قرار إعدام الخنازير في مصر يلقي بظلال طائفية ويثير احتجاجات

01 مايو 2009 by: trtr388



300 ألف خنزير يستهلكها الأجانب المقيمون، وفنادق الـ
5 نجومقرار إعدام الخنازير في مصر يلقي بظلال طائفية ويثير
احتجاجات

أثار قرار الحكومة المصرية بإعدام الخنازير حفيظة مئات العاملين بتربية تلك الحيوانات، وتصدوا في محافظة القليوبية شمال شرق القاهرة لحملات شنتها السلطات في محاولتها إزالة مزارع تربية الخنازير، بينما عقد الرئيس المصري حسني مبارك اجتماعا موسعاً مع وزراء حكومته لمناقشة كيفية التعامل مع أزمة وباء أنفلونزا المكسيك وسبل محاصرة تداعياتها الصحية والاقتصادية والاجتماعية. وطالب مربو الخنازير المسؤولين المصريين بعدم الاستعجال بإعدام حيواناتهم لأنها سليمة، والاكتفاء بذبح المصابة بالمرض فقط وذلك بعد أن تم الحصول على عينة من الخنازير وتحليلها في وزارتي الصحة والزراعة وجاءت العينات سليمة وتؤكد عدم إصابة الخنازير بأي مرض.
في الجانب الآخر قال وزير الزراعة المصري أمين أباظه إن الحكومة وفرت مبلغ 600 مليون جنيه كتعويضات لأصحاب مزارع الخنازير والمتضررين من عملية الإعدام، وذلك بعد أن أوصى مجلس الشعب (البرلمان) المصري بإعدام الخنازير في مختلف أنحاء البلاد خوفا من الأنفلونزا المسماة باسمها، وذلك على الرغم من أن المرض ينتشر بالانتقال بين البشر.غير أن جوزيف دومينيتش كبير البيطريين في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) ان قرار مصر ذبح جميع الخنازير في البلاد هو "خطأ حقيقي"، وقال: "لا سبب يدعو إلى ذلك، إنها ليست أنفلونزا في الخنازير إنها أنفلونزا بشرية"، لافتا إلى أن منظمة "الفاو" تحاول الاتصال بمسؤولين مصريين لكنها لم تنجح حتى الآن.
وأوضح بيان نشره المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في القاهرة أن الدراسات العلمية تؤكد أن علاج أنفلونزا الخنازير يجري بالأدوية نفسها التي يعالج بها مصابو أنفلونزا الطيور بشرط الاكتشاف مبكرا، مشيرة إلى أن الفيروس ينتقل عن طريق الاختلاط المباشر بين الخنازير والأدوات الملوثة التي تستخدم بين الخنازير المصابة والقطعان التي تم تحصينها ضد أنفلونزا الخنازير قد تصاب بالمرض.
الخنازير والطائفية
وحسب مصادر حكومية وأخرى تجارية فإن عدد الخنازير التي تربى في مصر يقدر بمئات الالوف يربيها عادة المسيحيون، ويستهلكها بشكل رئيس الأجانب المقيمون في مصر وفنادق الخمس نجوم، وفي المقابل فقد شنت قوى الضغط الإسلامية كجماعة "الإخوان المسلمين" والمجموعات السلفية حملة دعائية عبر الإنترنت ربطت بين الوباء والتعاليم الإسلامية التي تحرم أكل لحوم الخنازير.
أما اللافت في هذا السياق فهو ما أثارته النائبة البرلمانية المسيحية ابتسام حبيب حين قالت إنها لم تأكل لحم الخنزير طوال حياتها، وقالت "فلتعدم الخنازير.. فلتعدم الخنازير.. فلتعدم الخنازير"، وصفق لها النواب، خاصة من أعضاء كتلة جماعة "الإخوان المسلمين" البرلمانية. في الجانب الآخر حذرت النائبة المسيحية جورجيت قليني من إعدام الخنازير قبل توفير فرص عمل للعاملين بتربيتها، وقالت ساخرة: "لو أعدمنا الخنازير سيأتي الزبالون إلى المجلس ليأكلوا النواب"، ورد عليها النائب رجب هلال حميدة قائلاً: "لو جاءوا ليأكلونا سنأكلهم".
ومصر هي أكثر الدول تضررا من أنفلونزا أخرى هي أنفلونزا الطيور خارج آسيا، إذ شهدت البلاد زيادة حادة في حالات الإصابة بها في الأسابيع الأخيرة وبلغ عدد الإصابات في ابريل نيسان ثماني حالات إصابة جديدة وهو ما يعادل حالات الإصابة في عام 2008 كله. ومات في مصر 26 مريضا. وقرر أكثر من محافظ مصري التخلص من الخنازير في محافظاتهم وتعويض أصحابها وقامت لجنة في محافظة المنيا جنوب القاهرة بإعدام الخنازير، وضمت اللجنة رجال شرطة وأطباء بيطريين ومسؤولين محليين، وقالت مصادر في المحافظة انه جار تحديد حظائر الخنازير في القرى التي تسكنها أغلبية مسيحية تمهيدا لإعدامها.
