مصر..مطربون يسعون لتلاوة القرآن بأصواتهم وسط رفض ديني
18 سبتمبر 2009 by: trtr388أبدى الملحن عمار الشريعي تعجبه الشديد من الفتاوي الدينية التي خرجت خلال الايام القليلة الماضية التي تتحدث عن عدم جواز قيام المطرب بتسجيل القران الكريم أو اعتزالهم بعد تلاوته، وأكد أن من حق علي الحجار ومحمد الحلو تسجيل القران وأن أصواتهم الجميلة ستخدم الاسلام.
ورغم أن الشريعي يشارك في رمضان بسبع مسلسلات وضع لها الالحان الا أنه اعتبر أن مسلسل أبو ضحكة جنان أكثر ها ارهاقا له لانه استعان بصوته، والشريعي واحد من أهم الملحنين وأكثرهم دراسة للموسيقى.
وكان الفنان علي الحجار على موافقة الازهر كقارئ للقرآن الكريم، وأوشك على الانتهاء من تسجيل المصحف الشريف كاملاً ترتيلاً وتجويداً بحسب أحكامه الاصلية التي يجيدها تماماً، وكشف الحجار أنه بدأ منذ فترة بتسجيل القرآن الكريم بصوته في استوديو للتسجيلات الصوتية والموسيقية خاص به داخل منزله.
الالمام باحكام التلاوة
وقال عمار الشريعي للعربية.نت انه استمع الي الفتاوى الكثيرة التي تتحدث عن علاقة المطرب بالقرآن، وتعجب من طريقة التعامل مع الفن في الفترة الحالية وكأن "الغناء شيء نجس يجب أن نبتعد عنه أو أن المطرب لا ينبغي له أن يقرأ كتاب الله ويسجله بصوته، واذا فعله فليس أمامه سوي أن يعتزل حتي لا ينطق بكلام الحب والغزل وهو شيء مرفوض طبعا".
وأضاف: أعتقد أن الشيء الوحيد الذي يمكن رفض الموضوع من أجله هو عدم المام المطرب باحكام التلاوة حتي لا يتسبب في توصيل القران الكريم الي الناس بطريقة خاطئة بخلاف ذلك فمن حقة أن يسجله لخدمة القران من خلال صوته الجميل.
وأكد الشريعي أن هناك حديث صحيح يقول "تغنوا بالقران" أي افرحوا وابتهجوا بقراءته و"الشيوخ يبدعون من خلال المقامات الموسيقية ولعلنا ما زلنا نذكر صوت السماء الشيخ مصطفي اسماعيل الذي كان ينتقل بين المقامات الموسيقية ويخرج من مقام الي اخر ويعيد الاية أكثر من ثلاثين مرة بطرق مختلفة وكان من بين مستمعيه عبد الوهاب وأم كلثوم التي قالت له في يوم من الايام بعد ليلة أبدع فيها " الحمد لله انك لا تغني ياشيخ مصطفي والا كنت قعدتنا في بيوتنا ".
وأردف الشريعي "عندما بدأت مشواري الفني كنت حائرا مثل أي شاب عن الحلال والحرام في الفن وهل عملي به يمكن أن يدخلني النار خاصة وأنه مصدر رزقي الوحيد، وظل هذا الموضوع يشغلني حتي اتصلت بالشيخ محمد الغزالي رحمه الله فقال لي ان الموسيقي حلالها حلال وحرامها حرام فلا تثر الغرائز والشهوات حتي تبتعد عن منطقة الحرام في الغناء ولتكن أعمالك تتحدث عن المشاعر النبيله".
وحول نية علي الحجار ومحمد الحلو تسجيل القران الكريم قال الشريعي للعربية.نت: يمكن أن يساهم في خدمة الاسلام فالمطرب صناعتة التطريب و جذب الناس من خلال أصواتهم التي منحهم الله اياها.
وأكد الشريعي أنه يوافق علي قيام الحجار والحلو وأي صوت جميل بتسجيل القران الكريم فمن غير المنطقي أن نترك هذه الاصوات الرائعة ولا نستفيد بها خاصة أنه يعرف خاماتها وطبقاتها والمناطق الصوتية التي يغنون منها.
رد فقهي
إلا أن استاذ العقيدة بجامعة الازهر الدكتور احمد السايح فقال لـ"العربية.نت":أرفض كلام عمار الشريعي جملة وتفصيلا فليس معنى ان يكون الشخص صاحب صوت جميل ان يسجل القرآن فهناك مطربين في شارع الهرم من الممكن ان تكون أصواتهم جميلة، هل يعني ذلك أن نترك لهم القران الكريم ليسجلوه بأصواتهم.
وأكد الدكتور السايح أن القرآن ينبغي أن يتم التأدب في التعامل معه فلا يجوز أن يسمح للمطربين بتسجيله "فهل تتخيل أن تسمع لايات من الذكر الحكيم بصوت مطرب صباحا ثم تجده في حفل ليلا يغني للحب والهجر والعشق".
وبدوره أستاذ الشريعة والفقه في جامعة الأزهر الدكتور عمر القاضي قال للعربية.نت ان "هناك قاعدة فقهية تقول ان الشيء مباح لكن يحرم لما يؤدي اليه من مفسدة فمباح للمطرب العاطفي أن يقرأ القرآن لكن هذا قد يثير الجمهور ويستفزهم ولذا وأنصح بألا يقرأ القرآن على الملأ أو يسجله حتى لو توافرت الشروط".
وأردف ان قراءة القرآن "يمكن أن يقوم بها أي شخص مع الالتزام بالقواعد لكن هناك تحفظ من الناحية الاجتماعية لأن الناس عادة ستنظر للمطرب الذي يقرأ القران علي أنه يفعل ذلك من قبيل التجربة".
وأكد القاضي أن الأمر يختلف لو أن المطرب ترك الأغاني العاطفية واتجه الى الناحية الدينية وقتها سيكون مباحا له.
وأما عضو مجمع البحوث عبد الغفار هلال فأكد للعربية.نت أنه "لا مانع من قيام المطرب بتسجيل القران الكريم طالما أنه التزم باحكام القران والتلاوة وشهد له بحسن الخلق والتأدب، وأن يكون بعيدا عن مخالطة ذوي السمعة السيئة ويكون مشهودا له بالسمعة الطيبة حتي يكون قدوة حسنة لكل من يسمعه".