التايمز: فضيحة الكليات الصُّورية وشهادات الغش والتزوير

22 مايو 2009 by: trtr388




صورة جواز سفر الباكستاني فايز علي خان تحتل صدر
الصفحة الأولى من صحيفة التايمز البريطانية الصادرة اليوم، لتحل بذلك مكان صور
وأخبار المتورطين في "فضيحة نفقات أعضاء مجلس العموم"، التي ما زالت تتفاعل وتكبر
ككرة الثلج التي تتدحرج لتجرف معها المزيد من كبار المسؤولين في الحكومة وساسة
المعارضة.



ومع الصورة تطالعنا الصحيفة بتقرير إخباري رئيسي تنفرد بنشره وتميط من خلاله اللثام عن قصة "تزوير تربوية" كبيرة، أبطالها خان نفسه وشريكاه، أصفانديار بشير ومير أحمد.
تقول الصحيفة إن الأشخاص المذكورين تمكنوا من جني أكثر من مليوني جنيه إسترليني في غضون أقل من عامين عن طريق الغش والتزوير تحت غطاء إحضار آلاف الباكستانيين إلى بريطانيا بحجة أنهم سيتابعون دراساتهم وتحصيلهم العلمي في كليات وجامعات تبين لاحقا أن لا وجود لها إلا على الأوراق والوثائق المزوَّرة.
"كليات صورية"
وفي تفاصيل الحكاية، التي تنشرها الصحيفة تحت عنوان "كليات صورية فتحت الباب للمشتبه بهم بالضلوع بالإرهاب"، نعلم كيف أن "آلاف الشبان الباكستانيين قد استغلوا ثغرة في جدار قانون الهجرة البريطاني"، لينفذوا من خلاله ويسجلوا أنفسهم في شبكة من الجامعات والكليات الوهمية بعد حصولهم على تأشيرات دخول إلى البلاد كطلبة.
يقول تقرير التايمز إن عملية التزوير سمحت للآلاف من الشبان الباكستانيين من منطقة بعينها في باكستان، وهي تُعد معقلا رئيسيا لمسلحي تنظيم القاعدة وحركة طالبان، بالتسجيل في تلك الكليات والجامعات الصورية، وبالتالي القدوم إلى بريطانيا والعيش فيها دون أن يكونوا بالضرورة طلابا فعليين.
ويضيف التحقيق قائلا إن ثمانية ممن أُلقي القبض عليهم الشهر الماضي في مدينتي مانشيستر وليفربول بشبهات ضلوعهم بأعمال إرهابية هم من المسجلين في سجلات ولوائح واحدة من تلك "الكليات الوهمية" التي لا تحتوي سوى على ثلاث غرف دراسية صغيرة يشرف عليها ثلاثة مدرسين، مع العلم أن عدد "الطلبة" المُسجلين على قوائهما يبلغ 1797 طالبا.
هجرة "غير مشروعة"
وإلى جانب المساحة الكبير التي تفردها الصحيفة للتغطية الإخبارية للموضوع ولصور المتورطين بالفضيحة، تخصص التايمز أيضا افتتاحيتها الرئيسية للحديث عن الضرر "الهائل" الذي سببته هجرة هؤلاء "الطلبة" بشكل غير شرعي إلى بريطانيا، وتطالب بملاحقة "الضالعين بالجريمة والتحقيق معهم ومحاكمتهم."

