مصر16..% معدل البطالة والإناث الأكثر تضرراً

21 أغسطس 2009 by: trtr388



على الرغم من ارتفاع الناتج المحلى الإجمالي للمنطقة العربية لأكثر من 26, 1 تريليون دولار خلال الفترة الراهنة، إلا أن تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية لعام 2009 أكد أن هناك 65 مليون عربي يعيشون في حالة فقر تتراوح بين حدها الأدنى 6, 28% في سوريا ولبنان وبين نحو 59% في حدها الأعلى باليمن ونحو 41% بمصر، مشددا على أن البطالة في العالم العربي هي احد العوامل الأساسية في الوصول لتلك الحالة من معدلات الفقر، وطبقا لتقرير منظمة العمل العربية فإن البطالة في العالم العربي هي الأسوأ والأعلى بين دول العالم بنسبة بطالة تخطت حاجز ال14 وهو ما يعنى وجود 17 مليون عاطل عربي والرقم مرشح للزيادة.
ويؤكد رئيس أكاديمية السادات للعلوم الإدارية السابق وخبير الاقتصاد الدكتور حمدي عبد العظيم أن الأزمة متفاوتة من بلد عربي لآخر فمعدل البطالة مثلا في الكويت 2% وفى موريتانيا 22% وفى مصر طبقا لما تشير إليه التقديرات الرسمية الحكومية يقترب من 4, 9% بينما الواقع وباقى التقديرات تقول أنه لا يقل عن 16%.
ويرى عبد العظيم أن هناك أسباباً أدت لتفاقم الوضع لمعدلات البطالة بمصر في مقدمتها السياسات التعليمية والتي لا ترتبط إطلاقا بخطط سوق العمل وما يحتاجه من مهارات تكنولوجية وعلمية. فضلا عن اتجاه العديد من الشركات والمصانع للتحول للاعتماد بشكل كلى على الميكنة وهو ما يؤدى بالطبع إلى الاستغناء عن الكثير من الأيدي العاملة.
ولفت إلى عامل آخر ساهم في تفاقم المشكلة وهو أنه في إطار سياسة الخصخصة كان لابد من التخلص من الكثير من العاملين بالشركات التي سيتم تخصيصها وذلك لتسهيل عملية البيع، وبالتالي أضاف ذلك أرقاما جديدة من القادرين على العمل لطابور البطالة.
ونوه عبد العظيم إلى تقرير منظمة العمل العربية عن البطالة في المنطقة العربية 2009 والذي يؤكد أن البطالة في بين شباب الوطن العربي هي الأسوأ عالميا في مستوياتها التي تقترب من تجاوز معدل 25%، وأنها أعلى بين الإناث المتعلمين عن الرجال، و قياسا للحالة المصرية فالإناث بالفعل هن الأكثر تضررا من تلك الأوضاع.
ومن جانبها، ترى الدكتورة »ايمان شريف قائد« أستاذ علم النفس الجنائي المساعد بقسم بحوث الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن كثيرا من الأنظمة والمجتمعات العربية باتت تتعامل مع أزمة البطالة كفريضة غائبة، فهي موجودة بقوة في الواقع ولكن حلولها ليست موجودة عند التخطيط لا للحاضر أو المستقبل، وبات الحديث عنها حتى إعلاميا موضوعا مكررا وغير مرغوب فيه ويقتصر على النظر لها وكأنها موضوع اقتصادي يؤثر على دخل الأفراد أو حياتهم الاجتماعية ولا يهدد أمن الوطن بأكمله كما هو واقع الحال.
وتشدد «قائد» على أن البطالة ترتبط بعدد من الظواهر كارتفاع نسبة الفقر والجريمة في المجتمع وانعدام الشعور بكل من المسؤولية والانتماء، موضحة أن انتشار سرطان المقاهي والكافيهات في مصر ومعظم المدن العربية رغم ما يصاحبه من تلوث بيئي وسمعي وجرائم في بعض الأحيان، لم يوجد من فراغ وإنما لأن أصحاب تلك المقاهي أدركوا أن سلعتهم رائجة من قبل طابور من العاطلين عن العمل.
وترى الدكتورة إيمان قائد أن عدم بحث الدول والمجتمعات عن حلول جديدة وجدية لأزمة البطالة لن يؤثر فقط على أمن وسلامة تلك المجتمعات واستقرارها السياسي أو الاقتصادي فقط وعبر ظاهرة الإضرابات العمالية التي برزت خلال الأعوام الأخيرة بمصر وعدد من الدول نتيجة قلة دخل العاملين الذين في الغالب يعولون أولادهم العاطلين عن العمل، بل قد يؤثر على مستقبل أجيال تلك الدولة بشكل بالغ، فالطالب بالمدرسة الثانوية أو الجامعة أصبح يائسا وفاقدا للرغبة بالمذاكرة والتخرج من الجامعة خوفا من أن يلقى مصير ذويه وأقربائه من العاطلين أولما يعكسه مصطلح عاطل من تعبيرات سيئة في مجتمعاتنا وما يعكس عنه في أعلامنا وارتباطه بالفقر والجريمة وقلة الحيلة.
ومن ناحيته، أكد الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة الدكتور رشاد عبده على أن الأزمة المالية زادت من مستويات البطالة عالميا و إقليميا ومحليا، لافتا إلى أنه في الولايات المتحدة خسر 2, 3 مليون من العاملين بالبنوك والشركات وظائفهم، وهو الأمر الذي يتكرر حدوثه بمنطقتنا الآن.


أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: