الأرض احترّت قبل 115 ألف عام

26 مارس 2010 by: trtr388

 
خلصت دراسة جديدة إلى أن تقلبات مناخية كبيرة حدثت وسط وشرق أوروبا قبل نحو 115 ألف عام، أي أواخر الحقبة "الإيمية" المناخية الفاصلة بين آخر حقبتين جليديتين، حيث تميّز التحول البطيء من الحقبة الإيمية إلى الحقبة الجليدية التالية (الويتشزلية)، بعدم استقرار مطرد للغطاء النباتي والذي شهد فترتي احترار على الأقل.

ذلك ما توصل إليه علماء مناخ ألمان وروس درسوا وقيموا تحليلات جيوكيميائية وأخرى لحبوب اللقاح في رواسب بحيرات ساكسونيا أنهالت وبراندنبرغ بألمانيا ومناطق أخرى بروسيا، ونشرت حصيلة دراستهم مؤخراً في دورية "أبحاث العصر الجيولوجي الرباعي الدولية" المتخصصة.

سجّل الباحثون الألمان والروس أن فترة احترار قصيرة حدثت في الجزء الأخير من الحقبة الإيمية الفاصلة بين آخر حقبتين جليديتين، وميزت التحوّل النهائي إلى العصر الجليدي التالي.

أرشيف مناخي
وكانت الحقبة الإيمية السابقة للعصر الجليدي الماضي هي الحقبة الفاصلة الأخيرة قبل الحقبة الحالية (الهولوسين)، وبدأت منذ نحو 126 ألف عام وانتهت منذ 115 ألف عام، واستمدت اسمها من نهر إيم الهولندي.

الحقبة الجليدية التالية (الويتشزلية) التي انتهت منذ 15 ألف عام تقريباً، هي أحدث حقبة جليدية، واستمد اسمها من نهر ويتشزل البولندي. في ذروة الحقبة قبل نحو 21 ألف عام، امتدت الكتل الجليدية المتحركة جنوباً حتى جنوب برلين أي ملعب برَندِنْبرغ.

ودرس الباحثون ترسبات البحيرات لتكوين سجل تاريخي للحقبة الإيمية، نظراً لأن الترسبات على قيعان الأنهار والبحيرات تتيح أرشيفا مناخيا متصلا على امتداد السنين.

وجاءت عينات الرواسب من البحيرات المتواجدة بذلك الزمان، لكنها منذئذ امتلأت بالطمي (الغِرْيَن)، وكشفت سابقا بغرض التعدين أو استخراج الفحم بمناطق متعددة في ألمانيا وروسيا.

يعتبر العلماء أن ساكسونيا أنهالت إحدى أكثر الأماكن المدروسة بألمانيا لأجل تكوين تاريخ للحقبة الإيمية.

وبجانب دراسة مستويات تركيز حبوب اللقاح، حلل الباحثون مستوى ونسب الكربون المستقر (C13 ،C12)، وكذلك نظائر الأكسجين (O16 ،O18) في الكربونات والمادة العضوية بالطبقات المترسبة، حيث يتيح ذلك معلومات حول تطور الغطاء النباتي، ومؤشراً لطبيعة المناخ.

اقتراب البرودة
تظهر نتائج التحليل والتقييم مناخا مستقرا نسبيا على مدى معظم الوقت، لكن مع عدم استقرار في بداية ونهاية الحقبة الإيمية الفاصلة.

عدم الاستقرار الملحوظ مع ثبوت حدوث فترات احترار قصيرة خلال الانتقال من آخر حقبة فاصلة إلى آخر حقبة جليدية، قد يكون -بإمعان النظر فيه- سمة طبيعية عامة تحدث طبيعيا بالمراحل الانتقالية.

وتعتبر الدراسات التفصيلية لهذه الظواهر هامة لفهم اتجاه المناخ الاحتراري الراهن والمثير للجدل، بحيث يمكن تقييم مساهمة الإنسان فيه بيقين أكبر.

ومن إعادة تكوين تاريخ المناخ، يتبين أنه في تاريخ الأرض الحديث تحدث فترات فاصلة بين الحقب الجليدية مرة واحدة كل مائة ألف عام تقريبا، وتستمر لأزمنة متوسطها عشرة آلاف عام. الفترة الفاصلة الحالية (الهولوسين) تجاوزت بالفعل عشرة آلاف عام، وبلغت ذروتها منذ ستة آلاف عام تقريباً.

ومن منظور تاريخ المناخ فإن العالم يمر الآن في نهاية أو أواخر فترة الهولوسين الفاصلة، ويمكن أن يتوقع بناء على ذلك حدوث برودة للأرض خلال بضعة آلاف عام، إذا لم يكن هناك أي تأثير بشري على الغلاف الجوي والاحتراري الكوكبي الناجم عنه. 
 

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: