المغرب تنتج 40 مليون زجاجة خمر سنويا

20 أبريل 2009 by: trtr388


تباع في المغرب 40 مليون زجاجة خمر سنويا.
والمغرب، مع عدد من الدول العربية الممتدة من الجزائر وتونس الى مصر والاردن وسورية
ولبنان، مناطق تزدهر فيها زراعة العنب ومعها صناعة الخمور على الرغم من تحريم
الشريعة الاسلامية للخمور وشربها.
لندن - القدس العربي ـ
في التقارير الاخبارية عن تحسن الاوضاع الامنية في العراق، اول ما يلفت الصحافي الغربي هي محلات بيع الخمور. ففي تقرير عن مدينة البصرة وتحسن الاوضاع الامنية فيها قالت صحيفة "الغارديان" ان اكثر من 12 محلا حصلت على رخص لبيع الكحول بعد ان استهدفتها الجماعات الدينية التي سيطرت على المدينة. وفي بغداد حيث عادت المقاهي والنوادي الليلية للعمل بعد توقف دام ستة اعوام، عادت محلات الخمور للازدهار. لكن في المغرب تبدو المعركة ضد الخمور اكثر وضوحا ذلك ان انتاج الخمر ومراكزه التي باتت تنافس بوردو الفرنسية يدر سنويا على السوق المالي في الرباط 45 مليون يورو. الا ان الاسلاميين المغاربة يحاولون منع الصناعة او مواجهة الحماس لتخمير العنب مما يضع المملكة على خط مواجهة مع المطالب الاسلامية وطموحها لأن تفتح ابوابها للسياحة والاستثمار القادم من الغرب. وجاء في تقرير لصحيفة "اندبندنت اون صاندي" ان قسم الخمور منفصل في المحلات التجارية عن بقية الاجزاء، ولكنه دائما مشغول بالزبائن الذين يخرجون وبشكل علني وهم يحملون زجاجات الخمور على الرغم من قوانين منع الخمر للمسلمين.وتنقل الصحيفة عن صاحب محل قوله "المغرب بلد حر وكل شخص يشتري ما يريد". وتشير الى انه على الرغم من ان البلاد تعيش حالة انتعاش وترحب بملايين السياح القادمين من الغرب، الا ان اصحاب المطاعم يحاولون التحايل على قوانين منع المسلمين المغاربة حيث يتم اخفاء الزجاجات تحت الطاولات او اسدال الستائر، ذلك ان المغاربة يستمتعون بتناول الخمور مع الطعام.وفي حالة حصول زيارة مفاجئة للشرطة لمطعم ينصح صاحبه زواره بالقول انهم يشربون المشروبات الغازية بدلا من الاعتراف بتناولهم الخمر.وتشير الصحيفة الى ان حزب العدالة والتنمية الاسلامي، والذي يحظى بحضور فاعل داخل البرلمان المغربي، يحاول إيقاف مثل ذلك النهج المتساهل في الحصول على الخمور. ويدعو الحزب الى تطبيق حظر بيع المشروبات الكحولية للمسلمين، والذي فرض في عهد الاستعمار الفرنسي للبلاد قبل أكثر من 50 عاما.ويطالب ممثلو الحزب في البرلمان بحظر الإعلانات والمهرجانات التسويقية التي تروِّج للمشروبات الكحولية، بالإضافة إلى فرض غرامات باهظة وتطبيق عقوبة السجن ضد كل من يخرق مثل ذلك الحظر.ولكن من تصفهم الصحيفة بالمتطرفين الاسلاميين يشنون حربا شعواء ضد الصناعة التي تقول انها حيوية لازدهار البلاد والتي تزدهر في واحات النخيل وفي السهول الواسعة القائمة حول مدينة مكناس التي تقع قرب جبال الاطلس وتوفر فرص العمل لالاف العاملين وتنتج النبيذ الذي يستهلكه نحو سبعة ملايين أجنبي يزورون البلاد كل عام.وتقول الصحيفة ان الفينيقيين كانوا اول من زرع الكرمة في مكناس قبل 2500 عاما، وصدّرت المدينة الخمور لروما. وقام رجل اعمال مغربي بتوسيع زراعة الكرمة واصبحت الآن تضم خمسة الاف هكتار. ويُخطَط الآن لانشاء منتجع خمور تستخدم في حماماته دهون وعطور مصنعة من العنب. وفي خطوة غير مسبوقة أصدرت ت الحكومة المغربية قانونا يحظر السياقة بعد تناول الخمر مما يعني اعترافا بوجود مشكلة اساءة وقيادة السيارات في حالة من السكر الشديد مع ما يترتب عن ذلك من حوادث كبيرة.وتشير الى ان مكناس وما حولها تنتج 27 مليون زجاجة خمر معظمها يستهلكه السياح الغربيون والمغاربة. كما يتم تصدير مليوني زجاجة الى اوروبا وامريكا.وقبل عامين اقيم مهرجان للعنب على غرار ما يقام في فرنسا، واضطر عمدة بلدة يديرها حزب العدالة والتنمية (اسلامي شريك بالبرلمان) للمصادقة عليه مغضبا الاسلاميين في قراره الذي برره قائلا ان المغرب بلد سياحي وانتاج الخمر وبيعه أمر مفهوم في هذه الحالة. ولكن العمدة اضطر للاستقالة من منصبه فيما بعد.وتنقل الصحيفة عن محمد الرواندي، عضو المجلس الأعلى للعلماء، قوله ان الإسلام يحرم شرب الكحول بكل وضوح وجلاء. ويضيف الرواندي قائلا اذا شرب المسلم (الخمر)، فبإمكان الحكومة أن تعاقبه، كما سيعاقبه الله أيضا. وفي نهاية تقريرها تنقل الصحيفة عن أحد العاملين في مصنع للخمور قوله: "أنا مسلم ملتزم ولا أشرب الكحول أبدا، لكن هنالك ستة آلاف شخص هنا لديهم وظائف وأعمال وهم يعيشون في بحبوحة، ببساطة بسبب وجود الخمر".


أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: