القذافي: البرلمان الأوروبي استقبل الطاقم البلغاري القاتل المدان وكأنهم أبطال .هل نحن حمير وهم أولاد ادم؟

23 أغسطس 2009 by: trtr388


استقبل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي مساء الجمعة، عبد الباسط المقرحي، وحيا «شجاعة» الحكومة الاسكوتلندية التي افرجت عنه الخميس، لدواع انسانية. كما انتقد في شدة من احتج على إطلاق المدان في اعتداء لوكربي العام 1988، وتساءل «لماذا لم نسمع هذه الاحتجاجات على تبرئة الطاقم البلغاري المدان بقتل 400 طفل بريء ليبي قاموا بحقنهم بفيروس الإيدز؟»وكان سيف الاسلام القذافي، اعلن في مقابلة تلفزيونية، ان ملف المقرحي، كان في صلب العقود التجارية التي تم توقيعها مع بريطانيا. لكن وزارة الخارجية البريطانية سارعت الى نفي هذه التصريحات.وقال القذافي كما نقلت عنه «وكالة الجماهيرية الليبية للانباء»، مساء اول من امس، «في هذه الساعة، اريد ان ابعث رسالة الى اصدقائنا في اسكوتلندا: الحزب القومي الاسكوتلندي ورئيس وزراء اسكوتلندا ووزير الخارجية، واهنئهم على شجاعتهم وعلى انهم برهنوا على استقلال قرارهم رغم الضغوط غير المقبولة وغير المنطقية التي عارضتهم».وبث التلفزيون الليبي، مشاهد تظهر القذافي مستقبلا المقرحي ومعانقا اياه.وافرجت السلطات الاسكوتلندية عن المقرحي، الذي يعاني سرطان البروستات لدواع صحية. وكان يمضي عقوبة بالسجن مدى الحياة لادانته بالضلوع في تفجير طائرة اميركية فوق لوكربي في 1988. وقضى في ذلك الحادث 270 شخصا.وأعرب عن أسفه لتعالي الأصوات والتي وصفها بـ «غير المنطقية» والتي تشير إلى أن الإفراج عن المقرحي يجرح مشاعر أسر ضحايا لوكربي. وتساءل: «لماذا لم يتم الكلام على أن العفو على الطاقم البلغاري المدان بهذه الجريمة البشعة حتى قبيل نزوله في بلغاريا واستقباله من قبل رئيسها بأنه يجرح مشاعر أسر الضحايا الليبيين».وقال إن ليبيا عندما تحملت المسؤولية وبدّلت عقوبة الإعدام على الطاقم الطبي البلغاري إلى السجن المؤبد استجابة لطلب «صديقي الرئيس ساركوزي (نيكولا) ومن أجل فرنسا، حوّلنا الطاقم المدان بجريمة القتل الجماعية أن يقضوا الحكم المؤبد في بلغاريا».وتابع: «للأسف الشديد يستقبل البرلمان الأوروبي هذا الطاقم القاتل المدان، بالتصفيق وقوفاً وكأنهم أبطال».واضاف: «هل نحن ليس لدينا مشاعر وهم عندهم مشاعر... هل نحن حمير وهم أوادم»؟ معتبرا أن سياسة الكيل بمكيالين والتطاول والاستكبار والاستخفاف بالأمم الأخرى وبمشاعرها وبرأيها العام وبإنسانيتها هو الذي وّلد الغبن، وولّد الإرهاب الذي يعانون منه الآن».وقال «إن الإرهاب ظاهرة لها مبررات، ومبرراتها هذه السياسة التي تكيل بمكيالين».ووصل المقرحي الى طرابلس، حيث استقبل استقبال الابطال وسط هتافات الترحيب به من مئات الاشخاص والاناشيد الوطنية. واثار هذا الاستقبال استياء لندن والولايات المتحدة. ووصفه البيت الابيض الجمعة بانه «مشين ومقزز»، وعلى غراره الناطق باسم البيت الابيض.وقال سيف الاسلام، الذي توجه الى اسكوتلندا لمرافقة المقرحي الى ليبيا في مقابلة مع «قناة المتوسط»، اول من امس، ان ملف الاخير «كان دائما على طاولة كل المفاوضات السرية والعلنية مع بريطانيا وتم استغلاله في كل الصفقات التجارية».لكن ناطقا باسم الخارجية البريطانية، نفى لـ «فرانس برس»، وجود اي صفقة. وقال ان «كل القرارات المتصلة بقضية المقرحي كانت محصورة بالوزراء الاسكوتلنديين والسلطات القضائية الاسكوتلندية». واضاف: «لم يتم اي صفقة بين الحكومة البريطانية وليبيا على صلة بالمقرحي وباي مصالح تجارية في هذا البلد»، في اشارة الى ليبيا.وكان وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند، نفى في وقت سابق ان تكون حكومته سعت الى اطلاق المقرحي لتحسين العلاقات التجارية بين لندن وطرابلس. وقال: «ارفض هذا الامر تماما، انها اهانة بحقي وبحق الحكومة (البريطانية) في الوقت نفسه».غير ان سيف الاسلام اكد ان الافراج عن المقرحي كان حاضرا ايضا «على طاولة المفاوضات مع كل زيارة لرئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير» الذي يقف العام 2007 وراء توقيع اتفاق للتنقيب عن الغاز في ليبيا.