صراع بين سيف الاسلام وشقيقه معتصم من اجل اعادة تشكيل ليبيا وتسلم مقاليد القيادة من والدهما
02 مارس 2010 by: trtr388سيف الاسلام القذافي
لعله ليس من السهل فتح الافاق في وجه اقتصاد مغلق لأي دولة، وخاصة اذا كانت الدولة المعنية هي ليبيا التي امضت اكثر من عقدين تدير ظهر المجن الى العالم. ويتحول الامر الى ما هو اكثر صعوبة اذا كان يعني تسم مقاليد الحكم من والدك ومواجهة بيروقراطية متجذرة ليس لديها اهتمام كاف في اجراء تغيير جاد.
بهذه المقولة بدأ الصحافي لاندون توماس تقريره الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" وقال فيه ان هذا هو هدف سيف الاسلام القذافي، ابن العقيد معمر القذافي وخليفته المتوقع، في سعيه الى تفكيك ارث الاشتراكية والسلطة الفردية التي اقامها والده منذ 40 عاما.
وفي لقاء اجري معه الشهر الفائت قال ان "من الصعب اعادة تشكيل اي دولة، الا ان هذا هو ما نقوم به. سنعد دستورا جديدا، وقوانين جديدة، ونظاما تجاريا وضريبة ثابتة بنسبة 15 في المائة".
وقد ظهر سيف الاسلام (37 سنة) خلال الاعوام القليلة الماضية باعتباره وجه ليبيا الصديق للغرب ورمزها لتحقيق امالها في الاصلاح والانفتاح. ويعرف عنه انه حصل على درجة الدكتوراه من جامعة العلوم الاقتصادية في لندن، وانه صاحب رأي مستقل جريء. وعندما اختير العام الماضي ليرأس هيئة حكومية قوية لزعماء القبائل، رأى المحللون في ذلك اشارة اعتماد له من والده.
الا انه قلما يتسرب شيء من خلال السياسات الليبية المنغلقة. وليس واضحا مدى تأثير رؤيا سيف الاسلام في السياسة الرسمية. اذ رغم ما يتمتع به من سمعة دولية عريضة وما يحظى به من دعم شعبي محلي، فان المحللين يقولون انه يبدو ان مقاومة اسلوبه للتحديث آخذة في التعاظم.
فمنذ مدة قصيرة قامت الحكومة الليبية بحظر صحيفتين تحظيان بتأييده لهما. وفي الشهر الماضي اغلقت الابواب امام محاولاته لجلب الاستثمار الغربي عندما فرضت الحكومة حظرا على التاشيرات لمواطني اكثر من 20 دولة اوروبية كانت تأمل في ممارسة الاعمال التجارية في ليبيا. وبدا ان ليبيا القديمة حافظت على مواقفها العدائية الاسبوع الفائت عندما رفع العقيد القذافي من حدة الصراع مع سويسرا باعلان "الجهاد" ضدها.
هذه التطورات عززت من وجهة النظر بان شقيق سيف الاسلام وهو مستشار الامن القومي الليبي معتصم القذافي
بهذه المقولة بدأ الصحافي لاندون توماس تقريره الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" وقال فيه ان هذا هو هدف سيف الاسلام القذافي، ابن العقيد معمر القذافي وخليفته المتوقع، في سعيه الى تفكيك ارث الاشتراكية والسلطة الفردية التي اقامها والده منذ 40 عاما.
وفي لقاء اجري معه الشهر الفائت قال ان "من الصعب اعادة تشكيل اي دولة، الا ان هذا هو ما نقوم به. سنعد دستورا جديدا، وقوانين جديدة، ونظاما تجاريا وضريبة ثابتة بنسبة 15 في المائة".
وقد ظهر سيف الاسلام (37 سنة) خلال الاعوام القليلة الماضية باعتباره وجه ليبيا الصديق للغرب ورمزها لتحقيق امالها في الاصلاح والانفتاح. ويعرف عنه انه حصل على درجة الدكتوراه من جامعة العلوم الاقتصادية في لندن، وانه صاحب رأي مستقل جريء. وعندما اختير العام الماضي ليرأس هيئة حكومية قوية لزعماء القبائل، رأى المحللون في ذلك اشارة اعتماد له من والده.
الا انه قلما يتسرب شيء من خلال السياسات الليبية المنغلقة. وليس واضحا مدى تأثير رؤيا سيف الاسلام في السياسة الرسمية. اذ رغم ما يتمتع به من سمعة دولية عريضة وما يحظى به من دعم شعبي محلي، فان المحللين يقولون انه يبدو ان مقاومة اسلوبه للتحديث آخذة في التعاظم.
فمنذ مدة قصيرة قامت الحكومة الليبية بحظر صحيفتين تحظيان بتأييده لهما. وفي الشهر الماضي اغلقت الابواب امام محاولاته لجلب الاستثمار الغربي عندما فرضت الحكومة حظرا على التاشيرات لمواطني اكثر من 20 دولة اوروبية كانت تأمل في ممارسة الاعمال التجارية في ليبيا. وبدا ان ليبيا القديمة حافظت على مواقفها العدائية الاسبوع الفائت عندما رفع العقيد القذافي من حدة الصراع مع سويسرا باعلان "الجهاد" ضدها.
هذه التطورات عززت من وجهة النظر بان شقيق سيف الاسلام وهو مستشار الامن القومي الليبي معتصم القذافي
الزعيم معمر القذافي
وتقول دانا موس، الخبيرة في الشؤون الليبية ومؤلفة دراسة عن العلاقات الاميركية - الليبية، ان "الكثيرين انضموا الى سيف الاسلام كما لو انه مستقبل ليبيا. غير ان الصورة لم تتضح بعد. ففي نظام ليبي مستقبلي سيكون لكل من سيف الاسلام ومعتصم دوره، غير ان السؤال هو من ستكون له الكلمة الاعلى".
ومنذ ان وافقت ليبيا على التخلي عن اسلحتها النووية، بمبادرة من سيف الاسلام، وبدأت في تصحيح علاقاتها مع الغرب في العقد الاخير، تنبأ الخبراء بان انفتاحا اقتصاديا سيلحق بذلك على عجل، يحفزه الخصخصة تدفق الاستثمارات الغربية بما يتجاوز مجرد شركات النفط الدولية.
وقد تنفس اصحاب هذه التوقعات الصعداء في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي عندما رشح سيف الاسلام ليرأس مجموعة من الزعماء المحليين، وهو موقع يوفر له مثل شقيقه دورا في الحكومة ومنصة رسمية لدعم برنامجه الاصلاحي.
الا انه لم يعلن بعد قبوله بالترشيح رغم مرور بضعة اشهر على ذلك. وفي اول تعليق علني له على الموضوع في لندن في كانون الثاني (يناير) قال سيف الاسلام انه "الى ان تتبنى ليبيا مؤسسات ديمقراطية، فانه سيظل على هامش الشؤون السياسية".
وقال: "لا انوي قبول اي منصب ما لم يتم اعداد دستور جديد وقوانين جديدة وانتخابات شفافة. ولا بد لكل فرد ان يكون حق التعيين في منصب عام. لا يجوز ان يكون لدينا احتكار للسلطة".
ويرى بعض المحللين ان تردده في تسلم منصب حكومي هو استراتيجية محسوبة للحفاظ على هالة من يقف على مسافة من الخلاف الداخلي السياسي مثلما فعل والده في العام 1972 عندما تخلي عن اي منصب حكومي واتخذ لنفسه لقب الاخ الزعيم وقائد الثورة.
وبعيدا عن القيود البيروقراطية، تمكن سيف الاسلام من اقتراح افكار بعيدة المدى: مناطق استثمار حرة من الضرائب، واعفاءات ضريبية للاجانب، والغاء شروط التأشيرة وانشاء فنادق فاخرة.
وقال: "بامكاننا ان نكون دبي شمال افريقيا" واضعا نصب عينيه قرب ليبيا من اوروبا (فالرحلة الجوية من لندن الى طرابلس تستغرق اقل من ثلاث ساعات) وما لديها من احتياطات هائلة للطاقة وساحلها على البحر الابيض الذي يمتد لـ1200 ميلا لم يستثمر في معظمه. ويبلغ اجمالي الدخل المحلي 15 الف دولار للفرد وهو اعلى من بولندا والمكسيك وتشيلي حسب البنك الدولي. ويبلغ صندوق السيادة وريع عوائد النفط 65 بليون دولار. كما ان الحكومة اعلنت عن خططها لاستمثار 130 بليون دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة لتحسين البنية التحتية.
ويقول شوقي غانم، رئيس شركة النفط الوطنية: "هناك اناس في مناصب عليا في الحكومة تعارض الخصخصة". ومضى يقول: "ليست هناك اعمال، ولا فرص ولا وظائف. ومع ذلك فان لدينا الكثير من المال. هناك شيء ما يسير في الطريق الخطأ"