من جانبه أكد الدكتور عبد الرحمن شاهين المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية أنه لم تسجل أي إصابات بأنفلونزا الخنازير حتى الآن، وأشار إلى أن القلق العالمي الحالي من المرض يتمثل بأن أكثر الفئات العمرية إصابة به من الشباب في حين أن الأنفلونزا العادية تصيب صغار السن أو كبار السن وتلك الفئة العمرية لم تصب حتى الآن في المكسيك وأن الإصابات بين الشباب.وقال إن حدوث الإصابات مرتبط وبائيا بحالات انتشاره في الحيوان وانتشار الوباء في مناطق عديدة بالمجتمعات ومنذ ظهور مرض أنفلونزا الطيور في مصر عام 2006 فالحكومة والخبراء يعلمون أن الخنازير عائل وسيط يمكن أن يصاب بفيروس أنفلونزا الطيور أو فيروسات أخرى.
لذلك قامت الحكومة المصرية باتخاذ مجموعة من الإجراءات الوقائية من جانب اللجنة العليا لمكافحة أنفلونزا الطيور ، تتمثل في نقل مزارع الخنازير خارج الكتلة السكنية مع الاستمرار في أخذ عينات من الخنازير والمخالطين لهم للتأكد من خلوها من المرض.
بيان حقائق
وأصدرت وزارة الصحة المصرية بياناً أوضحت فيه عدداً من الحقائق العلمية عن مرض أنفلونزا المكسيك وكيفية انتقال العدوى به بين الخنازير والإنسان، وذلك على شكل سؤال وجواب تيسيرا للعامة في معرفة تلك الحقائق وكيفية التعامل مع هذا المرض وفي ما يلي نص البيان :
س / كيف تنتقل أنفلونزا المكسيك بين الخنازير ؟ج / ينتقل فيروس أنفلونزا المكسيك عن طريق الاختلاط المباشر بين الخنازير وغالبا عن طريق الأدوات الملوثة التي تستخدم بين الخنازير المصابة وغير المصابة وأن القطعان التي تم تحصينها ضد أنفلونزا المكسيك قليلا ما تصاب بالمرض أو يظهر عليها علامات المرض.
س / هل يمكن الوقاية من أنفلونزا المكسيك؟ج / يمكن الوقاية عن طريق :ـ تحصين القطعانـ استخدام الوسائل الآمنةـ تشجيع أساليب العمل الآمنة بين عمال مزارع الخنازيرـ استخدام أجهزة التهوية السليمة في مزارع الخنازير
س / ماذا عن لقاحات الأنفلونزا للخنازير ؟ج / لقاحات الأنفلونزا للخنازير يمكن أن تساعد، ولكن ليس بنسبة 100% وذلك لاختلاف السلالات العديدة للأنفلونزا التي تستطيع أن تصيب الخنازير مما يجعل اللقاح لا يحمي ضد كل السلالات.
س / دور الطب البيطري ؟ج / وضع إستراتيجية للعلاج والوقاية لتقليل انتشار الأنفلونزا بين القطعان ومنع انتشار فيروس الأنفلونزا بين الخنازير والإنسان والطيور.
س / هل يمكن أن تنتقل أنفلونزا المكسيك بين الإنسان عن طريق أكل لحم الخنازير ؟ج / ليس هناك دليل أو إثبات أن أنفلونزا الخنازير تستطيع أن تنتقل عن طريق لحم الخنازير المطهي وكذلك منتجات لحم الخنازير، وتكون اللحوم آمنة عند وصولها لدرجة 71 درجة مئوية خلال الطهي وذلك لقتل الفيروس.
س / ما هي الإرشادات التي يجب اتباعها للوقاية ؟ج / أولا: غسيل الأيدي بالماء والصابون عدة مرات بعد التعرض للحيوانات مع الحذر الشديد أثناء التعامل مع الحيوانات المريضة.ثانيا: إذا كنت تعاني أنت أو أحد أفراد أسرتك من أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا أبلغ الطبيب المعالج بأنك مخالط لخنازير فقد تكون مريضة بالأنفلونزا.ثالثا: تشخيص الإصابة بأخذ عينة من الأنف أو الحلق ضرورية جدا لتحديد إذا ما كنت أصبت بفيروس أنفلونزا المكسيك أم لا.


أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: