تدابير مشددة ضد الفيروس في جامعات الجزائر
08 أكتوبر 2009 by: trtr388
يؤكد مختصون استقرار وضع انفلونزا المكسيك في الجزائر، حيث انه لم تسجل اعداد كبيرة من الإصابات والوفيات، غير ان الجزائريين يحتاطون كثيرًا في سبيل حماية انفسهم من هذا الفيروس، خصوصًا في الجامعات والمدارس وصالونات الحلاقة، اذ انه على كل من يريد أن يقصد صالونًا للحلاقة ان يجلب معه أدواته الخاصة. أما في المدارس يتم التزام الحيطة والحذر، وفرض رقابة تقلّل من احتكاك التلاميذ ببعضهم داخل الصفوف، وحملهم على التزام قواعد النظافة الدائمة حتى يتم تحجيم خطر انتقال العدوى بينهم.
كامل الشيرازي من الجزائر: يشهد الوضع الوبائي لفيروس انفلونزا المكسيك في الجزائر، استقرارا نسبيًا في بلد لم يشهد سوى 48 إصابة، وتؤكد سلطاته أنّه لم يسجل ضمن هذه الحالات أي شكل معقد أو وفاة، ورغم محدودية الإصابات بداء (أش1 أن1)، إلاّ أنّ الشارع المحلي يبدي قلقًا بسبب تأخر التلقيح ويتساءل البعض عن تاريخ توفير اللقاحات والأقنعة، رغم إعلان السلطات الجزائرية أواسط الشهر الماضي عن وصول وشيك لنحو 20 مليون جرعة.
ومع بدء موسم الشتاء، تشهد الإقامات الجامعية والحمامات وصالونات الحلاقة، إجراءات مشدّدة يُرتقب أن يتم تعميمها على سائر الأماكن، في حين يبدي مختصون انشغالا بمصير ثلث المجتمع المحلي ، وهم نحو عشرة ملايين شخص (تلاميذ –أساتذة – موظفون) تستوعبهم مدارس البلاد، ولم يجري تلقيحهم حتى الآن، علما أنّ الحكومة الجزائرية رفضت الاستجابة لمطالبات فاعلين بتأجيل الدخول الدراسي، في موقف مخالف لتأكيد المنظمة العالمية للصحة على أنّ تفادي التجمعات البشرية المغلقة على غرار فتح المدارس سيكون له أثر إيجابي على صعيد صدّ الداء المثير للجدل.
وبينما امتنع قطاع من أولياء الأمور عن إرسال أطفالهم إلى المدارس خشية حدوث مكروه، وعد وزير التربية الجزائري "أبو بكر بن بوزيد" بإجراء التلقيح اللازم خلال الشهر الجاري، لكن ثمة مؤشرات تتقاطع لتجعل عمليات التلقيح تتأخر لبعض الوقت بسبب عدم وصول الجرعات المطلوبة، ما قد يضطر السلطات إلى إغلاق المدارس، علما أنّ هذا السيناريو ربطه مسؤولون بتبنيه في حالة تفشي فيروس أنفلونزا المكسيك وتحوّله إلى وباء، حينها سيتم إقفال أبواب المدارس وتعويضها بوسائط تعليمية كالتلفزيون والإذاعة وشبكة الأنترنيت، حتى لا يضيع الموسم من التلاميذ لا سيما أولئك المقبلين على امتحانات الأطوار الثلاثة (الابتدائي، المتوسط والنهائي).
ويلاحظ الدكتور "علي حاتم" أنّ التدابير المعمول بها حاليًا في المحيط المدرسي مقتصرة على التزام الحيطة والحذر، وفرض رقابة تقلّل من احتكاك التلاميذ ببعضهم داخل الصفوف، وحملهم على التزام قواعد النظافة الدائمة حتى يتم تحجيم خطر انتقال العدوى بينهم، وأشار إلى أنّه في حال إصابة أي طالب أو معلّم أو عون إداري، فسيتم عزله على الفور، كما ستقوم اللجنة الوزارية المختلطة بغلق أي قسم تظهر فيه حالة لأنفلونزا المكسيك لمدة تصل الى سبعة أيام، وفي حال ما إذا تعدى العدد ثلاثة تلاميذ في ثلاثة أقسام، فإنه سيتم غلق المدرسة الموبوءة بشكل تام، مع احتمال تعميم الغلق ليطال المدارس المجاورة.
بالتزامن، تشهد الإقامات الجامعية منذ افتتاح الدراسة بالجزائر قبل يومين، إجراءات استثنائية، حيث أنّ كل طالب يرغب بدخول أي إقامة جامعية، مدعو لجلب شهادة طبية تنفي إصابته بأنفلونزا المكسيك، وسارعت الإدارة خطوتها بحيلولتها دون انتقال الداء إلى مؤسسات التعليم العالي التي تستقطب ما يربو عن 1.4 مليون طالب دون احتساب الأساتذة وعموم الموظفين. ولاحظت "إيلاف" في جولة عبر عدد من صالونات الحلاقة والحمامات العامة، يافطات كُتب عليها "الزبائن مطالبون بإحضار المناشف"، وهو إجراء جرى تبريره بأمرية تنفيذية فرضتها السلطات، تلافيًا لانتقال المرض، علما أنّه جرى مطالبة جمهور الحلاقين بتعقيم أدواتهم، خشية حدوث أي محذور.
وأعلنت مصالح المخبر المرجعي للأنفلونزا لمعهد باستور-الجزائر، نهاية الأسبوع الماضي، عن تسجيل الإصابة الـ48، ويتعلق الأمر برجل يبلغ من العمر 43 سنة عاد أخيرًا من المملكة العربية السعودية، ويتجاوب هذا الشخص حاليًا مع العلاج الطبي.
وترى الأستاذة "سعاد علي تركي" أنّ الأمر لا يستدعي القلق رغم تأخر جرعات التلقيح، وبرأيها فإنّه من الضروري التزام مواطنيها بقواعد النظافة بما يمكّن من تقليص أخطار الإصابة بفيروس الأنفلونزا، كغسل الأيدي المنتظم بالصابون السائل والذي يُستحسن أن يكون مرات عدة في اليوم بخاصة أثناء الدخول إلى المنزل وقبل كل وجبة، واستعمال المناديل ذات الاستعمال الوحيد للعطس والسعال.
من جانبه، يقلّل "أحمد بلقسّام" المتحدث باسم وزارة الصحة الجزائرية، من الضجة المثارة بشأن عدم بدء عملية تلقيح المدرسين، ويشير بلقسّام إلى أنّ الجزائر تتوفر على ما يزيد من 17 مليون قناع موجه لعامة الناس، بينما تم تخصيص مليوني قناع للفرق الطبية المتخصصة في عمليات التدخل، كاشفًا عن اجتماع لجنة متخصصة قبل أيام وإقرارها تدابير إضافية لتأمين الجزائريين من انتشار عدوى الفيروس الجديد، وتجنب السفر إلى البلدان التي تنتشر فيها أنفلونزا "أش1 ان1" باستثناء الحالات القاهرة، بجانب التزام المسافرين بتعليمات السلطة الصحية لبلد الاستقبال.
وقال وزير الصحة الجزائري "سعيد بركات" أنّه في حال وصول اكثر من 7.5 ملايين من علب "تاميفلو"، سيتم البدء بتلقيح العمال المنتمين للسلك الطبي وشبه الطبي نظرًا لاحتكاكهم المباشر بالأشخاص المصابين، ثم يتم الانتقال إلى أعوان الدولة من شرطة ودرك وجمارك، ليتم تعميم التلقيح إلى الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة و الأطفال، فيما يرى مختصون بأنّ الأفضلية ينبغي أن تمنح في مقام أول للأطفال لا سيما المتمدرسين. وجنّدت الجزائر اكثر من مئة مستشفى مرجعي و32 مركز مراقبة على مستوى الحدود والموانئ والمطارات، ووضعت استنادا إلى تصريحات المسؤولين الحكوميين كل وسائل الوقاية اللازمة لمواجهة هذا المرض الذي ينتشر مع اقتراب فصل الشتاء.
ولا ينظر الجزائريون بعين الرضا لإصرار وزارة الأوقاف على تنظيم موسمي العمرة والحج، برغم كل المحاذير في بلد (السعودية) يشهد يوميًا أعدادا من الوفيات بداء (أ/اش1ان1)، وألّح جزائريون تحدثوا إلى "إيلاف"، على حتمية مراجعة الخطوة قبل الأوان، خصوصا وأنّ انعكاسات ارتحال آلاف الجزائريين إلى الأراضي السعودية، قد لا تكون محمودة العواقب بنسبة كبيرة، خصوصًا مع دخول الوباء موجة ثانية قد تهدد العالم بانفجار وخيم خلال فصل الشتاء المقبل.
وترتفع أصوات في الجزائر مطالبة بعزل الصينيين والأفارقة المتواجدين بكثافة هناك، ويعلّل كثيرون هذا المطلب بإقامة هؤلاء في تجمعات غير خاضعة لأي رقابة وتفتقر للنظافة، بالمقابل، يطرح الأستاذ "عبد الجليل حديبي" تساؤلات حول المعايير التي سيتم إتباعها في توزيع اللقاح، ومدى فاعليته وأعراضه الجانبية، بعد القنبلة التي فجرتها الدكتورة "سارة ستون"، بشأن مكونات لقاح إنفلونزا المكسيك ضد فيروس H1N1، وما توصلت إليه من كون التركيبة تهدد معدل العمر الافتراضي، ومعدل الخصوبة لاحتوائها على مادتي "السكوالين" و"الثايمروزال" (Thimerosal)، وهي مادة حافظة تحتوي على الزئبق العنصر المسؤول عن التسمم العصبي الذي يؤدي إلى مرض التوحد.