زواج "اكسبرس" في قبرص تُنهي العزوبية وعقدة الزواج الديني

18 يوليو 2009 by: trtr388


في لبنان حيث مراسم الزواج المدني محظورة قانونا وان كان الزواج المعقود خارجا معترفا به، تقترح وكالة سفر رحلة سريعة الى قبرص، جزيرة افروديت الهة الحب والجمال تتضمن حفل زواج واحيانا شهر عسل قصيرا.

ويقول مدير وكالة "ناديا ترافل" غينادي راجي ان: "زبائننا يذهبون الى قبرص صباحا ويعودون مساء مع خاتم زواج في اصابعهم".

ويضيف ان "عرضنا يتضمن القيام بكل المعاملات من الالف الى الياء. لا يهتم الزوجان باي شيء، ليس عليهما الا ان يقولا نعم" امام موظف البلدية الذي يعقد زواجهما.

وبدأ العمل بهذا العرض قبل نحو ثلاث سنوات، وهو يوفر على الازواج عبء القيام بالمعاملات الادارية المطلوبة سواء في قبرص او في لبنان حيث الزواج الوحيد الذي يمكن عقده هو الزواج الديني، وذلك بحسب قانون الاحوال الشخصية لكل طائفة من الطوائف الـ18.

وقال راجي ان: "حوالى 600 رجل وامرأة تزوجوا مدنيا من طريق وكالتي، وبلغ العدد الاجمالي للذين حضروا احتفالات الزواج 900 مع المدعوين".

وتعترف الدولة اللبنانية بالزواج المدني المعقود في الخارج، الا انه لا يمكن اقامة مثل هذا الزواج على اراضيها. وتعارض المرجعيات الدينية على اختلافها بشدة اقرار قانون مدني للاحوال الشخصية. ولم تفلح الحملات العديدة التي يقوم بها ناشطون في المجتمع المدني لهذه الغاية في تحقيق اي تغيير.

ويتوجه اللبنانيون غير الراغبين في عقد زواج ديني بغالبيتهم الى قبرص الواقعة على بعد ثلاثين دقيقة في الطائرة.

ويقول راجي ان: "زبائننا اجمالا اما مطلقون يريدون الزواج مرة اخرى ولا يمكنهم ذلك بموجب قوانين طوائفهم، واما لبنانيون من طوائف مختلفة، واما لبنانيون يريدون ان يتزوجوا اجانب".

في المقابل، يختار العديد من اللبنانيين الزواج المدني بسبب اقتناع لديهم بالعلمانية او بالقوانين المدنية او بكل بساطة بسبب رفضهم للدين.

وتقول نادين ابي نصر التي تزوجت خطيبها الايطالي ماركو في الشهر الماضي عن طريق وكالة "ناديا ترافل" ان: "زواجا دينيا في لبنان من اجنبي امر معقد جدا ويتطلب اوراقا كثيرة".

وتضيف نادين التي تعمل في قطاع النقل البحري وتقول ان عملها يترك لها فسحة قليلة من الراحة "انها مشكلة مستعصية وقد سئمت جمع الاوراق قبل زواجي. لم يتسن لي الوقت للاهتمام بكل التفاصيل، فتولت ناديا ترافل هذه المهمة عني".

وتزوجت نادين وماركو عند الشاطىء في ايانابا (جنوب شرقي الجزيرة). وتقول مازحة "من دون هذا العرض، لبقيت عازبة ربما!".

وتقول جاسنت المعالجة الفيزيائية التي تزوجت في قبرص من صاحب امطعم يدعى نجيب، علما ان الاثنين ينتميان الى الطائفة نفسها، "في غضون خمس دقائق، اصبحنا زوجا وزوجة".

ولم تكن جاسنت راغبة في اقامة احتفال كبير، كما هو التقليد في لبنان في مناسبات الزواج.

وتقول نادين "لا فارق بالنسبة الينا بين الزواج المدني او الديني. فنحن كاثوليكيان ومؤمنان، وقد بارك كاهن خاتم الخطوبة، الا انني انظر الى الامور من الناحية العملية".

وتضيف "المهم ان هناك شخصين متحابان ويريدان العيش معا".

ويؤكد غينادي راجي ان هناك نحو "الف زوج وزوجة من اللبنانيين يرتبطون سنويا بعقد زواج مدني في قبرص".

وقال ان عرض وكالته يشمل "بطاقات السفر ذهابا وايابا، وليلة في فندق خمسة نجوم، والتنقل داخل الجزيرة، والتأمين خلال الرحلة، وتكاليف تأشيرة الدخول، وتأمين الشهود، وحتى باقة زهور لدى استقبال العروس في مطار لارنكا".

وتشمل الصفقة التي تقدمها الوكالة ايضا المعاملات (مصادقة وترجمة) في السفارة القبرصية في بيروت والسفارة اللبنانية في نيقوسيا، مرورا بوزارتي خارجية البلدين ودفع المبلغ المطلوب من البلدية التي يتم اختيارها لعقد الزواج.

ويكلف كل ذلك نحو 1900 دولار، ويمكن ان يرتفع المبلغ اكثر في حال قرر الزوجان تمضية بضعة ايام كشهر عسل على شواطىء الجزيرة المتوسطية. علما ان حفلات الاعراس الاكثر بساطة في لبنان تكلف الاف الدولارات، في ظل الاهمية التي تعلق في البلد الصغير على الروابط الاجتماعية والعائلية والتقاليد.


م : القدس

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: