أعداد مستخدمي المواقع الاجتماعية العرب بارتفاع مستمر

11 فبراير 2010 by: trtr388

أعداد مستخدمي المواقع الاجتماعية العرب بارتفاع مستمر


مما لا شكّ فيه أن عدد مستخدمي المواقع الإلكترونية الإجتماعية كـ “فايسبوك” و”تويتر” في الشرق الأوسط يزداد يوماً بعد يوم، نظراً لخصائص هذه المواقع التي تربط الأشخاص ببعضهم البعض وتشجّع التواصل بين الأصدقاء وتُقرّب المسافات. 



فبحسب موقع “انسايد فايسبوك دوت كوم”   ، ازداد عدد مستخدمي موقع “فايسبوك” في الشرق الأوسط 1.5 مليون مشترك في شهر أكتوبر من العام الماضي، أي ضعف عدد المشتركين الجدد في الشهر السابق. في المقابل، لم يختلف موقع “تويتر” كثيراً عن منافسه، إذ وفق صحيفة “ذي ناشينال” (The National)،    ارتفع عدد مستخدميه 4 مرات في الربع الثاني من العام 2009. وبحسب موقع “أوريلي رادار” http://radar.oreilly.com/research/، 8.3 بالمئة من مستخدمي “فايسبوك” الناشطين هم من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما أن أكثر من عشرة بلدان عربية تستخدم الـ”فايسبوك” حتى شهر أغسطس عام 2009 هي: مصر (مليون و820 ألف مستخدم)، السعودية (920 ألف مستخدم)، المغرب (860 ألف مستخدم)، الإمارات العربية المتحدة (840 ألف مستخدم)، تونس (690 ألف مستخدم)، لبنان (680 ألف مستخدم)، الأردن (490 ألف مستخدم)، الكويت (220 ألف مستخدم)، قطر (160 ألف مستخدم)، فلسطين (150 ألف مستخدم).
إلا أن فتوى نشرتها صحيفة “الراية” القطرية عن تحريم رئيس لجنة الفتوى السابق في الأزهر الشيخ عبد الحميد الأطرش الدخول على “فايسبوك” باعتباره المسؤول عن زيادة معدلات الطلاق وانتشار الخيانة الزوجية، أثارت جدلاً في الشارع العربي. ورغم أن أمين عام لجنة الفتوى في الأزهر الشيخ سعيد عامر نفى أن تكون اللجنة قد أصدرت أي فتوى تحرّم استخدام الـ “فايسبوك”، إلا أن هذا الأمر سلّط الضوء على تناقض وجهات النظر واختلاف الآراء في المجتمع العربي بشأن الانعكاسات الإيجابية والسلبية للمواقع الإلكترونية الإجتماعية، سيّما وأن مع كل اختراع جديد يكثر الجدل والتحليلات حول آثاره على المجتمعات، فكيف بالتالي اختراع كالمواقع الإجتماعية التي غزت في السنوات الأخيرة العالم ودخلت إلى بيوت مئات الملايين في مختلف أقطار الأرض؟
هناك من يعتبر أن الهلع من الشبكات العنكبوتية بشكلٍ عام والمواقع الإجتماعية بشكل خاص، غير مبرر ولا يمكن القبول به لأنها تعمل لخدمة العلاقات الإجتماعية وتساعد على تقريب المسافات بين الأصدقاء والأقرباء، وتجعل العالم بمثابة قرية عالمية واحدة تتواصل في ما بينها وتتضامن وتتساعد في الظروق الصعبة، كما حصل على سبيل المثال مؤخراً في كارثة زلزال هاييتي المدمّر، بحيث ساهمت المواقع الإلكترونية، سيما منها “تويتر” بجمع الملايين لإغاثة الضحايا، ما يُشكّل مثلاً حيّاً لإيجابيات المواقع الإلكترونية الإجتماعية. ناهيك عن أن هذه المواقع أسقطت الحواجز التي تسعى بعض الأنظمة إلى وضعها، وأتاحت للشباب العربي فسحة من الحرية للتعبير عن آرائهم وأفكارهم،  كما أنها تعتبر أحد الوسائل الحديثة في نشر المعارف والتواصل بين المثقفين على مختلف توجهاتهم وتساهم بنشر أعمال المبدعين الشبان غير القادرين على طبع أعمالهم في كتب.
في المقابل، يرى آخرون أن المواقع الإلكترونية الاجتماعية تساهم بهدم القيم العائلية والزوجية وحتى الدينية التي يتفاخر المجتمع العربي بالحفاظ عليها، ويشجع على إقامة علاقات غير مشروعة والخيانة، ما يساهم بارتفاع نسبة الطلاق والتفكك العائلي. وقد أعد المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر في هذا الإطار، دراسة استغرقت أسابيع عدة، كشفت عن أن حالة من كل خمس حالات طلاق في مصر تعود لاكتشاف شريك الحياة وجود علاقة مع طرف آخر عبر الإنترنت، من خلال موقع الـ”فايسبوك” تحديداً.
اختلفت الآراء والنتيجة واحدة، فالمواقع الاجتماعية ليست ذاهبة إلى أي مكان، بل على العكس هي بازدهار وتطوّر دائم سيّما وأن عدد المستخدمين في الوطن العربي هو بارتفاع كما سبق وذكرنا أعلاه. بالتالي حلّ هذه المعضلة لا يكمن بمنع هذه المواقع وإلغائها لأنه كما يقول المثل “الممنوع مرغوب”، كما أن الذنب لا يقع على المواقع الإلكترونية الاجتماعية بل على مستخدميها الذين عليهم الاختيار بين حسن استعمالها من خلال إجراء الاتصالات مع الأصدقاء أو تبادل المعرفة أو استخدامه في العبث. فهل سألت نفسك يوماً أي نوع من المستخدمين أنت؟ فهل تستعمل المواقع الاجتماعية لمضيعة الوقت أو لتحسين ثقافتك والتواصل مع أصدقائك؟


أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: