سفير بريطانيا بالقاهرة علي مدونته: لا يمكن أن نقول إن النقاب غير إسلامي

22 أكتوبر 2009 by: trtr388




أكد سفير المملكة المتحدة «بريطانيا» في القاهرة دومينيك أسكويث أنه تابع عن قرب الجدل الشديد الدائر حول النقاب في مصر، وأنه غير مندهش من قوة وجهات النظر علي كلا جانبي النقاش، مؤكدا أنه منذ وقت قريب في فرنسا وبريطانيا عندما ناقش القادة علناً موضوع ارتداء النقاب كانت لدي الجاليات المسلمة ردود أفعال مختلطة، بل إن البعض استاء من إثارة الموضوع، متخيلين أن هناك هجوماً آخر علي الإسلام.
فقد كتب السفير البريطاني في القاهرة «دومينيك أسكويث» مقالاً في صفحته التدوينية الخاصة في موقع السفارة البريطانية عن أزمة النقاب والجدل الدائر حولها في الأسابيع الأخيرة في مصر قائلا : «لقد ذكرني النقاش الذي ثار بعد تعليقات شيخ الأزهر حول النقاب بنقاش ثار في دين آخر منذ 50 عاماً، ففي عام 1959 اتخذ بابا الكاثوليك الروم جون الثالث والعشرين خطوة مهمة في تحقيق الانفتاح بالكنيسة الكاثوليكية، وسار خليفته قدما في هذا الأمر فيما سمي بـ «مجلس الفاتيكان الثاني».

وأضاف السفير البريطاني «لقد كان دور الأشخاص الذين ليسوا رجال دين ولكنهم مصلون ورعون «عاديون» قبل ذلك أحياناً ما يوصف بأنه الصلاة والصيام والطاعة، ومع التغييرات المذكورة أصبح هؤلاء مشاركين في القداس الديني بدلاً من كونهم تابعين عن بعد، وأصبح القسيس يواجههم أثناء الطقوس الدينية بدلا من إعطائهم ظهره، وأصبحت الطقوس الدينية تجري باللغة التي يستخدمونها كل يوم ويفهمونها بدلا من اللغة اللاتينية، كما استخدم البعض مصطلحاً رياضياً لوصف الأثر وهو تحويل المصلين العاديين من متفرجين إلي لاعبين».

وتحدث السفير عن نفسه في ذلك الوقت قائلا: «كطفل كاثوليكي، كان أحد الأشياء التي لاحظتها أيضاً أن والدتي لم تعد تدخل الكنيسة مرتدية حجابا علي رأسها، وفعلت عمتي، التي كان ورعها أسطورياً في أسرتي والتي أعطاها البابا مسبحة مازلت أحتفظ بها، نفس الشيء»، مضيفاً أنه لا أحد يمكنه أن يقول إن ارتداء النقاب أمر غير إسلامي، ولكن الجدل فقط حول ما إذا كان الإسلام يلزم بارتدائه أم لا؛ وما إذا كان ارتداؤه جزءا رئيسيا في الدين أم تقليداً.

وأوضح اسكويث في مقاله «لقد خرجت التغييرات التي أدخلها مجلس الفاتيكان الثاني علي تقاليد قائمة منذ وقت طويل، رحب بعض الكاثوليك بالتغييرات، وتشكك البعض، وآخرون صدموا ورأوا أن تلك التغييرات بها انشقاق عن العقيدة ورفضوها. وفيما يتعلق بارتداء الحجاب في الكنيسة انتهي الأمر إلي أننا أدركنا أنه كان مزيجاً من التقاليد والثقافة وأصبح كل هذا الآن جزءا من الماضي.. لقد مضت النقاشات إلي الأمام قدماً - إلي ما هو أبعد بكثير من الحجاب، ولكن العواقب كانت عميقة.. لقد كان تأثير مجلس الفاتيكان الثاني تحقيق التواصل مع الكاثوليك - وأعتقد مع غير الكاثوليك. وبدا أن الكنيسة الكاثوليكية أصبحت أقل تشدداً».

وأكد أن «ما لم يتغير أبدا، وهو أمر صحيح تماما، هو معتقداتنا الدينية الرئيسية. إن للعاطفة دوراً مهماً في الدين، ويمكن أن تكون قوة مؤثرة نحو الخير، وأعتقد أن بعض من يقرأون هذا الكلام سوف يرفضون أي محاولة لاستخلاص الدروس بين الأديان. ولكن هناك بعض الاستنتاجات الموجزة التي أعتقد أنه من الممكن استخلاصها. ليس خروجاً عن التقوي اقتراح نقاش عقلاني حول الأمور الدينية يركز علي جوهر ديننا وليس رموزه. أي شيء يزيد قدرة المرء علي التواصل سواء مع من هم من ديننا أو من أديان أخري يجب أن يعتبر أمراً جيداً».


أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: