هل يبصر أكبر مشروع لإنتاج الطاقة الشمسية النور؟

26 أغسطس 2009 by: trtr388


بتكلفة تبلغ 400 مليار يورو، سيصبح مشروع "ديزيرتيك" عند اكتماله في عام 2050، أضخم مشروع لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم.

“ديزيرتيك” هو اسم المشروع الذي أُطلق في يوليو الماضي، من قبل عدد من شركات الطاقة الألمانية مثل ” RWE” و”E.ON” و”سيمينز”، وبنك “دويتشه”، إلى جانب شركات متخصّصة في ميدان الطاقة الشمسية، مثل “ابنغوا سولار” الإسبانية، و” سيفينتل” الجزائرية.يهدف المشروع، الذي يُوصف على أنه أكبر مشروع لتوليد الطاقة الشمسية في العالم، إلى تزويد القارة الأوروبية بالطاقة الشمسية المتوفّـرة في منطقة “الصحراء الكبرى” بنسبة 15 بالمئة، حيث ستقوم حقول من المرايا المنصوبة في الصحراء بجمع أشعة الشمس لغلي المياه، بهدف تشغيل محركات، لتأمين شبكة خالية من الكربون بالكهرباء، تربط بين أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.ووفقاً للعاملين على مشروع “ديزيرتيك”، فإن اختيارهم للصحراء الكُبرى كموقع للمشروع، نابع من قربها من القارة العجوز، وخلوّها من السكان تقريباً، وقوة أشعة الشمس، فالطاقة التي تتوفر في صحارى العالم خلال ست ساعات تعادل ما يستهلكه العالم خلال سنة.وتدور حول مشروع “ديزيرتيك” تساؤلات كثيرة، فالبعض يرى فيه عودةً للاستعمار بصورة جديدة، ويشكّك في قدرة الدول التي ستحتضن المشروع على حماية المنشأة من الناحية الأمنية، هذا دون إغفال المسائل المتعلّقة بالجانب التقني، على نحو مواجهة العواصف الرملية التي تشهدها هذه الصحراء، ومصير سكانها عند استخدام المياه في عملية تنظيف المرايا من الغبار.الجانب الآخر المرتبط بالمخاطر التي تنتظر المشروع، تتمثل في صعوبة التنسيق بين الحكومات، وحلّ الخلافات الدائرة فيما بينها، والتنسيق الأمني لمواجهة احتمالات ضرب تنظيم القاعدة لبنية المشروع.المغرب التي تعمل على تجهيز أولى حقول الطاقة الشمسية، ليصبح كاملاً في عام 2015، يرى في “ديزيرتيك” فرصةً نادرةً لتنويع مصادر الطاقة في الدولة، وذلك وفق الرابطة المغربية للطاقة، والتي رأت في المشروع منصةً تمكّن المغرب من تصدير الطاقة إلى العالم، بعد أن كانت تستورد سنوياً 97 بالمئة من الطاقة، وبتكلفة تصل إلى سبعة مليارات يورو.إلا أن هناك بعض الأصوات في المغرب تنادي باستبدال مشروع “ديزيرتيك” بمشاريع أخرى، كالمفاعلات النووية الفرنسية ذات الكلفة الأقل نسبياً، وهو ما ينظر إليه خبراء على أنه ضغط من شركات الطاقة الفرنسية، التي تفضّل بيع المغرب مفاعلات نووية.وبالرغم من مخاوف الدول العربية من ذهاب الحصة الأكبر من الطاقة، التي سينتجها المشروع إلى الدول الأوروبية، إلا أن القائمين على “ديزيرتيك” يؤكدون بأن الدول العربية ستستفيد بنسبة 80 إلى 85 بالمئة من الطاقة المُنتجة، بينما يصدّر المتبقي إلى أوروبا.هذا وتعود فكرة مشروع “ديزيرتيك” إلى نادي “روما”، وهو مجموعة دولية تبحث في اقتراحات للمشاكل العالمية، والتي أطلقت المشروع الشهر الماضي في ألمانيا.


أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: