وزير الخارجية التركى يشن هجوماً على قادة الدول العربية
04 مارس 2010 by: trtr388 انتقد أحمد داوود أوغلو وزير الخارجية التركى، ما وصفه بسوء العلاقات بين قادة دول الشرق الأوسط، وقال "للأسف لدينا قادة بالمنطقة لا يلتقون بعضهم البعض والعلاقات بينهم منقطعة، مشدداً على حقيقة مفادها غياب اللقاءات المنتظمة بين قادة المنطقة على مستوى العلاقات السياسية.
وأكد داوود أوغلو، فى المحاضرة التى ألقاها مساء اليوم بالجامعة الأمريكية بعنوان "السياسات التركية والسلام فى الشرق الأوسط"، حاجة المنطقة إلى لقاءات بين زعماء المنطقة تصنع علاقات متميزة بعيداً عن أى اختلاف بينهم، ودون النظر إلى الجنس أو العقيدة أو الانتماء، داعياً دول الشرق الأوسط إلى منهج جديد فى التعامل فيما بينهم يكون فيه إقليمها نفسه هو صانع السياسات.
وطرح وزير الخارجية التركى رؤية بلاده لما سماه بوضع أفضل فى الشرق الأوسط، حيث شدد على حاجة المنطقة لمنهج جديد فيما يتعلق بشئونها الأمنية، يراعى عدة شرائح هى الأطفال المضارون من الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، والشيعة، والمسيحيون، والسنة، والأكراد ومختلف الطوائف فى العراق، على أن يتم تحديد بنود هذا المنهج الجديد خلال حوار دبلوماسى شرق أوسطى رفيع المستوى.
كما طالب بضرورة سعى دول المنطقة إلى التمتع بالاستقلالية الاقتصادية، وفتح الحدود بشكل أكثر حرية بين الدول، وقال "لا أقصد تغيير حدود أى دولة، وإنما أن نجعل حدودنا مرنة حد الإمكان بحيث يمكن أن يتعرف الناس على بعضهم وتمتزج الثقافات، بحيث لا تصبح حاجزاً بين الناس، وإنما فاصلاً سياسياً فقط بين الدول".
وتابع "يجب التواصل بين جميع الأديان والأعراق والعقائد والأحزاب، فى مناخ من الحرية، للوصول إلى السلام السياسى"، مؤكداً أن العراق أو لبنان أو غيرهما لا تستطيع أن تتقدم إلا بهذه التعددية التى قال إنها تحمى الجميع.
ورداً على تساؤل أطلقه أحد الحاضرين بقوله "هل التهديد الإيرانى أم الإسرائيلى يشكل مخاطر أكبر على الشرق الأوسط؟"، قال وزير الخارجية التركى "لا أود أن نرى تهديداً من إيران أو إسرائيل، وبدلاً من أن تفكروا فى المخاطر والتهديدات يجب أن نبحث خلف التعاون والمصالح مشتركة"، واستدرك قائلاًَ "بصفة عامة يجب ألا نسمح بالغزو الإسرائيلى فى المنطقة، لأن إسرائيل ترغب فى عدم استقرارها، لذلك يكمن الحل فى إعلان الدولة الفلسطينية، ثم بدء تعاون دول الشرق الأوسط لمنع أى تهديدات جديدة".
وطالب "حماس" و"فتح" بضرورة التوحد معاً من أجل أن تصبح فلسطين دولة ذات سيادة، مؤكداً أن "حماس" يمكن أن تكون لاعباً سياسياً بدلاً من كونها مجرد حركة مقاومة، ومضيفاً أن تركيا ستبذل كل ما فى وسعها لتحقيق هذا الهدف، وقال "المصريون يقومون بعمل غير عادى فى هذا الشأن وسوف نساعدهم، وأنا بنفسى حاولت إقناع حماس بوقف إطلاق النار".
كما نفى "أوغلو" ما أثاره أحد الحاضرين حول قيام تركيا ببناء سدود تمنع المياه عن العراق وسوريا، وأكد أنه لا وجود لأى سد كبير على النهر، وأضاف أن بلاده تتدخل فقط لتنظيم المياه، لأن أى جفاف فى العراق تعانى منه تركيا، مشيراً إلى أن بلاده تهتم بأمن وسلامة أرض العراق وستدافع عنهما إذا اقتضى الأمر.
كما أعرب عن خيبة أمله بسبب فشل المفاوضات السورية الإسرائيلية التى كانت تقودها تركيا، مؤكداً "قبل الهجوم الإسرائيلى على غزة بليلة واحدة كنا قد وصلنا إلى أرضية مشتركة وافق عليها المتفاوضون، إلا أن الهجوم على غزة خلف مأساة إنسانية أدت لتدمير فرصة السلام"، مبدياً تفاؤله بإمكانية تحققه فى المستقبل.