تسعى الحكومة البريطانية إلى سد الثغرات في قوانين الهجرة إلى البلاد
تقول الافتتاحية، التي جاءت بعنوان "شهادات العار"، إنه على الرغم من المصاعب التي تواجهها المؤسسات التعليمية البريطانية، نتيجة انخفاض عدد الكليات التي يحق لها استقدام طلاب أجانب للدراسة في البلاد من 15 ألف إلى 1540 كلية خلال الشهرين الماضيين، إلا أن هنالك ثمة مخاطر جمة ناجمة عن استغلال الثغرات في قوانين الهجرة في البلاد.
وتحت عنوان آخر يقول "ميليباند يدعو لتحالف القبول والرضا مع العالم الإسلامي"، تنشر التايمز أيضا تقريرا تتحدث فيه عن اعتزام وزير الخارجية البريطاني، ديفيد ميليباند، إطلاق دعوة اليوم الخميس إلى الدول الإسلامية يحثها فيها على الدخول بتحالف استراتيجي يجمع المسلمين مع العالم الغربي.
"حروب صليبية"
يقول تقرير التايمز إن ميليباند سيعتبر في دعوته الجديدة الحرب التي خاضتها بلاده والولايات المتحدة في العراق بمثابة "الحروب الصليبية والاستعمارية التي يجب أن تُضاف إلى قائمة حالات ومواقف الإجحاف والغبن التي طالما ولَّدها وحفل بها التاريخ البريطاني."
وتقتبس الصحيفة نص الكلمة التي تقول إن ميليباند سيتوجه بها اليوم إلى العالم الإسلامي، والتي سيقول فيها: "إن غزو العراق، وما نجم عنه من توابع وعواقب، قد أدَّى إلى تصاعد حدة الإحساس بالمرارة وإلى حالة من انعدام الثقة والشعور بعدم الرضا."
كما تتوقع الصحيفة بأن يحذو الوزير البريطاني حذو الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الدعوة لـ "إقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا على جنب مع دولة إسرائيل، الأمر الذي من شأنه أن يساعد على تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط برمتها".
ابتزاز ومضايقة
لكن التقرير الذي تنفرد الإندبندنت بنشره وتفرد له كامل صفحتها الأولى لربما يقطع الطريق على ميليباند ويفرغ مسبقا الرسالة، التي ينوي أوباما توجيهها إلى العالم الإسلامي، من بعض مضمونها ومحتواها، فهو يكشف "كيف أن جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية (MI5) يبتز المسلمين البريطانيين."

تقول التايمز إن معظم القادمين بتأشيرات طلبة هم من معاقل القاعدة وطالبان
يقول تحقيق الإندبندنت، والذي ترفقه الصحيفة بصورة كبيرة لمحمد عدن البالغ من العمر 25 عاما، إن جهاز الاستخبارات المذكور مارس الابتزاز بحق محمد وأربعة آخرين المسلمين البريطانيين بغرض تحويلهم إلى مخبرين يجنِّدهم للعمل لصالحه.
ويضيف التحقيق قائلا: "إن الرجال الخمسة يزعمون بأنهم أُعطوا خيار العمل مع الجهاز أو مواجهة الاعتقال والملاحقة في بريطانيا وفي الخارج."
ويتابع التحقيق قائلا إن الرجال الخمسة، الذين تنشر الصحيفة صورهم جميعا، قد تقدموا بشكاوى رسمية إلى الشرطة البريطانية، والتي تشرف على عمل جهاز الاستخبارات الداخلية المذكور، كما اشتكوا أيضا إلى عضو مجلس العموم عن دائرتهم الانتخابية، فرانك دوبسون، وذلك قبل أن يقرروا أخيرا التحدث بشكل علني عن تجاربهم ومعاناتهم بسبب مضايقتهم وابتزازهم من قبل جهة رسمية بريطانية.
فضيحة النفقات
وقبل المضي بعيدا عن قضايا السياسة البريطانية، نقف مع الديلي تلجراف، التي تفرد جل صفحتها الأولى لرصد آخر آخبار وتطورات فضيحة نفقات مجلس العموم، لنطالع في صدر الصحيفة صورا لاثنين من المسؤولين الضالعين بالفضيحة، وإلى يمينهما صورة "لنجم آخر من نجوم الفضيحة: إنها بطة بريشات ملونة زاهية ومنقار طويل كلَّف بناء بيت صغير لها المئات من أموال دافعي الضرائب البريطانيين."
وفي الحكاية نقرأ أيضا عن أحد أعضاء مجلس العموم الذي أنفق مبلغ 1645 جنيها إسترلينيا من الأموال العامة لتمويل مشروع بركة للبط في حديقة منزله وآخر يحصل على أقساط لمنازل وعقارات وهمية لم يشترها اصلا.
كما نقرأ أيضا عن وزيرة تستخدم أموال دافعي الضرائب للحصول على تعويضات مقابل الأضرار التي قالت إن مياه الفيضانات سببتها لمنزلها وأتلفت موادا غذائية كانت بداخله، وذلك على الرغم من أن المنزل كان مؤمنا عليه وكان بإمكانها الحصول على تعويضات من شركة التأمين.
تعديل وزاري؟
صحيفة الفايننشال تايمز تنشر على صفحتها الأولى تقريرا يتحدث عن خطط رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون إجراء تعديل على حكومته يطال وزير الخارجية ديفيد ميليباند الذي يُتوقع أن يحل محله اللورد بيتر ماندلسون، الذي يشغل حاليا وزير قطاع الأعمال في الحكمة الحالية.

