هولندا .. المذيد من التحرش الجنسي في الأديرة الكاثوليكية

28 فبراير 2010 by: trtr388



التحرش الجنسي في الأديرة الكاثوليكية.. في هولندا أيضاً
 رغم انكشاف فضائح التحرش الجنسي في بعض الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية فان الكنائس الكاثوليكية الهولندية بقيت بعيدة عن الشبهات، إلا أن بحثا مشتركا قامت به إذاعة هولندا العالمية وصحيفة أن أر سي بين أن أيدي الآباء الهولنديين ليست بيضاء تماما.
 
 
 
هؤلاء هما ضحيتان من ضحايا التحرش الجنسي داخل الكنائس الكاثوليكية في هولندا، كلاهما تعرض الى الاعتداء من قبل الآباء الموجودين في دير "هاوزه كون روا" وهو عبارة عن حلقة دراسة اكليركية صغيرة (لتخريج الكهنة) في مدينة هيرنبيرخ على الحدود الألمانية. ويتبع هذا الدير للآباء الساليزيان (رهبنة القديس دون بوسكو).

بدأ الأمر مع جان خيرايتس البالغ من العمر 57 سنة عندما كان عمره 12 سنة أي منذ عام 1964. التحق خيرايتس بهذا الدير لأنه رغب في أن يصبح مبشرا، وفي إحدى الليالي بينما كان مستلقيا في قاعة نوم جماعية وهو يشعر بألم في حنجرته بعد الغناء في حفل أقامه آباء الدير حدث ما حدث:


"جاء الأب ليصطحبني الى غرفة التمريض بعد أن أخبرني أنه سيعطيني شيئا ضد التهاب الحنجرة، فجأة فتح بنطاله، قبض يدي بشدة وسحبها الى الداخل."


يقول جان خيرايتس إنه ظل يتعرض للتحرش من قبل هذا الأب لسنتين كاملتين وهو يعتقد أنه لم يكن الضحية الوحيدة، بل هناك أكثر من عشرة أولاد "مروا بتجربة ما" مع أحد آلكهنة في الدير، كما كان هناك أكثر من كاهن متورط في هذه الأعمال، وقد غادر خيرايتس الكنسية الكاثوليكية منذ سنوات.


أحد الكهنة تجاوزت تصرفاته حدود الدير. إنه الأب (فان دي) الذي كان، بالإضافة إلى منصبه داخل الدير، يعطي دروسا في اللغة الإنجليزية بإحدى المدارس الثانوية بضواحي مدينة دوتنخم. في ديسمبر 1970 رافق الأب طلبة المدرسة في رحلة تزحلق على الجليد وخلال الرحلة تعرضت الطالبة ليوني بلوخ إلى تمزق عضلي ناتج عن حادث تزلج صغير فاضطر الأب إلى رفعها صحبة مدرس آخر.

"شبك المدرسان أيديهما لأجلس فوقها. لا أعرف كيف فعل ذلك، لكنني أحسست بيده تتسلل إلى داخل بنطالي، إلى ما تحت ملابسي الداخلية، فعل ذلك بمرونة عجيبة ومن دون تردد مما يوحي بأنه متعود على هذه الحركة، لكنني لا أستطيع أن أجزم بذلك".

لم تجرؤ ليوني على مواجهة الأب أو إخبار المدرس الثاني أو أي شخص آخر بما حدث معها ولم تذكر الأمر لوالديها إلا بعد مضي سنوات طويلة على هذه الحادثة.


اثنان من رؤساء رهبنة الساليزيان الهولندية، أحدهما مؤرخ والثاني رئيس مقاطعة سابق أكدا لإذاعة هولندا العالمية وصحيفة أن أر سي أن مشكل التحرش الجنسي قد طرح فعليا داخل الجماعة. وقد أبدى رئيس مقاطعة سابق، وهو أعلى منصب داخل الجماعة، اعتذاره عما بدر منه خلال احد الاجتماعات الخاصة بالطلبة السابقين.


استمرار صمت الضحايا مثل (جان) و(ليوني) هو أحد الأسباب التي تقف وراء عدم معرفة حجم الاعتداءات الجنسية داخل الكنائس الكاثوليكية في هولندا، وحتى وان تجرأ احدهم على الإفصاح عن تجاوز ما، فهذا لا يعني أن هناك من سيتحرك لفعل ما يجب فعله، وهو ما تؤكده مؤسسة (العون والحق) الكاثوليكية التي تستقبل شكاوى الضحايا. وقد تلقت حوالي 300 شكوى منذ تأسيسها في عام 1995، مما اضطر اللجنة المكلفة بالتحقيق في الشكاوى إلى التنحي عن مهمتها احتجاجا على موقف الأساقفة الهولنديين السلبي من التحرش الجنسي.


"كنا نتوقع ان يولي الأساقفة هذا الموضوع الحد الأدني من اهتمامهم وان يبدوا تعاونهم في إيجاد سياسة رادعة لكن شيئا من ذلك لم يحدث، فهم يعتقدون أن تقديم النصيحة يكفي لمعالجة المشكل". هذا ما يقوله ايفو فان كويك رئيس اللجنة المستقيلة.


يرى فان كويك أن الأساقفة، خوفا من قضايا التعويض عن الضرر، يعمدون إلى اعتماد شروط قانونية تثني الضحايا عن المضي في شكواهم، كما إنهم يجهلون طريقة التعامل مع الضحايا أو المتهمين وغالبا ما يكتفون بنقل الراهب المتورط إلى أبرشية أخرى حيث يمكنه مواصلة التحرش، ورغم أن اللجنة لم تكن تتوانى عن إبداء احتجاجها أو تقديم مشورتها إلا أن الأساقفة لم يكونوا يحركون ساكناً، حسب فان كويك.


أحد المدرسين الذين عملوا في دير دون روا في هيرنبيرخ خلال الفترة التي تعرض فيها جان خيرايتس للاعتداء هو الأسقف الحالي (آد فان لاين) الذي يبلغ اليوم 74 سنة من العمر. في السبعينات ارتقى (فان لاين) إلى منصب رئيس مقاطعة لجماعة الساليزيان، وهو الآن أسقف مدينة روتردام ويشغل منذ سنة 2008 منصب رئيس مؤتمر الأساقفة الهولندي.


لا يرغب الأسقف (فان لاين) في الخوض في " قضايا قديمة" وأبلغنا عبر المتحدث باسمه أن " المسائل المتعلقة بالجماعة تنضوي تحت مسؤولية الحاكم الحالي، بما في ذلك الأمور التي حدثت خلال الإدارات السابقة". الحاكم الحالي سبرونك أحالنا بدوره إلى الشخص الذي كان يشغل المنصب قبله.



أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: