ملايين لترات الحليب تسكب على الارض لرفع الاسعار
19 سبتمبر 2009 by: trtr388
رغم اعلان الاتحاد الاوروبي عن مزيد من الدعم لمنتجي الالبان في دول الاتحاد الـ27، واصل المزارعون الاوروبيون احتجاجهم على انخفاض اسعار الحليب عالميا.
واتسع نطاق الاحتجاجات، من بلجيكا الى فرنسا وهولندا والمانيا والنمسا وايطاليا وغيرها، وقام المزارعون بسكب ملايين اللترات من الحليب على الارض وقطع الطرق على شاحنات نقله الى شركات التصنيع الكبرى.
هذا في الوقت الذي ادى فيه الركود الاقتصادي العالمي الى زيادة كبيرة في اعداد من يعانون من نقص التغذية في دول العالم النامي.
وحسب تقديرات الامم المتحدة، ادت الازمة الاقتصادية العالمية الى تجاوز اعداد الفقراء في العالم المليار نسمة، فيما يعاني 2.5 مليار نسمة من سوء التغذية.
ويقول الممثل الخاص للامم المتحدة لشؤون الحق في الغذاء اوليفييه دي شوتر : "في دول العالم النامي يعاني ثلث الاطفال من مشاكل في النمو بسبب سوء التغذية، وكل عام يتوفى 5.4 مليون طفل نتيجة نقص الغذاء".
ومع ان اسعار الحليب الطازج منخفضة عالميا، الا ان الحليب المعبأ والمصنع (قليل الدسم وخالي الدسم والمجفف) يباع باسعار ليست في متناول الفقراء.
ويذهب الفارق في الاسعار ارباحا لشركات الاغذية العالمية العملاقة.
زيادة كبيرة في اعداد الاطفال الذين يموتون سنويا بسبب سوء التغذية
ويهدف اضراب منتجي الحليب الى الضغط على المفوضية الاوروبية لوقف خطتها بالغاء سقف الانتاج للدول المختلفة.
فالغاء سقف الانتاج، رغم انه يتسق مع توجه حرية السوق الا انه يعني زيادة العرض ومن ثم حدة المنافسة لصالح شركات الالبان ومنتجاتها على حساب المزارعين.
ويقول المزارعون الاوروبيون ان اسعار الحليب العالمية انخفضت بشدة، ما جعلهم لا يحصلون سوى على سعر (نحو 20 سنتا اوروبيا للتر)، اي ما يعادل نصف تكلفة الانتاج حسب قول المحتجين.
وخطة الاتحاد الاوروبي هي رفع حصص الانتاج تدريجيا بنسبة 1 في المئة سنويا حتى عام 2015، والحد من التدخل في السوق، على ان تلغى حصص الانتاج تماما بعد ذلك.
وسيؤدي ذلك، بنظر المزارعين، الى فائض اكبر في السوق يجعل الشركات الكبرى التي تصنع الالبان ومنتجاتها تعرض اسعارا اقل على المزارعين وتضاعف ارباحها.
وفي استجابة سريعة للاضرابات، اعلن الاتحاد الاوروبي الخميس عن دعم اضافي لمنتجي الالبان في دول الاتحاد.
وقالت المفوضية الاوروبية انها ستغير قواعد المساعدات الزراعية لتسمح للدول الاعضاء بدفع 15 الف يورو لكل مزارع في صورة دعم استثنائي.
وتذهب نصف ميزانية الاتحاد الاوروبي على الدعم الزراعي، الذي يعد الاكبر بعد الولايات المتحدة الامريكية، ويقدر البعض ان نصيب البقرة في اوروبا من الدعم الحكومي يصل الى دولارين يوميا ـ فيما يعيش حوالى مليار من البشر على اقل من دولارين يوميا.
ويحصل المزارعون الاوروبيون على اكثر من 90 مليار دولار سنويا في شكل مساعدات رسمية.
وتلك احدى العقبات الاساسية امام اتفاقيات تحرير التجارة العالمية.
معضلة المضربين
سكب المضربون ملايين اللترات من الحليب الطازج على الارض
ومنذ ايام قرر المزارعون المنتجون للالبان الدخول في اضراب للاحتجاج على خطط الاتحاد الاوروبي والمطالبة باستمرار التدخل في السوق لحمايتهم.
ولان المزارعين لا يستطيعون التوقف عن حلب ابقارهم، التي تحتاج للحلب يوميا والا مرضت ونفقت، فما كان منهم الا منع وصول شاحنات الحليب لمصانع الشركات الغذائية الكبرى وسكب محتوياتها على الطرقات والاراضي الزراعية.
وعلى مدى الاسبوع، سكب المزارعون البلجيك اكثر من 4 مليون لتر من الحليب يقترب سعرها من مليون دولار.
وفي فرنسا شارك نحو نصف منتجي الالبان في الاضراب، وبحلول الجمعة كانوا سكبوا ملايين اللترات من الحليب فوق اراضي المزارع.
وتكرر الامر في هولندا والمانيا وغيرها.
لكن تلك الكميات المسكوبة قد لا تؤثر كثيرا في ميزان العرض والطلب في سوق الحليب بما يزيد الاسعار، كما ان المزارعين لا يمكنهم الاستمرار في عدم بيع منتجاتهم.
وتنتج اوروبا اكثر من 134 مليون طن من حليب الابقار سنويا، اي ما يعادل 30 في المئة من الانتاج العالمي.
ربما يجد الاتحاد الاوروبي صعوبة في التراجع عن خطة الغاء سقف انتاج الحليب في بلدانه، لكن البرلمان الاوروبي والسلطات القطرية في كل بلد تدعم مزارعيها وتساند احتجاجاتهم.
لذا يرجح ان يستمر الدعم للمزارعين، وبزيادة خاصة لمربي الابقار ومنتجي الالبان على الاقل طالما بقيت الاوضاع الاقتصادية العالمية متراجعة والى ان يعاود الاقتصاد النمو بقوة