من هو بنيامين نتنياهو الحقيقي؟

20 مارس 2010 by: trtr388

 
توصل الكثير من المراقبين الإسرائيليين في ظل النقاش الدائر بين إسرائيل والبيت الأبيض إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يتغير بخلاف ما يزعم في المستويين السياسي والإداري، ويتضح أن أفعاله بعكس أقواله تتطابق مع وقائع كتابه "مكان تحت الشمس".
 
فمنذ بداية ولايته الثانية في مارس/آذار 2009 يحرص نتنياهو على تسويق نفسه أمام الإسرائيليين والعالم بصورة مغايرة عما كان خلال ولايته الأولى (1996–1999).
 
ومن وجهة عدد متزايد من مراقبين إسرائيليين، يلعب نتنياهو "على حبلين" ولا فرق بين نتنياهو القديم والجديد، بين دكتور بنيامين ومستر نتنياهو، وهو ما زال متشبثا بمعتقداته المتطرفة التي رضعها من بيت متطرف، كما أكد المعلق السياسي شيمعون شيفر للقناة العبرية العاشرة.

ويرى شيفر -مثل معلقين آخرين كثر- أن نتنياهو متردد وقابل للضغط ويحاول استمالة كل الأطراف بمواقف متناقضة حتى برشو بعض شركاء ائتلافه الحكومي ويحاول صرف نظر الإسرائيليين عن كل فشله بكلمتين "التهديد الإيراني".
 
ولفت إلى أن خطاب بار إيلان وقبول "الدولتين" مجرد مناورة لامتصاص ضغوط دولية ومحلية، كما أكد والده في تصريح لقناة عبرية عقب خطابه في بار إيلان في يونيو/حزيران 2009.
 
معلقون إسرائيليون: نتنياهو متلون ومناور (الفرنسية-أرشيف)
متلون ومناور

ويذهب معلقون إسرائيليون للقول إن نتنياهو القديم أفضل من الجديد لأنه كان أكثر وضوحا وقوة وسيطرة، أما اليوم فهو متلون ومناور ويسعى لاستمالة كافة الأطراف.
 
في مقالها المعنون "حنين إلى بنيامين" بصحيفة يديعوت أحرونوت، تقول المعلقة عنات جوب إن نتنياهو الجديد يعانق إيهود باراك ويشتري صمته بمغريات مختلفة.
 
وتشير إلى أن الإسرائيليين خاب أملهم فيه إثر اكتشافهم نتنياهو جديدا يقود مركبتهم وهو ثمل نحو منحدر خطير بدون تكتيك وبلا إستراتيجية أو مستقبل.
 
ويحمل المعلق السياسي الأبرز في صحيفة هآرتس يوئيل ماركوس على نتنياهو، ويقول إنه لم يكن بحاجة لقراءة مقال توماس فريدمان "القاتل" في نيويورك تايمز ليفهم أن هناك حدودا لصبر أميركا واستعدادها لرمي القمامة على رأسها تباعا وهي تعتبر ذلك مطرا.
 
ويتهم ماركوس نتنياهو بعدم إدراك الضرر الناجم عن العلاقات الإستراتيجية مع البيت الأبيض جراء الاستيطان، ويشير إلى "لعبه بالنار"، في إشارة للهبة الفلسطينية الكبيرة عام 96 ردا على افتتاح نفق بجوار الحرم في القدس القديمة.
 
الذكي والحكيم
ويؤكد ماركوس أن نتنياهو بقي على حاله ولم يتغير بخلاف مزاعمه بأنه نضج واعتبر من تجربته الأولى، ويضيف "نتنياهو لا ينطبق عليه حتى المثل القائل إن الذكي هو من يخرج من أزمة حادة لا يدخلها حكيم".
 
ويستدل من مقاربات عدة أن أفعال نتنياهو فيما يتعلق بتهويد الأرض الفلسطينية وسلبها والعمل على منع قيام دولة فلسطينية حقيقية تتطابق تماما مع مضامين كتابه "مكان تحت الشمس" الصادر عام 1995 الذي ينضح بمعتقدات صهيونية متطرفة جدا.
 
ويشدد نتنياهو في كتابه المذكور على أن التنازل عن الضفة الغربية سيعزز مطالب العرب في الجليل والنقب وبمناطق أخرى داخل أراضي 48 ويعتبر استكمال تطبيق اتفاق أوسلو إحاطة لإسرائيل بحزام من قواعد "الإرهاب الإسلامي" المتطلعة لتصفيتها.
 
الكاتب يوئيل ماركوس يتهم نتنياهو بعدم إدراك ضرر الاستيطان (الفرنسية-أرشيف)
حصان طروادة

ويعتبر نتنياهو جازما أن اتفاقية أوسلو "حصان طروادة" فلسطيني لتطبيق خطته المرحلية ويدعو الإسرائيليين للتيقظ والتنبه للسلام الكاذب مع منظمة التحرير.
 
ويطعن بمعادلة "الأرض مقابل السلام"، ويرى أن سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية والجولان لا تشكل عائقا أمام السلام بل حاجزا دون الحرب باعتبارهما عمقا إستراتيجيا.
 
نتنياهو الذي يرى في استقدام المزيد من المهاجرين الجدد حلا "للخطر الديمغرافي"، يحمل في كتابه على اليسار الإسرائيلي الداعي لتسوية الصراع بالانسحاب لحدود 67 ويأخذ عليه تفضيله الأمور الحالية "الوهمية" على الأمس والغد ويتهمه باعتماد رؤية سياسية أمنية قصيرة الأمد تهدر حقوق اليهود في بلاده رغم أنها القاعدة الأخلاقية الأساسية لوجودهم فيها.
 
مصدر الصراع
ويكرر نتنياهو معتقده بأن تنمية الوعي الوطني لليهود هي التي ستحدد مصير الصراع المتواصل مع العرب ويؤّمن مستقبلهم حتى في مرحلة السلام، مشيرا إلى أن هذا هو جوهر كتابه الذي يشدد فيه على مزاعم تقليدية بالحقوق التاريخية على البلاد.
 
نتنياهو الذي بدأ عقد ائتلافه الحكومي ينفرط مع توقيع اتفاقية الخليل مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عام 1999 يعتبر أن مصدر الصراع مرتبط فقط برفض العرب الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود بصرف النظر عن حدودها، لا باحتلالاتها.
 

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: