فتح طريق الكباش يحول الأقصر إلى اكبر متحف عالمي مفتوح

13 فبراير 2010 by: trtr388





لا صوت يعلو فى مدينة الأقصر الأثرية بصعيد مصر فوق صوت العمل والعاملين بمشروع كشف وإحياء طريق الكباش الفرعوني الذي يربط بين معبدي الكرنك والأقصر بطول 2700 متر ويصطف علي جانبيه المئات من تماثيل الكباش الأثرية الشهيرة والذي يجرى العمل به بهمة ونشاط عاليين لتحقيق العمل فى المشروع الذي يعد اكبر مشروع أثرى فى العالم اجمع خلال شهر آذار/ مارس المقبل، ويعتبر مشروع إحياء وكشف طريق الكباش الفرعوني بحسب قول الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر احد الأحلام التى راودت أذهان الأثريين وعلماء المصريات فى مصر والعالم حيث سيستطيع السائحون السير من معبد الأقصر إلى معبد الكرنك عبر طريق الكباش.

طريق الكباش الاثري بالاقصر (جنوب مصر)
فهنا ومنذ أكثر من خمسة آلاف عام قام ملوك مصر الفرعونية في طيبة – الأقصر حاليا - ببناء طريق الكباش(طريق أبو الهول) ذلك الطريق الذي كان يربط ما بين معبدي الأقصر والكرنك لتسير به المواكب المقدسة للملوك والآلهة في احتفالات أعياد الاوبت من كل عام فكان يسير الملك يتقدمه علية القوم من الوزراء وكبار الكهنة ورجال الدولة خلف الزوارق المقدسة التي كانت تحمل تماثيل الآلهة بينما يصطف أبناء الشعب على جانبي الطريق يرقصون ويلعبون في بهجة وسعادة. وقد بدأ بناء هذا الطريق الملك امنحوتب الثالث والذي بدأ تشييد معبد الأقصر ولكن النصيب الأكبر في تنفيذ هذا الطريق يرجع إلى الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية (أخر أسرات عصر الفراعنة).

يوجد على طول الطريق البالغ طوله 2700 وعرضه 70 مترا 1200 تمثال كانت هذه التماثيل تنحت من كتلة واحدة من الحجر الرملي تقام على هيئتين الأولى تتخذ شكل جسم أسد ورأس إنسان فالأسد أحد رموز اله الشمس والثانية على شكل جسم كبش ورأس كبش وهو رمز من رموز الإله خنوم أحد الآلهة الرئيسية في الديانة المصرية القديمة وهو الإله الخالق الذي صنع البشرية على عجلة الفخرانى طبقا للديانة المصرية القديمة.. كانت تحيط بهذه الكباش أحواض زهور ومجارى للمياه لريها ويتوسطه أرضية مستطيلة أبعادها 120فى 230 سنتيمترا من الحجر الرملي لتسهيل السير عليه وبين كل تمثال وتمثال فجوة تقدر بـ4 أمتار بالإضافة إلى ما ذكرته الملكة حتشبسوت على جدران مقصورتها الحمراء بالكرنك بأنها قامت بتشييد سبعة مقاصير على طول هذا الطريق.


مرت السنون تتلوها الأعوام والقرون واختفت معظم معالم هذا الطريق المقدس لتظهر بدلا منه بيوت ومنازل عشوائية وأراضى زراعية لتحجب عنا واحد من أهم وأجمل الطرق الأثرية في العالم وتدفن تحتها تلك التماثيل المقدسة عن الفراعنة لتدمرها مياه ري الزراعات ومياه الصرف الصحي التي كانت تغمر تلك التماثيل القابعة أسفلها لتكون شاهد للعالم على عبث الحضارة الحديثة وما صنعته بتراث وتاريخ الأجداد. ولكن الآن وبعد كل هذه القرون تشهد مدينة الأقصر حاليا تنفيذ المراحل الأخيرة من أكبر مشروع أثرى في الشرق الأوسط لإعادة كشف وإحياء هذا الطريق مرة أخرى بتكلفة 240 مليون جنيه مصري(حوالي 44 مليون دولار) مقدمة كمنحة من وزارة التعاون الدولي المصرية.


وقد بدأ المشروع بحسب قول الدكتور منصور بريك المدير العام لمنطقة أثار الأقصر ومصر العليا بتنفيذ 200 متر كجزء استرشادي تم تنفيذه على طول الطريق بتكلفة9ر2 مليون جنيه مصري حيث كان قد تم تكليف لجنة ترأسها الدكتور صبري عبد العزيز رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار و تتكون من 12 عضوا من الأثريين لدراسة الكيفية التي سينفذ بها المشروع وبالفعل تم تقسيم الطريق إلى خمسة قطاعات القطاع الأول :طوله 375 مترا ويبدأ من معبد الأقصر حتى مبنى محكمة الأقصر الوطنية وقد بدأ العمل في هذه المنطقة في كانون ثان/يناير 2005 بالجزء الواقع أمام مركز شرطة بندر الأقصر بحديقة الخالدين وتم الكشف عن العديد من قواعد التماثيل إلى جانب رؤوس التماثيل الملكية والتي توضح أن الذي قام بإنشائه الملك نختنبو الأول من الأسرة الثلاثين المصرية و القطاع الثاني :طوله 500 متر ويبدأ من مبنى المحكمة الوطنية حتى شارع المطحن ونظرا لتكدس الكتلة السكنية بها فقد تم بناء منطقة سكنية جديدة لتكون بديلا مناسبا للاهالى الذين أزيلت مساكنهم المقامة فوق معالم الطريق التاريخي والقطاع الثالث: طوله 650 مترا وتبدأ من شارع المطحن (تحتمس) حتى بداية شارع المطار ويعد هذا القطاع جزءا هاما من مراحل العمل في فتح الطريق حيث يتميز بأنه كان أراضى زراعية ولا توجد أي مباني فوق هذا الجزء حيث أسفرت أعمال الحفائر بهذا الجزء عن الكشف على عشرة تماثيل لكباش فوق قواعدهم إلى جانب العديد من رؤؤس التماثيل كما تم الكشف عن مباني من العصور الرومانية.

ويبلغ طول القطاع الرابع 425 مترا يبدأ من طريق المطار حتى بوابة خنسو بمعبد الكرنك ويمتد القطاع الخامس لينتهي في داخل معبد الكرنك.
ومن المعروف انه كان قد بدا الكشف عن هذا الطريق في الخمسينيات من هذا القرن وقام بها الدكتور محمد عبد القادر واستطاع أن يكتشف الطريق الذي يقع أمام معبد الأقصر وحدد الطريق الذي يصل بين المعبدين ثم قامت هيئة الآثار برئاسة الدكتور محمد الصغير بالكشف عن الطريق الذي يربط معبد موت بالكرنك وكذلك من بداية الطريق المؤدى لمعبد الأقصر من ناحية الكرنك ليصل عدد هذه التماثيل المكتشفة إلى 68 تمثالا ولكن أعمال الحفائر توقفت بعد ذلك لصعوبة نزع ملكية الأراضي المقامة فوق الطريق .



أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: