"لغة الضاد" تضيع بين مزيج اللغات في لبنان

01 مارس 2010 by: trtr388


"هاي، كيفك؟ سافا؟" تحية باتت شائعة جدا في المجتمع اللبناني تنم عن اعتزاز اللبنانيين بإلمامهم باللغات. الا ان لهذه الظاهرة وجه آخر اذ تؤخذ على الشباب اللبناني لغته العربية الركيكة ما دفع الغيارى عليها إلى إطلاق حملة للنهوض بها.




ويعد لبنان الذي خضع للانتداب الفرنسي بين 1920 و1943، اكثر ميلا الى الغرب وقبولا للانماط العالمية من الدول العربية.

ولبنان معقل للفرنكوفونية في الشرق الاوسط لكن ذلك لم يمنع زحف لغة شكسبير اليه حيث باتت معظم المدارس تعلم الفرنسية والانكليزية الى جانب العربية في سن مبكرة جدا.
وتأسف رئيسة جمعية "فعل امر" سوزان تلحوق، التي اطلقت حملة "بحكيك من الشرق بترد من الغرب"، لأن "اللغة العربية لغة حية لكن الشباب يبتعدون عنها".

وتضيف "البعض عاجز عن كتابة نص عربي صحيح، حتى ان بعض الجامعيين لم يتمكنوا من تلاوة حروف الابجدية".


وتضيع بعض العبارات الشائعة بين العربية والفرنسية مثل "مرسي كتير" (شكرا جزيلا) او "بونجورين" (صباح الخير مرتين) او "شرشورة" ومعناها "عزيزتي" وهي مشتقة من كلمة "شيري" الفرنسية او "يلا باي" للوداع.


واذا كانت هذه العبارات تضحك البعض، فالعجز عن اجراء حديث بلغة واحدة يثير حفيظة آخرين.


وتقر ناتالي، التي تدرس في الصف الثاني ثانوي بأن "حصة اللغة العربية لا تهمني كثيرا... في المدرسة نعتبر ان التكلم بالفرنسية cool، ونستخف بالعربية عادة".


من جهتها اعتبرت السيدة تلحوق التي اطلقت شعار "ما تمحي هويتك حافظ على لغتك" ان الالمام بلغة ثانية اداة مهمة، شرط عدم اهمال لغتنا الام".


وبالنسبة لمدرسي اللغة العربية، المشكلة تنشأ من العائلة. وتشير هبة، وهي مدرسة في احدى مدارس بيروت الى ان "عددا كبيرا من الاهالي يكلمون اولادهم بالفرنسية او العربية. اتواجد احيانا امام اطفال في السادسة لا يتحدثون لغتهم الام وصدمتهم الكبرى تكون حين يسمعون العربية الفصحى".


والاسوأ من ذلك هو ان يحاول الاباء، الذين يملكون جنسية اخرى، لـ"اعفاء" اطفالهم من دروس اللغة العربية.


وتضيف تلحوق "يطلب بعض الاهل من المدرسين التكلم مع الاولاد بالفرنسية او الانكليزية لانهم لا يفهمون العربية. هذا امر مؤسف، يجدر بنا الا نخجل بلغتنا. الفرنكوفونية تنفق مبالغ هائلة للمحافظة على الفرنسية، فلماذا لا نحذو حذوها؟".


وتتابع ايضا ان "الكتابة بالعربية لم تعد رائجة لا سيما مع الانترنت، حيث تكتب اللغة العربية بحروف لاتينية. هذه لغة الفايسبوك العربية".


وتتحمل المدارس ايضا جزءا من المسؤولية، بحسب هنري عويس، مدير مدرسة الترجمة والترجمة الفورية في جامعة القديس يوسف في بيروت، لأنها "تعتبر اللغة العربية غالبا مادة ثانوية".


وفي هذا السياق، اعلنت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، الخميس الاول من آذار/مارس، "يوما للغة العربية" من اجل "الحفاظ على ارث الامة العرببة بوجه العولمة".


لكن المشكلة تكمن في قلة المطالعة، اذ يقول بلال، طالب في السمعيات والبصريات "لا اقرأ الروايات العربية لأنني لا اجد فيها ما يجذبني كشاب".


وتوافق ليلى بركات، منسقة "بيروت عاصمة عالمية للكتاب" (نيسان/ابريل 2009-2010) التي تمول الحملة، على ذلك وتعتبر انه "يجب تشجيع الادب العربي الموجه للشباب لأنه لا يزال محدودا".


ومن الضروري ايضا بذل الجهود من اجل تطوير مصطلحات عليمة وتكنولوجية اذ "يجب ان يشعر الشباب ان هذه اللغة الجميلة تتماشى وعصرهم" بحسب تلحوق



أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: