكون لدى الجنين الذكر خصية تفرز هرمون التستوستيرون و هرمون التستوستيرون مسئول عن ظهور الصفات الجنسية للذكور.

وبسبب هذا الخلل الوراثي ينتج نقص في تكوين هرمون التستوستيرون مما يعطل نضوج الأعضاء التناسلية الذكرية التي تبقى أحيانا نصف ناضجة ومدفونة في أسفل البطن.


عندما ولد نادر تم تحديد جنسه على أنه أنثى بناء على أعضاءه الجنسية الخارجية التي كانت أشبه بالأنثى، لكن أعضاءه الذكرية كانت مدفونة داخل بطنه السفلى ولم يتم الكشف عن حالته إلا بعد بلوغه. عاش السنوات الست عشر الأولى من حياته في ثوب نيفين، لكنه كان دائما يشعر بأنه مختلف.


يقول نادر مسترجعا حياته السابقة:

"كانت حياة سيئة ومقيدة. كنت أشعر بالداخل بأنني ذكر.لكن لم نجرؤ على الخروج من البيت وكأننا في سجن. لأننا لم نكن مجرد بنات وكانت تظهر علينا علامات الرجولة".

هذه الحالة ليست غريبة في منطقة شمال قطاع غزة حسب الدكتور جهاد أبو دية، المختص بجراحة المسالك البولية والأعضاء التناسلية للأطفال والمشرف على حالة نادر:

"في السنوات السبع الأخيرة قمت بتشخيص ما لا يقل عن ثمانين حالة من هذا النوع. النسبة الأعظم تم تشخيصها في وقت مبكر وكان بالإمكان معالجتها بإعطاء الطفل الهرمون الذكري، ومن ثم إجراء عملية لتحويل الجنس.

أما نسبة 20% من مجمل الحالات فلم تُشخص في الوقت المناسب. وعُرض الأمر أولا على طبيب النساء عندما لم تطمث أو يكبر ثدييها كما يفترض في هذا السن.


في هذه الحالة يمكن إجراء عملية معقدة لتحويل الجنس. وغالبا ما يستلزم الأمر أكثر من عملية واحدة يحصل فيها الفتى على الأعضاء التناسلية الذكرية، كما يوضح الدكتور أبو دية:

"في النهاية يحصل المريض على الأعضاء التناسلية مع أنها تكون أصغر من الحجم الطبيعي. وبإمكانه الزواج، لكنه نادرا ما يستطيع الإنجاب، والسبب هو عدم تكوين الحيوانات المنوية على الطريقة الصحيحة".

لم يواجه نادر عقبات كبيرة في التحول من بنت إلى صبي. "الجميع كان متفهما لقرار التحول ووقفوا بجانبي". يقول نادر، ربما تكمن ردة فعل العائلة المتفهمة هذه في تاريخ هذا الخلل الوراثي في بلدته. ليست هي المرة الأولى التي يتم فيها تحويل جنس البنات إلى أولاد في عائلته، إذ أن شقيقه مِدين، وابن عمه أحمد، وابن خالته كذلك الأمر يعانون جميعهم من الحالة نفسها وكانوا أناثا في السابق.


يقول الدكتور أبو دية إن هذا الخلل منتشر بكثرة من منطقة شمال قطاع غزة وفي عائلة نادر بالأخص بسبب القرابة، ويوضح أن العائلة تتزاوج من بعضها البعض لأجيال متتالية مما يتسبب في هذا الخلل الوراثي، مع أن لنادر أشقاء آخرين لا يعانون من الحالة نفسها.


"لم أتغير بالفعل. فقط قمت بقص شعري وارتداء ملابس الرجال، وتغيير اسمي. لا زلت أشعر بالنقص، عندما أقف مع الشباب الآخرين، أشعر بأني أقل منهم" يقول نادر.


هدفه الوحيد في الحياة الآن هو إجراء العملية التي ستمنحه رجولته. عن سؤال إذا كان يخطط هو أيضا للزواج من قريبة له يقول: "إذا تزوجت فإني لن أنجب أولاد ولذلك لن يختلف الأمر إذا تزوجت قريبتي أو غير قريبتي، والأمر الأهم في الوقت الراهن هو إجراء على العملية".


وفي انتظار العملية الجراحية يعاني نادر من مضاعفات في المسالك البولية من شأنها أن تؤدي إلى فشل كلوي، لكنه يأمل في نجاح العملية الجراحية التي ستكلف أهله عشرة آلاف دولار أمريكي 
 

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: