كراديتش: قضيتنا كانت عادلة ورفضنا عودة الدولة العثمانية

02 مارس 2010 by: trtr388

بوسنيون يقرأون فاتحة الكتاب أمام نصب لقتلى الحرب، في سراييفو أمس بمناسبة الذكرى الـ18 لاستقلال البلاد (رويترز)
  دافع الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة رادوفان كراديتش أمس لدى استئناف محاكمته أمام محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة، عما سماه قضية شعبه «العادلة والمقدسة»، مؤكدا أنه لم يكن يرغب يوما في حدوث حرب البوسنة التي خلفت 100 ألف قتيل. وقال المتهم بارتكاب جرائم إبادة أمام المحكمة في لاهاي: «إني أمامكم اليوم ليس لأدافع عن نفسي بل عن أمة صغيرة في البوسنة والهرسك عانت طوال 500 سنة» في إشارة إلى صرب البوسنة. وتابع «سأدافع عن أمتنا وقضيتها العادلة والمقدسة وبهذه الطريقة سأتمكن أيضا من الدفاع عن نفسي». يشار إلى أن كراديتش، متهم بتدبير حملة «تطهير عرقي» أثناء حرب البوسنة التي أدت بين عامي 1992 و1995 إلى مقتل 100 ألف شخص وتشريد 2.2 مليون آخرين. وأكد كراديتش أمس أنه «لم يكن هناك نية أو فكرة أو خطة لطرد المسلمين والكروات» من أراضي جمهورية صرب البوسنة المعلنة من جانب واحد. وأضاف المتهم الذي دفع ببراءته: «خطتنا الوحيدة كانت إنقاذ حياتنا وممتلكاتنا والحفاظ على أراضينا».
وتطرق كراديتش إلى تفاصيل الفترة التي سبقت الحرب وقال إن المسلمين أرادوا عودة الدولة العثمانية، لكننا لم ولن نوافق على ذلك. ومع ذلك، قال إن صرب البوسنة كانوا على استعداد لتقديم تنازلات لتجنب الحرب، معتبرا أن الحدث الأكبر الذي تسبب في ألم كبير للصرب هو أن البوسنة لم تعد جزءا من يوغوسلافيا حيث يعيش معظم الصرب. وأشار إلى أن المسلمين كانوا يمثلون أكبر مجموعة عرقية في البوسنة وكانوا ينظرون إلى الصرب على أنهم ضيوف، وتعرضوا لمؤامرة من الأحزاب والشخصيات الإسلامية ومنها الزعيم البوسني الراحل على عزت بيغوفيتش. ولمح إلى أن لديه قناعة بأن المسلمين لم يمثلوا أمام المحكمة الدولية لأن الادعاء العام «توصل إلى اتفاق مع أعدائنا» في الحرب. وأشار إلى أن القوى الدولية الكبرى ساهمت بدور كبير في إطالة أمد الحرب في البوسنة.
وهذه هي المرة الأولى التي يحضر فيها كراديتش (64 عاما) جلسة لمحاكمته، وكان قد قاطع الأيام الثلاثة الأولى للمحاكمة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي 2009، مؤكدا أنه لم يكن لديه متسع من الوقت لتحضير دفاعه الذي يتولاه وحيدا مع مستشارين قانونيين اثنين. وكانت المحاكمة قد أرجئت لأربعة أشهر إلى أمس، وكراديتش الذي اعتقل في يوليو (تموز) 2008 في بلغراد، بعد 13 عاما من توجيه الاتهام إليه، معرض للسجن المؤبد. وهو متهم خصوصا بارتكاب مذبحة سربرينيتشا التي قتل خلالها أكثر من 8 آلاف رجل وطفل مسلم في يوليو 1995 ومحاصرة مدينة سراييفو وقصفها ما أوقع 10 آلاف قتيل مدني في 44 شهرا.
وقال المدعي الأميركي ألان تيغر لدى افتتاح المحاكمة إن كراديتش «استغل قوى القومية والحقد والرعب ليطبق رؤيته لبوسنة مقسمة عرقيا». وذكر بأن كراديتش كان يريد مع نظيره اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسوفيتش تأسيس «صربيا الكبرى» التي تشمل 60% من أراضي البوسنة في حين لم يكن الصرب يمثلون سوى ثلث شعب البوسنة.
وتعليقا على أقوال كراديتش، قال الخبير في الشؤون البوسنية، طارق لازوفيتش لـ«الشرق الأوسط»: إن كراديتش زعم أن الحرب كانت لمنع إقامة دولة إسلامية، على الرغم من أن حزب العمل الديمقراطي الذي كان يتزعمه علي عزت بيغوفيتش، لم يدع لإقامة دولة إسلامية، مع أن المسلمين كانوا يمثلون الأغلبية.
ومن المقرر أن يستمر الدفاع التمهيدي لكراديتش اليوم الثلاثاء أيضا، فيما يتوقع أن يستدعي الادعاء غدا، أول شاهد في إطار هذه القضية من دون كشف هويته، وطلب كراديتش مجددا تأجيل المحاكمة إلى 17 يونيو (حزيران) المقبل بعد دفاعه التمهيدي، الأمر الذي رفضته المحكمة، وطلب أمس من المحكمة الإذن باستئناف هذا القرار.


أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: