"ساينس مونيتور" ترجح كفة جمال مبارك للفوز بـ"الرئاسة"..
04 مارس 2010 by: trtr388رجحت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور، كفة جمال مبارك فى خلافة والده فى كرسى الحكم، رغم ما يثار عن احتمالات تحقيق د.محمد البرادعى مفاجآت غير محسوبة فى المارثون الرئاسى 2011، مشيرة إلى أن شروط البرادعى للترشح غير مسبوقة فى الانتخابات المصرية منذ خمسينات القرن الماضى.
وقالت الصحيفة، إن جمال مبارك لا يزال الأوفر حظاً، رغم افتقاره الشديد للشعبية بين أطياف الشعب المصرى، مشيرة فى الوقت نفسه إلى احتمال إقدام الرئيس مبارك على الترشح لفترة رئاسية سادسة، وأضافت أن الانتخابات الرئاسية التى لا تتسم عادة بالنزاهة ـ على حد وصف الصحيفة ـ أصحبت تتصدر اهتمامات رجل الشارع.
ويتفق الخبراء على أن المسرح السياسى أغلب الظن سيشهد "توريث" الحكم، مثلما كان يحدث فى العصور الساحقة فى مصر، ورأت أن هذا العام، وليس عام 2011، سيحدد من سيكون الرئيس التالى للجمهورية، وذلك لأن المنافسين يتعين عليهم البدء مبكراً إذا كانوا يرغبون بالفعل فى اغتنام الفرصة وتحقيق الفوز.
وأشارت الصحيفة إلى أن جمال مبارك، الابن الأصغر للرئيس، يعود إليه الفضل بصورة كبيرة فى تقديم سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية، كما يعرف بصلته الوثيقة بنخبة رجال الأعمال، وبرغم افتقاره للشعبية إلا أنه تمكن من لعب دور فعال يزداد تأثيره بمرور الوقت.
وقالت كرستيان ساينس مونيتور، إن قليلين هم من يستطيعون التنافس قانونياً ضد جمال مبارك، نظراً لمتطلبات الترشيح التى وضعتها التعديلات الدستورية عام 2005، وعام 2007، ولكن مع تزايد احتمالات انخراط بعض النخبة فى "المطبخ السياسى"، كثرت الأقاويل عن من ستتراءى له قدرته بتحدى أجندة عائلة مبارك.
ولفتت إلى أن إعلان محمد البرادعى، عزمه الترشح للرئاسة جاء بشروط لم يسبق أن وجدت فى الانتخابات المصرية منذ الخمسينيات، وعلى ما يبدو فإن مطمع البرادعى ليس فى كرسى الرئاسة، وإنما فى تطبيق بعض الإصلاحات الديمقراطية فى النظام السياسى، وبأى حال من الأحوال، ليس من المرجح أن يحصل البرادعى على التأييد اللازم لتغيير الدستور، أو كسب دعم أنصار مبارك.
ونقلت الصحيفة عن جوشوا ستاتشر، محلل علوم سياسية فى جامعة كينت ستايت، قوله "إن كنا نبحث عن احتمالات نشوب صراع النخبة أو انشقاق النخبة، فنحن لا نرى الأمر كما ينبغى، البرادعى جاء يوماً وقال سأرشح نفسى للرئاسة، ولكنى لم أرَ شخصاً واحداً خرج ليقول "هذه فكرة جيدة وأنا مع البرادعى".
وقالت الصحيفة، إن نقطة ضعف جمال مبارك الرئيسية تكمن فى افتقاره للشعبية بين صفوف الشعب، على الرغم من محاولات النظام المتعددة لرسمه بصورة "رجل الشعب"، بعد أن بدأ يظهر بشكل ملفت فى مباريات كرة القدم، ويأخذ صوراً مع المنتخب الوطنى تنشرها جميع وسائل الإعلام.
وخلصت إلى أن مسألة "الشعبية" لن تتعدى كونها فى نهاية الأمر عاملاً من عوامل الانتخابات، "ولعل أبرز إنجازات جهود تتويج جمال مبارك رئيساً تكمن فى التعديلات الدستورية، لأنها جعلت من التوريث أمراً أكثر احتمالاً، وجعلت ترشح أى بديل آخر أمراً مستبعداً" على حد قول نيثان براون، باحث فى مركز ودرو ويلسن الدولى للباحثين فى واشنطن، وأضاف "وكلما بدا هذا الوضع أكثر حتمية.. كلما احتشدت المؤسسات المصرية وراء جمال مبارك، لأنه لا يوجد بديل له".
ويرى الخبراء، أن المعارضة الشعبية من الحركات الديمقراطية الوليدة لن ترتقى إلى مستوى المنافسة فى يوم الانتخابات المنتظر، وتبقى فرصها ضئيلة، أما جماعة الإخوان المسلمين، التى تعتبر أكبر منافس سياسى للنظام، فليس من المرجح أن تفرض تهديداً على مساعى جمال، ورغم كل ذلك لم يصرح يوماً الرئيس مبارك بشكل رسمى أنه لن يترشح لفترة رئاسة سادسة، ففى خطاب ألقاه عام 2006، أعلن أنه سيحكم مصر حتى "آخر نفس فى صدره"، ومع اختفائه – إلى حد ما - عن المشهد العام، زادت التساؤلات عن من يدير الحكومة يوماً بعد يوم.
وأضاف براون "أعتقد أنه أمر محتمل أن يسعى مبارك لخوض الانتخابات المقبلة بصفته مرشحاً محتملاً، فكل من جمال عبد الناصر وأنور السادات، وافيتهما المنية وهما فى الحكم، وبالتأكيد استعاد مبارك بعض من نشاطاته العامة مؤخراً، وعلى الرغم من ابتعاده نسبياً على المشهد السياسى فى مصر، إلا أن مسألة تنحيه عن الحكم تبقى أمراً غير مسبوق".