"كارنيجي للسلام": توريث جمال مبارك للحكم يقضى على أجواء التفاؤل بنهاية عصور الاستبداد

26 سبتمبر 2009 by: trtr388





ناقشت أحدث دراسة بعنوان "الوصول إلى التعدّدية السياسية: اللاعبون السياسيون في العالم العربي" لمؤسسة كارنيغي للسلام العالمي تجربة تبنّـي بعض أنظمة الحُـكم العربية في السنوات الأخيرة لفكرة الإصلاح من القمة لتكريس بقائها في الحكم، وقالت: إن أنظمة الحكم في مصر والمغرب والبحرين، مارست هذه اللّـعبة بامتياز واضِـح، حيث تمكّـنت من إقناع دول الغرب بأنها تخطُـو خطوات نحْـو التحوّل الديمقراطي، نالت عليها الثّـناء والمديح، دون أن تتحرّك خطوة واحدة نحو اقتِـسام السلطة.
وضربت الدراسة ـ التي أعاد نشرها موقع "سويس أنفو" ـ مِـثالا على ذلك بالتّـعديلات الدستورية التي طرحها الرئيس حسني مبارك والتي سمحت بإجراء أول انتخابات رئاسية يتنافس فيها عدّة مرشحين، وخفّـفت القيود على تأسيس الأحزاب السياسية، ولكن فوز الإخوان المسلمين بحوالي 20% من مقاعد مجلس الشعب في الانتخابات التشريعية عام 2005، أجبر النظام الحاكم على تأجيل الانتخابات المحلية وتمديد العمل بقانون الطوارئ وقمع المظاهرات والمسيرات السلمية، خاصة لحركة كفاية، بل واستهداف زعماء حركة الإخوان المسلمين وتقليم أظافرها، وسرعان ما استغلّ الحزب الوطني الحاكم أغلبيته في البرلمان لتمرير تعديلات لأربع وثلاثين مادّة في الدستور المصري، من بينها استبدال إشراف القضاء المصري على الانتخابات بلجنة للإشراف يعيِّـنها الرئيس.
وقالت دراسة مؤسسة كارنيغي: إن أجواء التفاؤل التي عاشتها الجماهير العربية خلال السنوات القليلة الماضية بقُـرب نهاية عصور الاستبداد والحُـكم مدى الحياة أو التوريث وعدم تداول السلطة بشكل سِـلمي، أخذت في الإنحسار، فيما يستعدّ جيل جديد من سُـلالة الحكّـام الحاليين لوراثة السلطة، حتى في نظم غير مَـلَـكية، مثل جمال مبارك في مصر وسيف الإسلام القذافي في ليبيا.
وخلّـصت الدراسة إلى أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي باتا يفضِّـلان ما يسمّـى بعملية الإصلاح النابع من أنظمة الحُـكم العربية، بعدما أدّت الانتخابات الحرّة والنزيهة الخاضِـعة للرقابة الدولية إلى فوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في عام 2006، وبحيث تركِّـز الدول الغربية المانِـحة على العمل من أجل تطوير المؤسسات الديمقراطية وتنمِـية المجتمع المدني لقيادة التحوّل نحو الديمقراطية، عِـوضا عن الاعتماد على الانتخابات التي يمكِـن أن تأتي بما لا تشتهي دول الغرب أو نُـظم الحكم العربية الصديقة لها.





وردّا على سؤال لـ swissinfo.ch عما يمكن أن يفعله الرئيس أوباما للوفاء بوعده بمساندة التحول نحو الديمقراطية، قالت مارينا اوتاوي، مديرة برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي: "أنا مقتنعة تماما بأن الرئيس أوباما سيؤجِّـل ملف الإصلاح الديمقراطي في العالم العربي إلى فترة لاحقة، لأن أجندة الحرية التي نادى بها الرئيس بوش اعتمدت على تغيير الأنظمة بالقوّة المسلحة، مما أحاط أي محاولة أمريكية لمساندة التحوّل الديمقراطي في العالم العربي، بقدر هائل من الشكوك في النوايا الأمريكية، ولكن هذا لن يمنع إدارة أوباما من انتقاد أي انتخابات عربية يشوبها التزوير، ولكنه لن يتدخّـل في قضايا الإصلاح السياسي حاليا".

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: