عدم إلمام فاروق حسني بلغات أجنبية عقبة اللحظة الأخيرة في مشوار اليونسكو
17 سبتمبر 2009 by: trtr388قبيل ساعات من حسم معركة رئاسة اليونسكو كشفت مصادر داخل وزارة الثقافة بأن وزير الثقافة فاروق حسني المرشح المصري لليونسكو طلب مساندة رجال أعمال مصريين، لهم علاقة بدوائر صناعة القرار في إسرائيل لمساعدته في تغيير موقف تل أبيب من ترشحه لليونسكو.
وذكرت المصادر نفسها أن هذه الخطوة جاءت بعد الإعلان الصريح من جانب الحكومة الإسرائيلية عن رفض ترشيحه للمنصب، واتهامه بمعاداة السامية، على خلفية تصريحه الشهير في البرلمان بحرق الكتب العبرية لو كانت موجودة في مكتبة الإسكندرية.
يذكر أن رجال الأعمال الذين تدخلوا لصالح حسني، لهم علاقات اقتصادية ومشاريع مشتركة مع إسرائيل منذ زمن طويل، وبعضهم أصبحت له علاقات اقتصادية بعد اتفاقية الكويز المتعلقة بصناعة النسيج، حيث تدخل مكونات إسرائيلية فيها ويتم تصديرها للولايات المتحدة الأمريكية.
وأكدت المصادر أن هذه المحاولات لعبت دورا بجوار ضغوط السلطات المصرية، وهو ما أسفر عن تصريحات نتنياهو أثناء زيارته قبل الأخيرة للقاهرة، وأعلن فيها أن إسرائيل لن ترفض ترشح حسني لرئاسة اليونسكو. ولكن حملة مساندة رجال الأعمال المصريين استمرت لتخفيف الضغوط من جانب الإعلام الإسرائيلي والدوائر اليهودية المساندة له في الخارج.
يذكر أن عددا من أصدقاء وزير الثقافة طالبوه قبيل سفره لباريس بالتعجيل بطباعة عدد من الكتب الاسرائيلية وترجمتها وبيعها في المكتبات التابعة لوزارته من أجل شراء الود الإسرائيلي.
وكشف أحد مستشاري حسني النقاب عن أنه إستسلم لجميع المطالب
الإسرائيلية وأصبح قطاً أليفاً بين فريق المطبعين مع الكيان الصهيوني على أمل أن ينتهي الأمر بأن ينجح في الحصول على المنصب السامي.
جدير بالذكر أن فاروق حسني قرر الأخذ بما قدم له من نصائح وتوصيات وذلك من خلال الإعلان عن ترجمة عدد من الكتب العبرية في المركز القومي للترجمة الذي يتولاه الدكتور جابر عصفور، بالإضافة إلى رصد ميزانيات كبيرة لترميم الآثار اليهودية المصرية، لإثبات أن حسني ليس معاديا لليهودية، وأن موقفه الرافض للتطبيع مع إسرائيل كان مرتبطا بموقعه كوزير للثقافة المصرية فقط، وليس له علاقة بقناعاته الشخصية ولا بموقعه الذي يطمح بالوصول إليه.
وكان وزير الثقافة فاروق حسني قد صرح مؤخراً للتليفزيون المصري ان المجموعات اليهودية والاسلاميين يقفون ضده في مسعاه لنيل رئاسة منظمة اليونسكو.
وأضاف أن هناك هجوماً خارجياً معروفاً ضده خاصة من قبل المجموعات اليهودية، وقال 'أما الذين يهاجمونني في الداخل فيتخيلون أن فاروق حسني ذاهب ليأكل التفاحة وحده، وهجومهم لا يؤثر فيّ ابداً.. وأنا بالنسبة للإسلاميين علامة مميزة لا بد أن تهاجم طول الوقت'.
وأشار حسني إلى وجود 'إياد خفية تلعب كثيراً من داخل اليونسكو لا بل من رئاستها وضده'. إلا أنه أكد أحقية العرب هذه المرة بالرئاسة لأن كل المجموعات الجغرافية أخذت دورها، قائلاً: 'حتى الآن أعلى نسبة سوف تصوّت لصالحي'.
ونفى فاروق حسني أن تكون اسرائيل تدعم ترشحه، مشيراً إلى أنها فقط أوقفت موقفها المضاد له.
وعن دعوة المايسترو الاسرائيلي دانيال بارنبويم إلى مصر منذ شهور، قال حسني 'لدى دانيال أكثر من جنسية ومنها الجنسية الفلسطينية لا يمكن أن ألغيها ولا ألغي جهده مع إدوارد سعيد من أجل السلام، كما أن اليونسكو منبر السلام، وأنا دعوته كفلسطيني وهو أفضل قادة الأوركسترا في العالم، والفن ليس له حدود ولا جنسية'.
ورداً على فتوى دار الافتاء المصرية بأنه لا يجوز منح أي جوائز لمن سبّ الاسلام أو طعن فيه، في إشارة إلى منح جائزة للسيد القمني، قال حسني: 52 عضواً في المجلس الاعلى للثقافة أعطوه الجائزة وتم ترشيحه من قبل أتيليه (منتدى) القاهرة والمجلس والوزارة لا يرشحان وإنما المجلس يتسلم الترشيحات، والتصويت سري'.
جدير بالذكر أن الجانب المصري الذي يطمح لفوز فاروق حسني بالمنصب على أمل أن يساهم ذلك في تقوية نفوذ مصر المتداعي على الصعيد الدولي يواجه مشكله فريدة من نوعها قد تهدد مصر بفقد المنصب، والمشكلة تتلخص في عدم إلمام المرشح المصري بأكثر من لغة اجنبية. ومن المقرر أن يمثل اليوم أمام إحدى اللجان للإجابة على مجموعة من الأسئلة ومن المهم ألا يستعين بمترجم حسب شهادة الخبراء.
وكان زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار قد نفى من قبل أن تكون الأبحاث والدراسات التي تمت داخل معبد موسى بن ميمون، والتي بدأت في عام 2002 لها علاقة بترشيح فاروق حسنى لليونسكو، ولكنها تثبت للعالم كله أن مصر مهتمة بترميم الآثار المصرية، سواء كانت يهودية أو قبطية أو إسلامية لأنها جزء من تاريخ مصر.وبالنسبة للآثار اليهودية فقد تم الانتهاء من ترميم معبدين بالقاهرة، وجار ترميم معبدين آخرين، وتجرى الدراسات لترميم خمسة معابد بالقاهرة ومعبد بالإسكندرية .وقال حواس إن المجلس سوف يحتفل بالانتهاء من ترميم المعبد، وذلك في نهاية اذار/مارس القادم، وهو تاريخ ميلاد الفيلسوف والطبيب موسى بن ميمون، والذى كان يعالج أسرة القائد صلاح الدين.