وخلال المقابلة، خاطب سيف الاسلام، المقرحي الذي كان جالسا الى جانبه على متن الطائرة التي اقلت الرجلين الى طرابلس، مؤكدا ان الافراج عنه هو «انتصار نقدمه الى جميع الليبيين».من جهته، اكد المقرحي، انه سيبرز ادلة تثبت انه كان ضحية خطأ قضائي، في مقابلة مع صحيفة «التايمز» تنشر السبت.وفي هذه المقابلة التي اجريت في منزل عائلته في طرابلس، كرر المقرحي براءته وفق الصحيفة. ونفى ان تكون السلطات الاسكوتلندية او البريطانية، مارست ضغوطا عليه ليتخلى عن الطعن الثاني الذي قدمه بالحكم الصادر بحقه، عازيا الامر الى قلق تلك السلطات من ان يثبت درس الطعن وجود خطا قضائي.وقال المقرحي، كما نقلت عنه الصحيفة، «لو كان ثمة عدالة في بريطانيا، لكنت برئت او لكان الحكم الغي لانه كان غير قانوني. لقد كان خطا قضائيا».واضافت الصحيفة، ان المقرحي الذي يعاني من السرطان وعد بان يقدم عبر محامييه الاسكوتلنديين قبل وفاته، ادلة جديدة تبرئه من تفجير طائرة «بوينغ 747» فوق بلدة لوكربي الاسكوتلندية والذي اسفر عن 270 قتيلا.واضاف: «رسالتي الى الشعبين البريطاني والاسكوتلندي، انني ساقدم ادلة واطلب منهم ان يحكموا» في الامر، رافضا الادلاء بتفاصيل اضافية.واوضح المقرحي انه تخلى عن الطعن ليزيد فرص الافراج عنه قبل وفاته.وعن الجهة التي قامت بتفجير «البوينغ» العام 1988، رد «انه سؤال جيد جدا لكنني لست الشخص المناسب لسؤاله» عن هذا الامر. وشدد على ان ليبيا ليست وراء التفجير، لكنه رفض الخوض في فرضيات ان دولا اخرى مثل ايران قد تكون ضالعة في الحادث.واكد المقرحي انه يتفهم غضب عائلات الضحايا من عودته الى ليبيا، وقال «انهم يكرهونني. انه امر طبيعي ان يتصرف المرء على هذا النحو». واضاف: «يعتقدون انني مذنب لكنني لست كذلك. يوما ما ستظهر الحقيقة، الحقيقة لا تموت».وردا على ادانة الرئيس باراك اوباما للاستقبال الحافل الذي لقيه في طرابلس، قال المقرحي «انه (اوباما) يعلم انني مريض جدا. تعلمون ماهية المرض الذي اعانيه. المكان الوحيد الذي عليّ التوجه اليه هو المستشفى لتلقي علاج طبي. لا اهتم بالذهاب الى اي مكان آخر». وتابع: «لا تقلق سيد اوباما (...) انها ثلاثة اشهر فقط».واكد المقرحي، انه تفاءل «عندما تولى ملفي سيف الاسلام لما له من مكانة دولية، ولم اكن اتصور انني سأرجع الى بلدي ويطلق سراحي لانه كان أمرا في غاية الصعوبة».الصحافة البريطانية تعبّر عن اشمئزازهالندن - ا ف ب - اعتبرت الصحافة البريطانية، ان ايا من لندن وطرابلس وادنبرة، لم تكن رابحة من اطلاق عبد الباسط المقرحي، الذي قررته اسكوتلندا، الخميس، مشيرة الى انه بات من الصعب الان معرفة الحقيقة في شأن اعتداء لوكربي الذي دين من اجله المقرحي.وحسب «الاندبندنت»، تفاجأت الحكومة البريطانية برد الفعل السلبي الذي صدر عن الادارة الاميركية بعد اطلاق المقرحي (57 عاما) لاسباب صحية، اذ انه يعاني من سرطان البروستات في مرحلة متقدمة.وورد في الصحيفة ايضا، «وحدهم السذج يصدقون ان هذا القرار لم ينبع عن مصالح سياسية وعن درجة من المشاورات وحتى التواطؤ بين ادنبرة ولندن. يجب ان يكون المرء ساذجا لكي لا يستشم رائحة الصفقة وراء ذلك».اما «فاينانشال تايمز»، فاعتبرت ان القصة لن تنتهي باطلاق المقرحي. واعتبرت ان لندن وجدت في اطلاق المقرحي «وسيلة مناسبة للانسحاب من هذه القضية» وإلقاءها على عاتق اسكوتلندا وحدها. واضافت: «اصبحت اسر ضحايا لوكربي متروكة لشأنها. ما زال يتوجب التحقيق لمعرفة كل ما جرى في الماضي». وتابعت «ان التساؤلات عن هذه (الكارثة) المريعة لم تتوضح بعد كليا».واعتبرت «ديلي ميل» ان ليبيا اهانت بريطانيا، وكتبت، «كان اسهل جدا تسهيل عودة المقرحي الى ليبيا من مواجهة حقائق مزعجة، كاحتمال ان يكون المقرحي بريئا».وورد في الصحيفة نفسها، «كان هذا اسبوعل مخزيا لقادتنا في جهتي الحدود».ووصفت «الصن» استقبال المقرحي بحفاوة كبيرة في طرابلس، بانه «مشهد منفر (...) ومشين لكن لا مفر منه».


أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: