معركة كسر عظم على خلافة البابا شنودة
11 سبتمبر 2009 by: trtr388تعاني الكنيسة القبطية في مصر، مع تدهور صحة البابا شنودة بطريرك الكرازة المرقسية، وسفره إلى الولايات المتحدة الأميركية للعلاج، صراعا شديدا بين كبار الأساقفة والمطارنة على خلافته، واعتلاء الكرسي البابوي.
الصراع الدائر بين أركان الكنيسة يشبه معركة كسر عظم بين كبار رجال الدين، ووصل الأمر فيها إلى خروج معلومات عن تورط الأنبا يوأنس، سكرتير البابا شنودة وأحد الشخصيات القوية داخل الكنيسة، في قضايا انحراف وفساد، وأن ملفا أعد بشأن محاسبة الأنبا وهو على مكتب البابا شنودة الآن للنظر فيه.
ويطفو، بغياب البابا، الصراع الأقوى بين القساوسة في الكنيسة على من يخلفه، لاسيما بين الأنبا بيشوي الذي يشغل منصب سكرتير المجمع المقدس، والأنبا موسى أسقف الشباب، والأنبا يوأنس، ولعل كل منهم يتمتع بما يرجح كفته لتولي منصب البابا وهو ما يزيد من حدة الصراع.
فالأنبا بيشوي رجل قوى في الكنيسة ومبعوث البابا لينوب عنه في كثير من المؤتمرات والاحتفاليات المهمة، والأنبا موسى يتمتع بجماهيرية كبيرة بين الشباب، في حين يتمتع الأنبا يوأنس، بقربه من البابا وارتياح أقباط الولايات المتحدة الأميركية له وهم أكثر ميلاً لاختياره. ويغذي الصراع بين الأساقفة الثلاثة وجود أجنحة داخل المجمع المقدس الذي يسير أمور الكنيسة في مصر، ويضم مجموع أساقفة الجمهورية. الجناح الأول يقوده الأنبا بيشوي، والذي تعاظمت قوته بسبب منح البابا إياه صلاحيات كثيرة، يساعده الأنبا أرميا والذي يشغل منصب سكرتير البابا، وجناح آخر مناوئ يضم الأنبا يوأنس ومعه أساقفة نجع حمادي وبني سويف والشرقية ونجادا وآخرين، في الوقت الذي يجلس فيه جناح الأنبا موسى ومناصريه في مقعد المشاهد للمعركة الدائرة بين أنصار بيشوي ويوأنس.
وبدأت شراسة الصراع بين الأساقفة مع خروج شائعة وفاة البابا شنودة (87 سنة)، من داخل أركان الكنيسة، والتي اتهِم فيها الأنبا يوأنس، وخرجت أنباء عن غضب البابا من سكرتيره الشخصي وتحديد إقامته، ومصادرة هاتفه الخلوي وإحالته الى التحقيق.
وخشي شنودة من أن يؤدي اشتداد الصراع بين الأساقفة لإحاكة المؤامرات لشخصه، فأراد أن يبعث رسالة للفرقاء بأنه مازال في عمره بقية، وأنه قادر على الصد والرد لما يدور من خلف ظهره داخل الكنيسة، فعقد اجتماعاً طارئاً ضم نحو خمسمئة كاهن لمدة ثلاث ساعات.
وخرج يوأنس ليبرئ ساحته، قائلا إن الأمر لا يخرج عن كونه مؤامرة تحاك ضده من منافسه القوي الأنبا بيشوي، الذي يريد الانفراد بالكنيسة، واعتلاء الكرسي البابوي. وأخذ أنصار يوأنس يروجون لمقولتهم بأن بيشوي 'يعادي يوأنس منذ أن ظهرت له القديسة العذراء مريم، مع العديد من القديسين، وباركته خليفة للبابا شنودة، خاصة أن الشعب القبطي يعتقد بظهور العذراء وينفذ أوامرها'.
وتصاعدت حدة الصراع عندما فجر بيشوي قنبلة داخل الكنيسة، إذ زعم أن قداسة البابا، تلقى، ملفاً كبيرا يتضمن مستندات تتهم الأنبا يوأنس بانحرافات وفساد تدينه، وأن البابا تلقاه من الأنبا أرميا، وهو في ذات موقع يوأنس الإداري لكنه ينتمي الى معسكر بيشوي المناوئ، وأن البابا أصدر تعليماته للأنبا يوأنس بأن يظل في الخارج حيث يقوم بمهمة سياسية أوفده لها شنودة، ولا يعود إلى مصر حتى ينتهي التحقيق في الأمر.
ويزداد الصراع بين أركان الكنيسة على خلافة البابا يوما بعد يوم، حتى ان بعض المفكرين حذروا من أن تأخذ المعركة الدائرة الكنيسة إلى أزمة خلو الكرسي البابوي لسنوات، وهو ما لم تحتمله ظروف الكنيسة الآن، بحسب كمال زاخر، زعيم العلمانيين الأقباط.
ويرجع زاخر المعركة الدائرة بين الأساقفة، إلى 'عدم التفات البابا الى مطالب مراجعة وتعديل وضبط لائحة انتخاب البابا البطريرك لتعود فتتطابق مع القواعد الكنسية الصحيحة بعد أن طالتها أيدي ترزية القوانين لأسباب عديدة لم تكن مصلحة الكنيسة من بينها'.