ينوي ميليباند توجيه رسالة "تحالف الرضا" إلى العالم الغسلامي
وتتوقع الصحيفة أن يوكل براون إلى ميليباند منصب وزير الداخلية، بدلا من الوزيرة الحالية جاكي سميث، بينما ستتم ترقية وزير شؤون الأطفال، إد بولز، إلى منصب وزاري أرفع.
وفي صحيفة الفايننشال تايمز، نقرأ تحليلا لديفيد جاردنر بعنوان "الواقعية تفتح الطريق أمام حل معضلة اللاجئين الفلسطينيين"، ويعرض الكاتب من خلاله لوجهات النظر المختلفة ما بين الإسرائيليين والفلسطينيين بشأن حوالي خمسة ملايين لاجئ فلسطيني يعيشون في الشتات.
يقول الكاتب إنه لا يوجد قائد أو زعيم فلسطيني بإمكانه القفز فوق حق عودة اللاجئين إلى الديار التي شُردوا منها، وإن كان مبلغ الـ 100 مليار دولار أمريكي، التي يجري الحديث عن رصدها لتمويل التعويض لهم، تعد أمرا أفضل بكثير من وجود العشرات من مخيمات اللاجئين البائسة المنتشرة في المنطقة والعالم.
عملة نقدية خليجية
الإعلان عن قرار دولة الإمارات العربية المتحدة يوم أمس الأربعاء الخروج من مشروع العملة النقدية الخليجية الموحدة كان له صدى واسعا أيضا في صحف اليوم، إذ تنشر التايمز تحقيقا عن الموضوع بعنوان: "خروج الإمارات يترك خطة العملة الخليجية الموحدة على حافة الفشل".
ومع التقرير، تطالعنا الصحيفة بصورة كبيرة لرجل باللباس العربي التقليدي عارضا بين يدية ورقة نقدية من فئة 100 ريال سعودي، وتحت الصورة تعليق يقول: "تحوِّل السعودية الدول الأُخرى في المنطقة إلى أقزام، ولذا فإن المحللين يقولون إن هنالك ثمة مخاوف من أن العملة الموحدة ستخدم مجرد غرض تركيز السلطة والقوة في الرياض."
ومع الفايننشال تايمز، ومن لبنان، نختتم عرضنا لصحافة اليوم بتحليل إخباري لمراسلي الصحيفة، آنا فيفيلد وفيري بايدرمان، يتحدثان فيه عن "الوجوه الجديدة والشابة من السلالات والعائلات التي اعتادت على الحكم والسياسة في لبنان".

جاردنر: لا يوجد قائد أو زعيم فلسطيني يمكنه تجاوز حق العودة
يقول التحليل، الذي ترفقه الصحيفة بصورة للمرشحة الشابة للانتخابات المقبلة، نايلة تويني، وهي تقف إلى جانب لوحة كبيرة لوالدها، النائب والصحفي الراحل جبران تويني، إن الأسماء المألوفة والمعروفة هلى التي ستسيطر وتطغى على الانتخابات البرلمانية التي سيشهدها لبنان في السابع من الشهر القادم.
نكتة لبنانية
يبدأ الكاتبان تحليلهما بنقل طرفة يقولان إن اللبنانيين يتداولونها كثيرا هذه الأيام، وهي على شكل سؤال يقول: "هل سمعت يا تُرى كيف يتدبر السياسيون اللبنانيون الطامحون شؤون مواصلاتهم وتنقلاتهم هذه الأيام؟"
ويأتي الجواب سريعا ومباشرا: "يأخذون باص المدرسة"، وذلك في إشارة إلى حداثة عهد الجيل الجديد من الساسة وقلة خبرته في التعامل مع متاهات ومطبات السياسة التي وجدوا أنفسهم مضطرين لخوض غمارها.
والمفارقة الغريبة، يقول التحليل، إنه في الوقت الذي تبدو فيه وجوه الكثير من المرشحين جديدة وشابة، تظل أبصارهم شاخصة إلى وجهتين اثنتين مختلفتين لا ثالث لهما، وهما قديمتان ولا تحملان أي جديد: الأولى هي الغرب، والثانية هي سورية وإيران.








المصدر : بى بى سى العربية

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: